مراقبة الأبناء كَيْفَ تكون ضرورية وكَيْفَ تكون ضارة فِيْ التربية

قد تكون مراقبة الأطفال أمرًا ضروريًا ومفِيْدًا ويمكن أن يكون سببًا لمشاكل وصراعات بين أفراد نفس العائلة فِيْ ظل الحياة المفتوحة، خاصة مع وجود الهُواتف الذكية وخدمات الإنترنت التي تربط العالم كله. ويمكن لكل شخص فِيْها أن يخاطب من يريد وماذا يريد متى شاء بأي شكل من الأشكال، فقد أصبح الآباء يعتقدون أن مراقبة الأطفال ضرورية ولا غنى عَنّْها لحمايتهم من الشر والواقع يتميز أيضًا بالحرية، لذا تعال وانظر والسماح للأطفال بالانتقام لحريتهم بينما يرونها فعلاً ويعتبرونها تعديًا على حقوقهم هل هناك مشاكل بين المراقبة أم لا هل نترك حريتهم مفتوحة أم نشاهدهم يستخدمونها ما هِيْ طرق المراقبة التي يمكن للوالدين استخدامها هل سيكون التتبع آمنًا لهم أم يصيبهم بالعقدة النفسية رأي التربويين فِيْ موضوع مراقبة الطفل هل نحن حقا جاهزون لمثل هذا العمل هل يوجد كائن كامل لا يخطئ حتى أستطيع أن أراقب وأحكَمْ على سلوك الآخرين كل هذه الأسئلة تثار طوال الوقت، وسنحاول العثور على إجابات لها من خلال المقالة.

ما هِيْ فوائد ومضار مراقبة الأطفال

طبيعة العلاقة بينهما

فِيْ البداية، وقبل تقييم المشكلة وتأطيرها، نحتاج إلَّى تحليل طبيعة العلاقة بين الوالدين والطفل حتى نكون على دراية بالبيانات التي لدينا، ومن ثم يمكننا إدارتها والتصرف بشكل جيد. من الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال هِيْ حجر الزاوية فِيْ كل عائلة، هل هِيْ علاقة تقوم على التفاهم والحب أم على ما يجب فعله وما لا يجب فعله والحجج بين الطرفِيْن للأسف فإن نقص المعلومات والثقافة بين الوالدين من أهم أسباب السلوك السيئ وصعوبة التنشئة السليمة. قلة من الناس يقرؤون الكتب التي تتحدث عَنّْ الأبوة والأمومة الصحية أو يتابعون نتائج أحدث الأبحاث العلمية فِيْ تربية الأطفال. على سبيل المثال، قلة منهم يتلقون تدريبات على التربية الصحية أو حتى يحضروا بعض الندوات التثقيفِيْة حول تربية الأطفال، وذلك بسبب العديد من العوامل، بما فِيْ ذلك ضعف الوعي بحجم الحالة، وانشغالهم بالعمل، وقلة الوقت أو القصور المالي. العلاقة بين الوالدين والأبناء ليس جيدًا فِيْ معظم الحالات، لأنه إذا كان الأمر كذلك، فلن يشعر الوالدان بالحاجة إلَّى مراقبة الأطفال، بل إن الشعور بالحاجة يشير إلَّى علاقة غير صحية بينهما، حتى لو ادعى الوالدان أنه مهما كان الأمر. يفعلون ذلك، سيترك العالم الخارجي انطباعًا سيئًا عَنّْ الأطفال وستصبح العلاقة بعد ذلك متوترة ويفقدون الكثير. أنت تقوم بتربيته، وخلال هذه الفترة تتشكل شخصية الطفل وقيمه فِيْ حياته، ربما هناك تأثيرات خارجية، لكن إذا نشأت جيدًا، فلن يكون لها تأثير كبير. ترسيخ القيم والمبادئ فِيْ نفوس الطفل وتنميته عقلياً وجسدياً ومعرفِيْاً. يرتكب الآباء أخطاء كثيرة فِيْ تربية أبنائهم. تجدهم يطلبون من الأبناء عدم الكذب عَنّْدما يكذبون ويمنعونهم من القيام ببعض الأعمال وإحضارها مما يتسبب فِيْ أن يكون الطفل فِيْ حالة تضارب ويربكه ويكون فِيْ الوسط بين تحديد الصواب والخطأ، نحن مثل الوالدين. يتحملون المسؤولية الكاملة عَنّْ تربية الأبناء والحالة التي يصلون إليها، وهذا ما أكده رائد التحليل النفسي فرويد عَنّْدما قال “أعطني عشرة أطفال وسأسميك طبيبا من مهندس، من لص من رجل دين “لأنه رصيدك الخاص.

