الموت الرحيم كَيْفَ نشأت فكرته وهل هُو أخلاقي فعلاً

ما هُو القتل الرحيم وما هِيْ أنواعها كَيْفَ جاءت فكرته كَيْفَ يتم تطبيقه فِيْ دول العالم يشمل القتل الرحيم أنواعًا عديدة بالإضافة إلَّى قوانين مختلفة فِيْ كل بلد وثقافة، والتي نناقشها جميعًا هنا بطريقة متوازنة.

الفِيْلم الوثائقي الكامل عَنّْ القتل الرحيم

التعريف الدقيق لكلمة القتل الرحيم

يعَنّْي القتل الرحيم ببساطة اتخاذ القرار بإنهاء حياة المريض بعدة طرق، أهمها وقف تزويد المريض بالأجهزة الطبية المسؤولة عَنّْ ضمان استمرار عملية التنفس، وبالتالي فإن فصلهما يعَنّْي ضرورة الموت الحتمي للمريض، وهذا القرار يعود للمريض نفسه، الذي يقرر قبل الدخول فِيْ الجراحة أو يعيّن أحد أفراد أسرته لاتخاذ هذا القرار فِيْ حالة توقف أجهزة الجسم الحيوية عَنّْ العمل.

محاولات طبية لإنقاذ المرضى

فِيْ الحالات العادية، ودون التفكير فِيْ فكرة الموت الرحيم، يقوم الأطباء بعدة محاولات لإنعاش المريض وإيقاظه بالضغط بيده على القص الموجود فِيْ منتصف الصدر، فِيْ محاولة لتحفِيْز عضلة القلب. للعمل وضخ الدم مصحوبًا بتنفس صناعي للمريض سواء عَنّْ طريق الفم أو بأدوات خاصة لهذه العملية. لتنشيط عضلات القلب وإجبارها على العودة إلَّى العمل المنتظم مرة أخرى.

بسبب فشل جميع المحاولات الطبية الممكنة لجعل المريض يستيقظ من الغيبوبة أو أن يكون قادراً على التنفس من تلقاء نفسه، فإن جسده متصل بأجهزة طبية خاصة تتحكَمْ فِيْ عملية التنفس وتؤديها نيابة عَنّْ الجسم المريض. يتم أيضًا تركيب محاليل المغذيات وإجراء غسيل الكلى المستمر لمنع تراكَمْ النفايات. باختصار، يتعلق الأمر باستبدال جميع العمليات الحيوية التي تحدث فِيْ الجسم واستبدالها بأجهزة خاصة.

نظرًا لأن الفريق الطبي المعالج لا يستطيع معرفة المدة التي ستستغرقها الغيبوبة أو متى يستيقظ المريض، يضطر الأطباء إلَّى إبقاء جسم المريض متصلاً بهذه الأجهزة حتى يستيقظ أو يموت.

أسباب فكرة القتل الرحيم

حالات الغيبوبة المعقدة

السبب الرئيسي لظهُور فكرة القتل الرحيم هُو تكاثر الحالات المستعصية، والتي – كَمْا أوضحنا سابقًا – تظل فِيْ غيبوبة لفترة طويلة من الزمن، تصل إلَّى سنوات، مما يستنفد الموارد المادية لكل من المضيف الأسرة والسلطات الصحية والطبية بالدولة مما يتسبب فِيْ استغلال العديد من الأماكن فِيْ المستشفِيْات مما يقلل من عدد الأسرة الشاغرة وبالتالي يقلل من كفاءة الرعاية الصحية للمستشفى.

الرغبة فِيْ الانتحار انتشار ثقافة الانتحار فِيْ العديد من البلدان، وخاصة فِيْ الدول الغربية، جعل الكثير من المرضى يقبلون فكرة القتل الرحيم كحل نهائي إذا لم ينقذ الأطباء حياتهم، إما بدافع الخوف أو الكراهِيْة. تابع حياتك.

الروايات التاريخية القديمة

انتشار بعض الأساطير والروايات التاريخية عَنّْ العديد من القبائل والجماعات التي عاشت فِيْ مناطق مختلفة من الأرض وكانت مستعدة لقتل من أصيب بمرض جعله عبئًا على أسرته ومن حوله، مثل المقعد والمشلول. وما إلَّى ذلك ساهم فِيْ ترسيخ مبدأ استخدام القتل وإذنه لإغاثة من يعاني أو يجهل نهايتها.

آراء الناس واختلاف الآراء حول فكرة القتل الرحيم

يختلف الناس، باختلافهم، فِيْ العديد من القضايا، وكذلك فِيْ فكرة القتل الرحيم. يرى البعض أنه حق مفروض على كل شخص أن يقرر مصيره وكَيْفَ يؤدي إليه. يعتبر إنهاء حياة المرء أو الاستمرار فِيْها شكلاً من أشكال الجريمة وفكرة بغيضة ظهرت فِيْ المجتمعات التي تبحث عَنّْ مبررات مثل خفض تكلفة العلاج لمرضى الأمراض المزمنة، ومن ناحية أخرى، ينظر البعض إلَّى على أنواع القتل الرحيم المسموح بها والمقبولة وأنواع أخرى لا يمكن الموافقة عليها.

