طاعة الزوج ماهِيْ الحدود التي يجب أن تتوقف عَنّْدها الطاعة

طاعة الزوج ثقافة سائدة فِيْ مجتمعاتنا العربية وخاصة الإسلامية منها، لأنها مجتمعات ذكورية بالدرجة الأولى، ولا تهتم إلا بالرجل، فماذا تريد كَيْفَ ستجعله سعيدا ويجب أن تسمعي يا سيدتي الكل مدين بالفضل للأوامر الدينية، لكن فِيْ الواقع، تستهدف الكيانات الدينية كلا الجانبين بالتساوي، لكن تختار من بينها ما يتماشى مع رغباتها وميولها. هل يطيعون أي سلطة سواء كانت سلطة فردية أو دينية أو حتى سلطة مجتمعية، ومن خلال المقال سنحاول تحديد مفهُوم طاعة الزوج، كَيْفَ تطيع الزوجة زوجها والعكس صحيح ما هِيْ أسباب العصيان متى تتوقف الزوجة عَنّْ الاستماع لزوجها والكثير من الأسئلة التي يثيرها الموضوع.

تعرفِيْ على مفهُوم طاعة زوجك وحدوده

مفهُوم الطاعة

طاعة الزوج واجبة، وهِيْ جملة تسمعها جميع النساء العربيات ليل نهار. طاعة الزوج طاعة لله. الزوجة المطيعة هِيْ التي يحترمها المجتمع ويقدسها. نحن نسمع ونستخدم كل هذه العبارات ولم نسأل حقًا فِيْ المقام الأول ما هِيْ الطاعة ما معَنّْى طاعة زوجك كلمة “طاعة” تعَنّْي الاستسلام والخضوع والخضوع، وهنا يجب على المرأة أن تذعَنّْ وتنتقد زوجها، وفِيْ حياتنا الحالية مثلاً تترجم على النحو التالي يوافق الرأي دائماً وهُو هُو. بالرأي الأول، فهُو يملك كل مقاليد السلطة، وهِيْ خاضعة لأحكامه ورؤيته. جاء مفهُوم طاعة الزوجة للزوج من أن الرجل هُو الولي هنا وأن المرأة كَمْا هُو شائع فِيْ الثقافة ناقِصَّة الفكر والدين، أما الرجل فهُو شخص سليم تماما، له نفوذ لأنه معيل الأسرة وهُو صاحب القوة الاقتصادية ويتحكَمْ فِيْ مقاليد الأمور، فطاعته واجبه.

لماذا الطاعة

أليس من الغريب أنه فِيْ الوقت الحاضر، عَنّْدما تساوي المرأة مع الرجل، تدرس وتتفوق فِيْ كثير من المجالات، تعمل وتجلب المال، ما زلنا نسمع عبارة “طاعة الزوج” وما علاقة ذلك بها لدعم الأسرة وحكَمْ البلاد وما زلنا نرى أن المرأة العربية تفتقر إلَّى العقل ويجب أن تخضع للرجل لحمايتها. لا ينبغي أن نخجل من مثل هذه الشائعات التي منذ زمن الفلاسفة اليونانيين القدماء الذين تساءلوا عما إذا كانت المرأة هِيْ كائن حي! لكنهم طوروا وتخطوا هذه المراحل، وكانت مجرد مراحل تطور الأفكار، لكننا ما زلنا نتمسك بها ونمررها لأطفالنا، وهُو أمر مذهل حقًا!

حدود الطاعة

لتقليل شدة العبارة التي أجدها مسيئة لن نسمي طاعة الزوج، لكن سنقول متى تتفقين مع زوجك ومتى تختلفِيْن معه وما هِيْ حدود الاتفاق والخلاف بينكَمْا من وجهة نظر تحليلية واستناداً إلَّى الواقع المعاش، يجب أن نعرف أولاً أنه لا يوجد جنس أفضل من الآخر، وأن أسطورة الذكر والأنثى قد انتهت، لكننا نواجه كيانين مختلفِيْن، لكل منهما كيان مختلف. الخبرة المعرفِيْة. أحدهما يقوم على الآخر على أساس حل المشكلة وليس على أساس الجنس. الرجل له منظور مختلف وكذلك المرأة. لذلك فالطريقة الأسهل والأكثر اكتمالا هِيْ التفاهم والتعاون بين الطرفِيْن، ولكن هناك حالات فردية يمكنك أن تعارضه وترفض الاتفاق معه إذا كنت تعتقد أن رأيه جاء من انفعالات عاطفِيْة أو غير عقلانية رغم رؤيتك مختلف جدًا وعملك أكثر عمومية وشمولية.