علاقتهم بالمجتمع

تأتي علاقة الأبناء بالمجتمع من خلال والديهم، فالطفل لا يُلقى فِيْ الشارع للتعامل معه واكتشاف نفسه، ولكن فِيْ البداية يجب أن يفهم الواقع الخارجي ويفهم ما ينتظره ويتسلح بالمعرفة التي ستساعده على تحقيقه. أهدافه. أين هِيْ القاعدة التي نشأت عليها الشخص الضعيف والضعيف هُو فقط من يتأثر ببيئته إيجابًا وسلبًا، ولكنه يمتلك أدواته ويتفاعل مع البيئة بأي حال ويحاول فهمها وشرحها. سيتم سحبه قريبا. لدينا جميعًا صعوبات وعقبات ومضايقات فِيْ الحياة، لكن المقياس هُو كَيْفَ نتعامل معها، من يتخطىهم ويمررهم ومن يقف إلَّى جانبهم ومن يدور حولهم ويحولهم لمصلحتهم.

جهاز المراقبة

إن وسائل مراقبة الأطفال من خلال الوالدين تذهب إلَّى أبعد الحدود وتتنوع، بما فِيْ ذلك مراقبة أفعاله فِيْ المنزل، ومراقبة هاتفه، ومراقبة وسائل التواصل الاجتماعي التي يشاركها مثل Facebook و Twitter، ومراقبة الأصدقاء وغيرهم، والتكنولوجيا الجديدة هِيْ أيضًا من قيمة عظيمة. فِيْ هذا الموضوع يمكننا الآن العثور على العديد من البرامج والتطبيقات من خلالها يمكنك مراقبة كل ما يفعلونه على الإنترنت أو فِيْ هُواتفهم الذكية، ليس فقط هنا، ولكن أيضًا التجسس على الهُواتف المحمولة، ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وغيرها الكثير، كَمْا لو كنا رؤساء مافِيْا و نحن نتعامل مع أعضاء العصابات وليس مع أطفالنا الذين كانوا ذات يوم أطفالا ضعفاء لا يستطيعون فعل أي شيء بمفردهم.

كَيْفَ تتم المراقبة

يعتبر انتشار التكنولوجيا الحديثة مثل الهُواتف الذكية وأجهزة iPad وغيرها نعمة وخطرًا، مثل أي جهاز آخر له إيجابيات وسلبيات والعديد من الأطفال لا يعرفون ذلك وبالتالي يمكن أن ينجرفوا بعيدًا إلَّى المواقع التي لا يعرفونها. ولعَنّْة التكنولوجيا تؤثر ولا تحصد إلا الجانب السلبي. وما يؤكد ذلك ظهُور بعض الأمراض النفسية الجديدة المتعلقة بالتكنولوجيا، مثل إدمان الفِيْسبوك، والإدمان على مواكبة أحدث الأجهزة وغيرها الكثير، وهِيْ أمراض معترف بها ويتم تطوير برنامج لعلاجها. طريقة جيدة لعلاجها. مراقبة الأطفال مفِيْدة لكلا الطرفِيْن دون التدخل المباشر فِيْ حياتهم الخاصة.

الحلول المقترحة

بدلاً من مراقبة الأطفال، لماذا لا نبني علاقة جديدة بيننا وبينهم ونمد جسر تواصل وحوار ونقاش أفضل من سياسة المنع والعقاب والسلطة والسيطرة، وهذا يأتي إلينا من خلال خطوات بسيطة مثل

بناء جدار من الثقة

الثقة غائبة إلَّى حد كبير فِيْ عصرنا بين الطرفِيْن، وكل منهما يعتبرها مساوية للآخر، وليس ذلك فحسب، بل يعتبرها كل منهما الأكثر تعليماً، والأكثر خبرة، والأكثر تفهماً. الآخرين. يجب على الأطفال دائمًا الاستماع إليها، وإلا فهذا يعَنّْي أنهم متمردون ومثيرون للمشاكل، ويرى الأطفال أنهم الآن الأكثر حداثة ودراية فِيْ العالم بسبب معرفتهم العظيمة. لن تجد، على سبيل المثال، أبًا أو الأم التي تفهم التكنولوجيا مثل أطفالها. القرار الصحيح وأن الأب والأم من الطراز القديم وانهِيْار التواصل والتفاهم بينهما، فلماذا لا نبني جدارًا متينًا من الثقة بيننا وبينهما، وإذا أردنا مراقبتهما، فلن يساعد ذلك إلا عَنّْ بعد و بدون تدخل مباشر، سيكون الوضع أفضل للجميع.