أنواع القتل الرحيم

يمكن تصنيف أنواع القتل الرحيم وفقًا لمحاور مختلفة، أولها مسئول عَنّْ قرار الموت، ثم يتم تصنيف القتل الرحيم إلَّى 3 أنواع

  • القتل الرحيم الطوعي إذا قرر المريض بنفسه دون أن يتأثر قبل الخضوع لعملية جراحية معقدة أو إذا كان يعاني من مرض عضال يزيد من احتمال الوقوع فِيْ غيبوبة كاملة، يُعطى المريض خيار تقرير المصير من حيث الأطباء الذين يحاولون إحيائه أو فصل الأجهزة عَنّْه، وهُو النوع الأكثر شيوعًا وقانونيًا فِيْ العديد من البلدان مثل هُولندا وبلجيكا وبعض الولايات المتحدة الأمريكية.
  • القتل الرحيم غير الطوعي على عكس النوع الطوعي، لم يتخذ المريض القرار بنفسه، إما لأنه أصيب فِيْ حادث مفاجئ غير متوقع، أو لأن المريض غير مؤهل قانونيًا لاتخاذ مثل هذه القرارات، مثل طفل أو يعاني من مرض عقلي. المرض والسماح بهذا النوع وإضفاء الشرعية عليه، سمحت بعض الدول لكل شخص باختيار شخص آخر لتمثيله فِيْ مثل هذا القرار فِيْ حالة وقوعه فِيْ غيبوبة. القتل الرحيم القسري حيث لا يوجد موافقة المريض أو أي من أقاربه، فِيْقوم الأطباء باتخاذ القرار بأنفسهم دون الرجوع إلَّى أحد، مثل حالات الإصابة المجهُولة وعدم الحصول على هُوية المريض أو عدم وجود شخص. المصاحبة للإصابة.

المحور الثاني لتصنيف فكرة القتل الرحيم يقوم على الطريقة المتبعة، لذلك ينقسم القتل الرحيم إلَّى 3 أجزاء

  • القتل الرحيم السلبي تعتمد فكرته على إهمال الأطباء للإجراءات الطبية التي يجب اتباعها وترك المريض حتى تتدهُور حالته ويموت.
  • القتل الرحيم النشط عَنّْ طريق إعطاء دواء للمريض يسبب موته الفوري.
  • القتل الرحيم غير المباشر ينطوي على إعطاء جرعات من دواء يبدو أنه يسبب ويحسن صحة المريض ومزاجه على المدى القصير، ويخفف الألم ويخفف من مشاعره، ولكنه يسبب الوفاة على المدى الطويل. الإنسان ويسرع بنهاية حياته.

أيضًا فِيْ بعض البلدان، مثل هُولندا – التي تعتبر رائدة فِيْ قوانين القتل الرحيم، تنقسم مبررات القتل الرحيم إلَّى درجات

  • المرحلة الأولى غيبوبة كاملة، حيث يكون المريض غير قادر على التنفس من تلقاء نفسه ويحتاج إلَّى توصيله بجهاز التنفس الصناعي لتنظيم دخول وخروج الغازات إلَّى الرئتين.
  • الدرجة الثانية أقل شدة من درجة الغيبوبة، حيث يكون المريض إما فِيْ حالة غيبوبة وفقدان جزئي أو متقطع للوعي، أو يكون واعياً بالكامل، ولكنه يعاني من أمراض مزمنة مستعصية تسبب له ألماً شديداً. من المستحيل إنهاء حياته والذهاب إلَّى العمل أو حتى ممارسة مهام وأنشطة يومية متنوعة وبسيطة للغاية مثل تناول الطعام بمفرده دون مساعدة أو ارتداء الملابس أو الذهاب إلَّى المرحاض أو حتى مجرد المشي فِيْ أرجاء الغرفة.
  • الدرجة الثالثة وهِيْ درجة أقل، لكنها تعتبر مزيجًا من الدرجتين السابقتين، لأن المريض يعاني من أمراض الرئة التي تجبره على حمل أسطوانة أكسجين معه دائمًا وفِيْ كل مكان ؛ التخلص منه يجعل عملية التنفس شبه مستحيلة، وهُو عبء على المريض قد يدفعه إلَّى التفكير فِيْ القتل الرحيم.

الموقف الديني من القتل الرحيم

هناك العديد من الطوائف الدينية المختلفة فِيْ تحديد القاعدة الدينية للقتل الرحيم وهل هُو جائز أم لا. تحرم بعض المذاهب فِيْ الإسلام والمسيحية القتل الرحيم نهائيا، وتصنفه ضمن أنواع وطرق القتل بالنسبة للطبيب أو الانتحار بالنسبة للمريض نفسه. يمكن أن يشعر بمحيطه أو يتفاعل مع أي تأثيرات خارجية، لكن رغم كل هذا فإن أجهزة جسمه تعمل بانتظام بفضل الأجهزة الطبية الملحقة به.