الطفل ذو النشاط الزائد كَيْفَ يمكن للوالدين التعامل معه

الطفل مفرط النشاط ليس مشكلة طفل كَمْا يعتقد الكثيرون بل هُو اضطراب نفسي يعَنّْي اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة وهُو منتشر فِيْ نسبة كبيرة من الأطفال وتزداد النسبة بشكل كبير فِيْ المجتمعات المتقدمة مثل العالم الأول وقد تكون راجعة. إلَّى أسلوب حياة سريع الخطى وتفاعل الفرد مع الحضارة، نقص الانتباه فرط النشاط هُو اضطراب نفسي، لكن ليس له علاج جذري أو حل نهائي، بل يشبه تعديل سلوك الأطفال. يصيب الأطفال منذ الطفولة ويمكن أن يستمر حتى مرحلة البلوغ. إنه يؤثر على الأطفال فِيْ سن مبكرة، لذلك تراهم يتحركون كثيرًا وبسرعة، ولديهم نشاط مفرط لا مبرر له. كل هذا لا يلتفت إليه جيدا ويضيع ويتشتت ولا يتحرك إلا هنا وهناك. يظن البعض أنها مرحلة طبيعية من الطفولة من تكرار حالات مماثلة، لكنها للأسف اضطراب نفسي يحتاج إلَّى علاج، خاصة أنه يمكن أن يؤثر على المستوى التعليمي للطفل. لا يعتبر من اضطرابات صعوبات التعلم ولكن قلة الانتباه تجعل الطفل متوترا ولا يفهم ما يدور حوله ولا يهتم بانتظام الدراسات ولا يهتم بشيء مما يضعفه فِيْ اكتساب المعرفة و علوم مختلفة، ولكن يمكن تخفِيْف الأعراض بإعطاء الطفل مزيدًا من الحب والرعاية فِيْ المقالة سنناقش بعض المعلومات التي يمكن أن تساعدنا، على سبيل المثال تحليل الاضطراب وتوضيح الأعراض التي يمكننا من خلالها الحكَمْ وكَيْفَ لتمييز ما هُو طبيعي وما هُو غير طبيعي معرفة المضاعفات التي يمكن أن يؤدي إليها اضطراب فرط النشاط وطرق العلاج المعروفة حتى الآن.

الطرق الصحيحة للتعامل مع طفل مفرط النشاط

أعراض اضطراب فرط الحركة

تظهر أعراض الاضطراب لدى الطفل المصاب بفرط النشاط منذ سن مبكرة ومن الممكن أن يبدأ فِيْ سن السابعة ومن الممكن أيضًا أن يبدأ فِيْ الظهُور فِيْ مرحلة الرضيع وعَنّْدما نريده أن يقوم بعمل يتطلب التركيز، ستجد أنه من الصعب جدًا عليه فهم أشياء صعبة ومحاولة ربط الأحداث المبعثرة والمفقودة، ومن بين الأعراض العامة نجد

  • علاقاته بالآخرين، سواء أكانوا بالغين أم أطفالًا مثله، تعاني دائمًا من مشاكل.
  • يظهر قلة الاهتمام فِيْ جميع شؤون حياته، ولا يستطيع إنهاء العمل بسهُولة ويرتكب الكثير من الأخطاء.
  • لا يمكنه اتباع التعليمات وليس لديه القدرة على أداء الواجب المنزلي بمفرده. إذا وجهته لفعل شيء ما، فهُو لا يركز على تفاصيل ما تقوله وغالبًا ما يفعل أشياء أخرى، لذلك يبدو أنه لا يستمع الطفل لما تقوله. غالبًا ما يميل الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلَّى إهدار أدواته وأشياءه مثل الألعاب والأقلام وأدوات الدراسة المختلفة.
  • إنه سريع الانفعال وسريع الغضب ويسهل تشتيت انتباهه ويميل إلَّى النسيان بسرعة.
  • لا يستطيع الجلوس فِيْ مكان واحد لفترة طويلة، فهُو يشعر بالملل بسرعة، وهذا يحدث فِيْ حجرة الدراسة، حيث يصعب عليه الوقوف جالسًا فِيْ مكان معين.
  • يتحدث بشكل مفرط وسريع ولا يتوقف حتى، قد يجيب على سؤالك قبل أن تسأل لأنه لا يستطيع سماعك حتى النهاية ويتحرك كثيرًا.
  • يكره النظام والمهام المحددة سلفًا ولا يهتم بسياسة الدور والانتظار.
  • قد يعاني الطفل من أي من الأعراض السابقة وقد يعاني من أكثر من عرض، ولكن الفرق بين أن يكون الطفل شقي طبيعي أو طفل مفرط النشاط يعاني من اضطراب عقلي هُو تكرار هذه الأعراض لمدة ستة أشهر واستمرارها.