رؤية المجتمع

سنركز هنا على الجزء الرئيسي الذي يتحكَمْ فِيْ الكيان بأكَمْله، وهُو الشركة. المجتمع هُو المنتج للثقافة وهُو الذي رسخ فكرة طاعة الزوج وأبقىها حية. ولكن سرعان ما تكون المجتمعات التي تتمتع بثقافة الطاعة للزواج مجتمعات تحقق نسبة عالية من النجاح فِيْ الزواج والعلاقات الأسرية بالطبع الجواب لا، لماذا لأن هذا النظام غير عادل ويتضح مع زيادة وعي وثقافة النساء اللواتي يثورن على الظروف القائمة ويحاولن تغييرها بشتى الطرق. خذ المملكة العربية السعودية كَمْثال واضح على هذه المشكلة. ستجد فِيْ الآونة الأخيرة صرخات إدانة للنظام الاجتماعي الجائر الذي يصور المرأة على أنها من ممتلكات الرجل، مثل سيارته أو جهازه المحمول. المملكة العربية السعودية فقط، ولكن أيضًا فِيْ سوريا ومصر ودول عربية أخرى، وهنا يجب أن نعرف أن المجتمع محكوم عليه حتماً.

تغيير الثقافة

الحل هُو تغيير الثقافة ورفع مستوى الوعي بين الجنسين، والذي يبدأ بتربيتهم وهم صغار، حتى يدخلوا المدرسة والمناهج الدراسية التي يتم تدريسها. يجب أن يعلم الرجل أن المرأة مثله مستقلة وتتمتع بنفس الحقوق، كَمْا يجب أن يدرك أن الطريق إلَّى حياة زوجية سعيدة مبني على الحب. فهم واحترام ومناقشة جميع الآراء المطروحة وليس طاعة الزوج من المهم جدًا أن نتعلم فِيْ مرحلة الطفولة، حيث تغرس القيم الإنسانية فِيْ الأطفال، حتى لا يكون هناك أبدًا تمييز بينهم. يجب على المجتمع تعزيز ثقافة الحوار، ويجب على رجال الدين إعادة تقييم خطابهم الديني ليتناسب مع العصر ومحاولة التجديد والتفسير والتفسير بجدية. إن النصوص الدينية الصحيحة والصحيحة لا تقف على رأي واحد.

فقط بالحب يمكننا الاستمرار

من أجل التمتع بحياة زوجية سعيدة وحياة أسرية مستقرة، لا داعي لطاعة الزوج أو الزوجة، بل الحب، نعم الحب، هذا هُو وقود الحياة المسالمة وطريقة الأشياء التي لا تفعل ذلك. اذهب قد تعاني من مشاكل ومشاجرات بينك وبين زوجتك، فلن تجد طريقًا أكثر أمانًا من الحب، حيث يشعر الطرفان بدفء العلاقة بينهما، مما يجعل الآراء تلطف بعضًا، وأنت أيها الزوج والزوجة. تحتاج إلَّى معرفة تفاصيل كل واحد منكَمْ ومعرفة الشخصيات التي تتعامل معها / تتعامل معها من أجل فهم الاختلافات بينكَمْا واختيار أفضل طريقة للتعامل مع بعضكَمْا البعض، فلماذا لا تقرأ عَنّْ الشخصيات وطرق التعامل معها لماذا لا نحضر الدروس والدورات المصممة لمن يريد الزواج لماذا نترك العلم دائمًا جانبًا ونلجأ للاستماع إلَّى نصائح كبار السن أو كبار السن الذين يحملون الثقافة الموروثة، متناسين تمامًا أن لديهم ظروفهم الخاصة، والتي تختلف بالطبع عَنّْ ظروفنا، وما الذي يناسبهم لا يعَنّْي ذلك بالضرورة أننا مرتاحون لها، لأن لكل علاقة ظروف خاصة تنطبق عليها وعلى أعضائها.

فِيْ النهاية، المتهم الحقيقي هُو المجتمع بكل سلطاته. أدى غياب الديمقراطية الحقيقية فِيْ المجتمعات العربية إلَّى انتشار الاستبداد والديكتاتورية فِيْ جميع قطاعاتها، بما فِيْ ذلك العلاقات الاجتماعية، وهذه جريمة ضد الإنسانية. لا أعرف كَيْفَ أغير مجتمعًا غير رفع مستوى الوعي بين أفراده، لكن ماذا لو لم يكن لدى هؤلاء الأفراد رغبة حقيقية فِيْ التغيير ستكون هناك مشكلة هنا. تعزز الأنظمة الحالية الثقافة القائمة وتدعمها، ولا يشعر أفراد المجتمع بالمسؤولية عَنّْ تغيير الثقافة السائدة. وتعتبر المرأة التي تحتج خارجة عَنّْ التقاليد وترفض طاعة أزواجهن، مما يعَنّْي أن هذه دعوة للتمرد، وهذا التمرد إذا تم قبوله سيشمل المجتمع بأسره بكل أنظمته. ومع ذلك، فإن الشركات ترفض القيام بذلك، وهذا هُو السبب الحقيقي لإدامة هذه الأفكار التي عفا عليها الزمن. يأتي التغيير من الفرد، ثم ينتقل إلَّى المجتمع ثم ينعكس فِيْ مختلف قطاعاته وأنظمته.