صداقة

تسمح صداقة الوالدين مع أطفالهم للأطفال بالتمتع بالحرية مقابل تمتع الوالدين بمعرفة جميع شؤون أطفالهم، لذا كن صديقًا يعرف المزيد، وكن دائمًا على استعداد للمساعدة ومنحهم ما يريدون. الوقت والتواصل معهم دائمًا ولا تزيل مخاوف الحياة، كن صديقًا.

الحب

نعم، الحب والحنان العاطفِيْ وحدهما قادران على حل المشاكل. إن شعور أطفالك بأنك تحبهم والقلق عليهم سيجعلهم يقتربون منك ولن تأخذهم وسائل التواصل الاجتماعي كَمْا يشكو الجميع وتتوقف عَنّْ الانتقاد وتتفهم الموقف وتتصرف بحب من أجلهم.

خبرة عقارية

سأتحدث هنا عَنّْ التجربة الواقعية التي نعانيها فِيْ مصر، خاصة الآن، لأنها بدأت تأخذ مسارًا مختلفًا وهِيْ مشكلة مشاهدة الأطفال، وخاصة الفتيات، من المنزل ومغادرة الأسرة وقطع علاقتهم مع آباؤهم، آباؤهم يضيقون بناتهم بشكل استفزازي، يزعمون أن ذلك بدافع الحب والخوف على مصلحتهم، لذلك ستجد شخصًا يمنع ابنتهم من الحصول على التعليم لأنهم يخشون إخراجها من المنزل حتى لا يتم التحرش بها، يتحرش بها شخص ما، تتعرض لحادث وغالبًا هذا وفقًا لرأيي ومن خلال رؤيتي للواقع المعاش، لا أرى حبًا أو خوفًا على الفتاة أكثر من الخوف على الشرف من الأسرة إذا تعرضت الفتاة لحادث أو شيء من هذا القبيل، حتى تحول الأمر إلَّى نزاع وتم قمعهم بطرق مختلفة من قبل جميع أفراد الأسرة، حتى الأخ الأصغر الذي تربى عليه. يجب أن يتحكَمْ فِيْ أخته لإثبات رجولته وأن هذا الكائن الضعيف تم إنشاؤه ليقوده الآخرون وللأسف بعض المعتقدات الدينية قد رسخت وشرعت هذا الأمر. ش حتى انتصرت وانتشرت والسيطرة على كل شيء وبلا سبب ولكن الآن ماذا كانوا يتوقعون فِيْ ذلك الوقت مثل الطاعة العمياء ! القمع لا يولد إلا الانفجار. نتيجة للتقدم التكنولوجي واستخدام وسائل الاتصال الحديثة من قبل الفتيات ظهرت مجموعات وجمعيات تدعم الفتاة مغادرة المنزل وتكون مستقلة فِيْ حياتها وتدير ما تريد، وهذا ما هُو كثير ومتزايد فِيْ الوقت الحاضر بالطبع استقلالهم شيء جيد ويجب أن يكون متاحًا بموافقة وقناعة الأسرة لمن تريد ولكن ما حدث هُو أنهم أغلقوا جميع منافذ الهُواء وتمكنوا من تضييق المساحة من أجل حريتهم وفِيْ نفس الوقت تجعل الفتيات يهربن ويقطعَنّْ علاقتهن بهن. طبعا هناك أسباب كثيرة تدعم ذلك كالعَنّْف والقسوة وغيرها الكثير التي نسمعها ونقرأ عَنّْها فِيْ الصحف وفِيْ حوار مع هؤلاء الفتيات. لن تؤدي سياسات الوقاية والسيطرة إلا إلَّى نتائج معاكسة تمامًا، على عكس ما نريده، ولا أحد يعتقد أنه بغض النظر عما يفعلونه، يمكنهم التحكَمْ والسيطرة فِيْ وقتنا الحالي، لأنه ببساطة وقت الحرية.

فِيْ النهاية، الإشراف على الأطفال ضروري لحمايتهم، ولكن فِيْ ظل ظروف معينة وفِيْ حالات وحالات معينة، كونك رب الأسرة أو رب الأسرة وامتلاكك النفقة والجانب الاقتصادي لا يمنحك على الإطلاق الحق فِيْ معاملتهم كَمْا لو كانوا تابعين لك، لكن علاقتك يجب أن تكون تفاعلية ومليئة بالحب والتفاهم، فنحن نراقبهم من مسافة ولكننا لا نفرض عليهم السيطرة، نتدخل فِيْ بعض الأشياء فقط للمساعدة وتقديم المشورة وعدم تقديم خارطة طريق لهم لاتباعها، وإلا لا. من حقنا الدفاع عَنّْه وعزله، لكن يجب التحذير بين الحين والآخر من مخاطر وأضرار التكنولوجيا وجوانبها السلبية، وهِيْ تتطلب رَابِطْة عائلية جميلة تقوم على التفاهم والحب والصداقة.