كَيْفَ تتعامل مع رحيل الأحبة إلَّى الرفِيْق الأعلى بأقل ضرر نفسي

الموت أكبر مصيبة، ورحيل الأحباء إلَّى الجنة كارثة لا توجد بعدها كارثة. لا يمكن تصور أن تصيب بلاء الإنسان أعظم من هذا. لذلك لا يوجد سوى التعاطف الذي يمكن أن نعبر عَنّْه لمن فقد أحد أفراد أسرته، ولكن هل يتخيل أي شخص أن هناك أي شيء يمكن أن يريح الإنسان، فقد فقد حبيبًا ولن يراه مرة أخرى فِيْ هذه الحياة بالطبع لا … إنه فقط يمكن اعتبار هذه المقالة بمثابة تربيتة على الظهر وتقليل من شأن أولئك الذين فقدوا أحباءهم حتى الموت.

اذهب إلَّى قبره لفهم الوضع

عادة لا نستطيع أن نصدق أن الشخص الذي سار ومشى وجلس معَنّْا وضحك قد مات الآن وحركته ثابتة تمامًا وسيتم دفنها ولن نراه مرة أخرى، لكننا نشعر أنه إذا ذهبنا إلَّى منزله أو اتصلنا هُو على الهاتف، يجيب ببساطة، وإذا ذهبنا إلَّى المكان الذي نلتقي فِيْه، فسنجده باستمرار جالسًا وينتظرنا، حيث يصعب دائمًا فهم مثل هذا السؤال والحل لأن هذا الفهم يعَنّْي الذهاب والوقوف على قبر هذا الميت، حتى يدفنوه ويؤمنون أنه لن يعود إلَّى هذه الحياة، للأسف، الآن عليك أن تبكي عليه، كل الثرثرة التي لقيتك منذ سماع الخبر، البلادة الناشئة عَنّْ سوء الفهم وحتى الهستيريا فِيْ وجه كل من أمامك يحاول تأكيد الرسالة ولا تصدق أنه رحل واستبدله بحزن دائم لا يعرف الرحمة، الآن ستبكي وتبكي على الميت. دون أن تكون قادرًا على التعافِيْ، ولكن للأسف لم يتبق لك شيء سوى البكاء.

اجلس مع شخص أحبه بقدر ما أحببته وفكر فِيْ مواقفك معه

فِيْ خضم الحزن الذي تشعر فِيْه برحيل أحبائك، لا تمكث وحدك وتبكي، اذهب لمن أحبه وتذكر المواقف التي جمعت بينكَمْا سواء كانت مواقف مضحكة أو مواقف حزينة، وهذا مفِيْد لأنك ستجد شخصًا تشاركه الحزن، وأيضًا لأنك ستجد شخصًا آخر يحاول فهم وفاة شخص كان عزيزًا على كلاكَمْا، ولكن بشكل عام، زاد عدد الأشخاص الذين لم يفعلوا ذلك. تفهم ولا تتذكر وضع المتوفى معهم كلما كان ذلك أفضل. لهذا اخترع الناس جلسة تذكارية لجمع كل أحبائهم من المتوفى والتحدث عَنّْ سيرته الذاتية ومواقفهم التي أوصلته إليهم وكَيْفَ التقوا وكَيْفَ تطورت علاقتهم وكلما زاد الرقم كلما زاد الحزن. بالطبع أخف وزنا.

لا تجلس فِيْ الغرفة وتتفقد الرسائل معه أو تتصفح صوره

من أتعس الممارسات عَنّْد وفاة أحد أفراد أسرتك هُو المرور بالرسائل والمحادثات معًا، لأنك بهذه الطريقة ستكون حاضرًا بالفعل فِيْ كل التفاصيل ولن تنساه، وأنك وحدك، تتذكر هذه الأشياء . إنه خطر على صحتك العقلية، كَمْا أخبرتك، اخرج الآن واذهب إلَّى شخص أحبه وتذكر كل ما تريد أن تتذكره معه. عليك أن تقول عَنّْه، ستجد أنه يهتم بما يقوله أي شخص عَنّْ أحبائك المتوفى، تمامًا كَمْا تهتم بأي كلمة يقولها أي شخص عَنّْ المتوفى، أليس كذلك تحدث عَنّْ ذلك باستفاضة، إنها فرصة لكليكَمْا.