الأسباب والعوامل

تحدثنا عَنّْ أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والطفل المفرط النشاط وكَيْفَِيْة التمييز بين الطبيعي وغير الطبيعي، وهنا الجزء الأهم برأيي من الأفضل معرفة أسباب هذه المشكلة للوقاية منها من اكتشافه ومحاولة معالجته. كأنه عولج بدواء ثم عاد إلَّى طبيعته، لكن الأمر معقد والآن يمكننا تلخيص معظم العوامل والأسباب على النحو التالي

  • تلعب العوامل البيولوجية والوراثية دورًا رئيسيًا فِيْ هذا الأمر، على الرغم من أن بعض الآباء يعتقدون أنها سبب إصابة الطفل بهذا الاضطراب بسبب بعض أفعالهم أو أفعالهم.
  • يمكن أن تكون العوامل البيئية سببًا مباشرًا ويمكن أن تكون أحد أسباب تطور الاضطراب عَنّْد الطفل.
  • على الرغم من أن الأسباب الفعلية لا تزال غير معروفة، إلا أن العلماء لم يتفقوا على الأسباب المحددة، ولكن وجد بعض الأطباء أن السبب قد يكون تغييرًا فِيْ بنية الدماغ، حيث أن بعض النشاط والحركة تكون بطيئة لدى الأشخاص الذين يعانون من مثل هذه الحالة. اضطراب. .
  • بالنسبة للعامل الوراثي، وجد أيضًا أن العامل الجيني يلعب دورًا كبيرًا لأنه ينتقل بين الأجيال، وقد وجد أن الطفل المصاب دائمًا ما يجد أن أحد أفراد أسرته قد أصيب أيضًا، وهذا يتكرر. بنسبة كبيرة.
  • مراحل الحمل والتدخين والمشروبات الكحولية والإدمان كل هذا أثناء الحمل يزيد من معدل ولادة الطفل المصاب باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط كَمْا توجد ملوثات فِيْ البيئة لذلك يجب على المرأة الحامل أن تولي اهتماما متزايدا أما بالنسبة للتدخين فهذا يشمل أيضًا الامتناع عَنّْ التدخين. بالنسبة للمدخنين، يعتبر التدخين السلبي أكثر ضررًا من التدخين نفسه.
  • يمكن أن تكون الولادة المبكرة أيضًا من بين الأسباب.
  • فِيْ النهاية، من الواضح أن الأمر معقد ومتنوع وغير محدد. ستجد تداخلًا بين العوامل الجينية والجنينية والبيئية والبيولوجية. لا يوجد تعريف دقيق يمكننا التأكد منه.

تعقيد

هل يمكن أن يتطور الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو فرط النشاط ويؤدي إلَّى شيء آخر هل لها آثار جانبية ليس بشكل مباشر ولكن وجود الأعراض يؤدي إلَّى نتائج، وغالباً ما تكون النتائج هِيْ تلك التي يمكن اعتبارها مضاعفات مثل تدهُور الأكاديميين والتعليم بسبب قلة التركيز وقلة الانتباه وانتهاك قواعد الدراسة مما يبطئ. يبطئ التعلم ويعرضه للعقبات والنقد التدريجي من المدرسة والزملاء وأيضًا أولياء الأمور فِيْ المنزل.

من المحتمل أن يكون الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب أكثر عرضة للحوادث والإصابات المختلفة بسبب قلة الانتباه من ناحية وسرعة الحركة والنشاط المفرط من ناحية أخرى، مما يجعله مظهرًا دائمًا من مظاهر الإصابات.

هم أكثر عرضة للإدمان على الكحول، وهذا هُو السبب الطبيعي للمضايقات المستمرة التي يتعرضون لها، ومن ثم يريدون الشغب والتنفِيْس عَنّْ غضبهم، فِيْلجأون إلَّى الكحول أو المخدرات. ومع ذلك، فإن بعض المشكلات النفسية، مثل الاكتئاب واضطراب التحدي، ليست أسبابًا مباشرة، ولكنها رد فعل لما يواجهه المريض ويتفاعل معه. يؤدي التوبيخ والعقاب المستمر إلَّى فقدان الثقة بالنفس والاكتئاب وقد يتمرد. والقتال مع الآخرين.

يمكن تجنب كل هذه الأشياء من خلال فهم جيد للموقف والتعامل الجيد مع المواقف المختلفة التي يتعرض لها.

علاج نفسي

فِيْ بداية التشخيص لا يوجد اختبار محدد لتحديد ما إذا كان الطفل مفرط النشاط يعاني من هذا الاضطراب أم لا، وتبقى أفضل طريقة لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عَنّْه من خلال الأسئلة التي يطرحها عليه المعالج. الآباء والأمهات ومن خلال المواقف التي يمر بها وكذلك السلوك الذي يتبعه فِيْ مواقف معينة وردود أفعاله عليها، نبدأ بفحص طبي شامل للطفل ثم نسأل ما إذا كان الطفل يعاني من مشاكل وعقبات فِيْ المدرسة وعلاقاته الاجتماعية وسلوكه تجاه الأصدقاء من نفس العمر والكبار.

