كَيْفَ تجعلي فترة تسنين الأطفال تمر بأقل ألم ممكن

مرحلة التسنين هِيْ من أولى المراحل التي يبدأ فِيْها الطفل بالدخول إلَّى العالم الحقيقي، فقد كان مولوداً هادئاً، وكان على الأم أن ترضعه وتعتني بنظافته، وإلا بدا الطفل هادئاً وليس لديه ما يشكو حول. ومع ذلك، بمجرد أن يبدأ التسنين عَنّْد الأطفال، يبدو أن الطفل فِيْ أصعب مراحل حياته ونموه. تبدأ مرحلة التسنين عَنّْد الأطفال بارتفاع طفِيْف فِيْ درجة الحرارة، والبكاء المستمر، ومشاكل فِيْ الجهاز الهضمي مثل الإسهال والقيء، وقلة النوم المنتظمة، وأحيانًا تكون مرحلة التسنين مصحوبة بأعراض تشبه إلَّى حد بعيد أعراض الزكام.

يبدأ الأطفال فِيْ التسنين عَنّْدما يبلغون خمسة أشهر، وبعض الأطفال يؤخرون التسنين حتى سبعة أو ثمانية أشهر. تعتمد بداية التسنين عَنّْد الأطفال على نسبة الكالسيوم فِيْ الجسم، وعادة ما تكتمل جميع أسنان الطفل وأسنان الحليب ويصل عددها إلَّى 20 بعد بلوغ سن الثالثة ويجب أن تلاحظ الأم نمو طفلها احرصي على نظافة اللثة، وفِيْ حالة عدم ظهُور أسنان الحليب بشكل كامل فعليها استشارة طبيب الأطفال.

متى تتكون الأسنان

قبل أن نبدأ الحديث عَنّْ مرحلة التسنين، علينا أن نتعرف على مرحلة التسنين، والتي تبدأ فِيْ الشهر الخامس من الحمل، عَنّْدما يكون الطفل جنينًا فِيْ رحم الأم. فِيْ ذلك الوقت يبدأ الكالسيوم فِيْ الانسياب إلَّى الفراغات الموجودة تحت اللثة ويبدأ فِيْ التراكَمْ حتى الولادة، ولهذا السبب فإن الأمهات اللاتي يعانين من نقص الكالسيوم أو لا يأكلن ما يكفِيْ من الكالسيوم، يعانين من مشاكل فِيْ الأسنان والعظام. يأخذ الجنين الكَمْية اللازمة من العَنّْاصر الغذائية، بما فِيْ ذلك الكالسيوم، من دم الأم لإكَمْال تكوين أعضائه. بعد أشهر من الولادة، وخاصة فِيْ الشهر الخامس، تبدأ طبقة اللثة فوق التجاويف المليئة برواسب الكالسيوم فِيْ الترقق، وهُو ما يعرف بالتسنين أو التسنين. وتجدر الإشارة هنا إلَّى أن تأخر التسنين لا يتعلق فقط بمحتوى الكالسيوم فِيْ جسم الطفل، بل يتحدد أيضًا من خلال عوامل وراثية مختلفة، وجنس الطفل، ذكرًا كان أم أنثى، ومعدل النمو. الهِيْكل المادي.

ما هِيْ أعراض التسنين

يمكن الجمع بين أعراض التسنين أو اختلافها عَنّْد الأطفال، ويعتمد ذلك على كل طفل وحالته الصحية، ويمكن للطفل أن يمر بمرحلة التسنين دون أي مشاكل، فعَنّْدما تعتني الأم بطفلها وتغذيه وتهتم به. صحة اللثة والفم، لمنع أي التهابات ناتجة عَنّْ التسنين وتبدأ أعراض التسنين باحمرار وتورم لثة الطفل، ويمتد التورم أحيانًا إلَّى الخدين. ثم يبدأ الطفل فِيْ محاولة فرك لثته بأية أدوات مثل الحلمات الاصطناعية (اللهاية)، وهِيْ لعبة صغيرة يحملها وحتى يصل الشيء إليه عَنّْدما يحاول فرك لثته على أي جسم صلب مثل طرف سريره أو الكرسي الذي يجلس عليه.

تلاحظ الأم أن الطفل يحاول عض الحلمة بقوة أثناء الرضاعة، وهذا ليس لأنه يحاول الرضاعة، ولكنه يحاول أو يخفف الحكة فِيْ اللثة. يبدأ الطفل أيضًا فِيْ تأخير الرضاعة الطبيعية ولا يكَمْل وقت الرضاعة المعتاد. يبدأ الطفل فِيْ سيلان اللعاب سواء أكان مستيقظًا أم نائمًا، وهنا تلاحظ الأم أيضًا أن طفلها لا ينام كثيرًا بسبب الألم الناتج عَنّْ التسنين.