تذكر أن هذا الحزن سينتهِيْ عاجلاً أم آجلاً

فكر فِيْ أعظم حزن عشته فِيْ حياتك وكَيْفَ شعرت أن هذا الحزن سيتبعك لبقية حياتك ويرافقك حتى تدفن، لذلك بعد أيام قليلة انتهى الحزن، كَمْا لو لم يكن، أنت أيضًا. الحزن على رحيل الأحباء، مهما كان عظيماً وأسطورياً فِيْ وقته، سوف يتضاءل مع الوقت بالطبع لن يختفِيْ المتشدد من خيالك، سيبقى حاضراً بكامل قوته وستتذكره من وقت لآخر لكن الحزن عليه سيكون أسهل بكثير وأكثر هدوءًا، سيصل إلَّى درجة من الحزن يمكنك التعايش معها والتكَيْفَ مع وجوده فِيْ حياتك، ومع تقدم العمر ستزداد الهموم وستكون مشغولًا بالواجبات وقلبك. سيصبح جراحًا هناك العديد من المواقف وكل شيء سيجعلك حزينًا فِيْ هذا العالم، وليس فقط وفاة أحبائك، حتى تمر بقبر رجل ميت وتتمنى لو كنت مكانه.

لا تتوقف الحياة عَنّْدما يرحل الأحباء

وبفضل الله علينا ورحمته علينا أن الحياة لا تتوقف أمام أحد وكل من يواجه طاحونة العالم يسحقها بسهُولة ويخرجها إلَّى طي النسيان، وهذا أمر حقيقي وليس مجازًا. نسيت، متأخر قد يؤثر على شخص أو شخصين يوقفون حياتهم ليوم أو يومين حزينين ويتأثرون بفراق الأحباء ورحيل الأحبة، ولكن بعد ذلك الواجبات تحيط بهم والحياة تسحقهم وينسون. ستعلمهم الحياة درسًا ألا يقفوا فِيْ طريقهم، ولا يقعوا فِيْ غياهب النسيان. أحيانًا يصبح النسيان نعمة من الله. فِيْ مثل هذه الحالات.

عمل صدقة دائمة له أو صدقة باسمه

إذا كنت تريد حقًا خدمة هذا الشخص والقيام بشيء مفِيْد له، فقم بالتصدق باسمه أو قم بعمل صدقة دائمة له كلما كان ذلك مفِيْدًا للناس، فكلما رفع الله لقبه فِيْ الجنة أو رفع عَنّْه الخطيئة. من النار، وهُو فِيْ الواقع مفِيْد له، لذلك من الأفضل التفكير فِيْ الأمر. بشكل إيجابي، يمكنك حبس نفسك فِيْ غرفة حزنًا على وفاة أحبائك وتتأثر حقًا بفراقهم، ولا يزال بإمكانك التحدث عَنّْهم كل الناس ويخبرون بموقفهم وظروفهم وأخلاقهم الحميدة وما إلَّى ذلك، لكن هل هذا مفِيْد حقًا ركز على التفكير الإيجابي، ستستمر لمدة يوم أو يومين وسيصاب الناس بالملل، ولكن من الأفضل لك ولهم التفكير فِيْ كَيْفَِيْة إنشاء مؤسسة خيرية دائمة لهم، بحيث يتذكرهم الناس ولا يتذكرونها أبدًا. لن تنسى ما دامت هذه الصدقة موجودة ويستفِيْدون منها كل يوم وأنت تعود إليها فِيْ الآخرة بالنفع والنفع.

إذا كان حاضرًا، فسيريحك بنفسه ويمنعك من الحزن

طبعا وفاة الأحباء أمر صعب على الجميع، لكن تخيل لو كان حاضرا الآن، ماذا سيفعل ربما يوقفك عَنّْ كل الحزن ويأخذ بيدك ويخبرك أنه فِيْ مكان أفضل الآن وأن حزنك يضايقه ويجعله يشعر بالذنب. حزن، الآن قم وحيي هذا الرجل العظيم الراحل وانطلق إلَّى الحياة، مارس عملك وقم بواجباتك، لأن الحزن لن يعيد الضائعين، ولن يعيد الأحباء الراحلين، وإذا أعادهم الحزن والبكاء، كانت دموع الفقيد تغرق العالم على أمل عودة أحبائهم المتوفِيْن.

استنتاج

لا توجد كلمة واحدة للراحة يمكن أن تخفف من فقدان أحد الأحباء أو فقدان أحد أفراد أسرته، ولكن عزاءنا الوحيد هُو أننا جميعًا نذهب مرة واحدة وأننا سنترك نفس الطريق وربما عاجلاً. مما يمكن أن نتخيله، هذا هُو مصيرنا جميعًا بلا استثناء.