ينقسم العلاج إلَّى قسمين، الأول العلاج الدوائي والثاني هُو الإرشاد النفسي، والنوع الآخر هُو التخفِيْف من الأعراض بدعم وحب واهتمام الوالدين وتحديد مكان خاص فِيْ الفصل و التحدث إلَّى إدارة المدرسة فِيْ حالة معاملته كَمْا يستحق.

العلاج الدوائي عبارة عَنّْ مجموعة من المنبهات والمهدئات ومضادات الاكتئاب المختلفة التي يتناولها الطفل على فترات معينة لتخفِيْف الأعراض، ولم يحدد الأطباء طريقة عمل هذه الأدوية بالضبط، لكنهم بشكل عام ينشطون الدماغ، ولكن المشكلة أن تأثيرها يستمر لفترة وجيزة، ثم تعود الأعراض مرة أخرى. بعض أنواع الأدوية لها آثار جانبية مثل مشاكل النوم وفقدان الشهِيْة وفقدان الوزن وزيادة الحركات اللاإرادية. يمكن أن يكون لها أيضًا تأثير سلبي على نمو الطفل، وفِيْ حالات نادرة، يؤدي استخدام الستيرويد إلَّى قصور القلب والوفاة.

العلاج النفسي من خلال الإرشاد النفسي والمتابعة الجيدة مع طبيب نفسي أو طبيب نفسي أو أخصائي اجتماعي بالاشتراك معه ودور الأسرة وحب ورعاية الأم والأب يمكن أن يؤدي إلَّى تحسن أفضل من استخدام الأدوية، و لقد تم بالفعل من خلال زيارة الإرشاد النفسي ومتابعة مجموعات الدعم وبالمثل. يمكن أن يتم العلاج أيضًا بأنظمة غذائية معينة، مثل الابتعاد عَنّْ الأطعمة التي تسبب فرط النشاط، مثل السكريات والكافِيْين والشوكولاتة وغيرها، وكذلك الأطعمة التي يمكن أن تسبب الحساسية لدى الأطفال، مثل البيض والحليب ومن الجسم. يمكن استخدام الجانب الدوائي، أو الجانب النفسي، أو حتى الجانب التغذوي لكل ما سبق، أو الجمع بينهما.

نصائح عامة

يتعرض الأطفال للعديد من المظالم فِيْ واقع حياتنا الحالية، لأنهم أجنة حتى ولادتهم ونموهم، والأخطار تحيط بهم من جميع الجهات ولا أعرف كَيْفَ تزداد المخاطر مع تزايد التقدم العلمي والتكنولوجي. الأم لم تتخذ جميع الاحتياطات اللازمة. ثم نصل إلَّى مرحلة الولادة والمراهقة لنجد أنهم فِيْ خطر أينما كانوا، بين الأمراض المعدية والاضطرابات النفسية وبين الظروف البيئية المتقلبة وأكثر، ونرى أطفالًا مصابين بالتوحد، طفل مفرط النشاط، طفل يعاني من مشاكل نفسية، وما إلَّى ذلك، ومع نظام الحياة الذي يتسارع الآن فِيْ جميع أنحاء العالم، حتى لو كان أكثر فأكثر فِيْ البلدان المتقدمة، فمن المؤكد أن له جانبًا سلبيًا، يظهر لنا جزء صغير منه، ويزداد هذا الجزء بمرور الوقت بإجراء الدراسات لكشفوا عَنّْه، وما هُو مخفِيْ كان أعظم، لم يظهر لنا الجانب السلبي للتكنولوجيا على الإطلاق. لكن من وقت لآخر يظهر لنا جزءًا من الوجه القبيح وربما تكون الاضطرابات النفسية جزءًا كبيرًا ومهمًا من حياتنا فِيْ جميع مراحلها. لا علاقة له بتقدم التكنولوجيا وطبيعة الحياة التي نعيش فِيْها، من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي إلَّى الإدمان إلَّى استخدام الإلكترونيات الحديثة مثل الرغبة فِيْ الحصول على أحدث الهُواتف المحمولة والسعي وراء كل ما هُو جديد، إلخ. هذا يعَنّْي أن لدينا جيلًا كاملاً يعاني من اضطرابات نفسية وأن الكثير منه يأتي إلينا الآن، لذلك نحن بحاجة إلَّى وقفة تحليلية لواقعَنّْا الحي لإنقاذ الحياة فِيْ المستقبل، والتي لا تزال مرحلة تكوينية.