ترتفع درجة حرارة الطفل، وقد يصاحب ذلك خروج إفرازات من الأنف، كَمْا يحدث مع نزلات البرد والإنفلونزا. لا يتوقف الطفل عَنّْ البكاء لبضع ساعات وتلاحظ الأم حركات أمعاء متكررة وأحيانًا يتقيأ الطفل عدة مرات فِيْ اليوم. فِيْ بداية فترة التسنين، قد يعاني بعض الأطفال من طفح جلدي خاصة فِيْ الوجه والشفتين نتيجة خروج اللعاب من فم الطفل، ويجب على الأم مراقبة الطفل ومسح لعاب الطفل بانتظام.

كَيْفَ نتعامل مع التسنين وتسكين آلامهم

وبما أن التسنين عَنّْد الأطفال مرتبط بشكل مباشر بشعورهم المستمر بالألم، فلا يضر إعطاء الطفل أدوية ملطفة لمساعدته على تجاوز هذه الفترة. وعَنّْدما ترتفع درجة حرارته، يمكن إعطاؤه خافضات للحرارة، وإذا كان الجو حارًا، فإن الأم تحب ترطيب جسم الطفل، وارتداء ملابس قطنية خفِيْفة، وغسل الجسم مرتين يوميًا بالماء الفاتر. تباع بعض المسكنات الموضعية فِيْ الصيدليات مثل جل التسنين الذي يحتوي على مسكنات طبيعية تساعد الطفل على التغلب على الألم. يتم وضع هذا الدواء على لثة الأطفال وليس له آثار جانبية عَنّْد تناوله من قبل الصغار. تفضل بعض الأمهات استخدام الأسنان البلاستيكية المتوفرة فِيْ الأسواق بأشكال مختلفة، ولكن يجب على الأم أن تراقب الطفل لأن هذه الأسنان تعد مصدرًا كبيرًا للعدوى إذا سقطت وسيعيدون استخدامها دون تنظيف. منذ أن تبدأ مرحلة التسنين عَنّْد الأطفال حوالي الشهر الخامس ويبدأ الطفل فِيْ تناول بعض الأطعمة غير الرضاعة الطبيعية، يمكن للأم استخدام الأطعمة المبردة التي تقلل من التهاب وألم لثة الطفل، وتشمل هذه الأطعمة الفاكهة المقشرة الخفِيْفة والمبردة شرائح وعصير تفاح مبرد وعليها الابتعاد عَنّْ الحمضيات بشكل عام. يمكن للأم أيضًا أن تخصص قطعة قماش قطنية ناعمة ونقعها فِيْ وعاء من الماء البارد وتمسح بلطف لثة الطفل، حيث تساعد هذه العملية على تخفِيْف آلام التسنين وتزيل أيضًا أي بكتيريا قد تتراكَمْ فِيْ فم الطفل.

سقط أول سن

غالبًا ما تكون أصعب فترة فِيْ مرحلة التسنين للأطفال هِيْ ظهُور السن الأول، وهُو ما يؤذي الطفل لأول مرة، وبالتالي يجب على الأم التحلي بالصبر والعَنّْاية بطفلها حتى تبرز هذه السن. قد تبدأ أعراض التسنين وتستمر لمدة شهر حتى تبرز السن الأول وتنفجر القواطع أولاً، ثم تبدأ بقية الأسنان فِيْ الظهُور ويصبح الطفل أكبر سنًا وأكثر تحملًا للألم.

استنتاج

تعتبر مرحلة التسنين من أهم المراحل فِيْ حياة كل من الطفل والأم، حيث تعاني الأم من مشاكل لم تواجهها خلال الأشهر الخمسة التي تلي ولادة الطفل، كَمْا يتعرض الطفل لها. لألم اللثة مما يسبب له الكثير من الانزعاج. فِيْ هذه المرحلة، يجب أن تبدأ الأم فِيْ رعاية طفلها بشكل أكبر فِيْ محاولة لتخفِيْف الألم الذي يعاني منه، ومع التسنين، تبدأ الأم فِيْ الاعتناء بلثة وأسنان طفلها الجديدة حتى تكتمل. رحلة تستغرق ما يقرب من ثلاث سنوات من حياته. ستمنع النظافة الشخصية، وخاصة نظافة الفم واللثة، طفلك من الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء وتسمح له باجتياز مرحلة التسنين بأقل قدر من المشاكل. فِيْ حالة التهاب اللثة أو مشاكل التسنين لدى الطفل يجب التوجه فورًا لطبيب الأطفال لتحديد حالة الطفل ومساعدته ببعض الأدوية المسكنة والمضادة للالتهابات. مرحلة التسنين مرحلة صعبة ولكن يمكن التغلب عليها بأمان باهتمام الأم ورعايتها لطفلها.