آيات قرآنية عَنّْ اتهام الناس بالباطل

آيات من القرآن عَنّْ اتهام الناس بالكذب

كل النفوس ليست معصومة من الخطأ لأن الإنسان يولد لارتكاب الأخطاء والتعلم من كل ما مر به فِيْ حياته ويندم على الذنوب التي يرتكبها، فكَيْفَ يدافع عَنّْ نفسه

وقد ذكر الله فِيْ هذا الكتاب، قال تعالى

{لما قبلته بألسنتك وقلت بفمك ما لم تعرفه وظننت أنه بسببها}. [النور 15].

قد يظن المرء أن الأفعال البسيطة ليست ذات أهمية، لكنها عظيمة مع الله وقد تدخل فِيْ جهنم إذا لم ينل رحمة الله. فالتسرع فِيْ إلقاء اللوم على الآخرين دون سبب واضح وشرعي يؤدي إلَّى العداء والهجر وقطع صلة القرابة.

لا يمكن نقل كلام بلغات الآخرين عَنّْ شخص، سواء كان قريبًا أو بعيدًا، دون معرفة كافِيْة بصحتها أو عدم صحتها، حتى لو كانت صحيحة .. الإبلاغ عَنّْ أخبار الآخرين بدافع الفضول للنميمة التي حرمنا الله أيضًا.

نشير إلَّى أن اتهام الآخرين بالكذب يمكن أن يكون نتيجة حسد أو حقد، وهُو إذا سيطر على المسلم يؤدي إلَّى الحاجة المستمرة لتشويه صورة الآخرين من أجل أن يكونوا الأفضل، ولكن عَنّْدما يكشف الله الحق، إنه أفدح الناس.

{والذين يسيئون إلَّى المؤمنين والمؤمنات بغير ما كسبوا قد تحملوا القذف والإثم} [الأحزاب 58].

نحن هنا واضحون أن توجيه اتهامات كاذبة عَنّْ قصد أو عَنّْ غير قصد يضر بالآخرين لأن الأذى لا يعتمد فقط على أعمال العَنّْف التي هِيْ قوة جسدية، بل بالأحرى على الكلمات التي يمكن أن تدمر حياة الآخرين.

وفِيْ هذا الفعل إثم واضح لا يتحمله الإنسان يوم القيامة عَنّْدما يظهر ما هُو مكتوب فِيْ كتاب المسلم. إما أن يأخذها بيده اليمنى أو بيده اليسرى. لذلك، يجب على الشخص أن يكون حريصًا فِيْما يفعله كل يوم وقبل أن تتم محاسبته، سوف يجيب.

نهى الرسول عَنّْ اتهام الناس بالكذب

ما زلنا فِيْ سياق موضوعَنّْا الآيات القرآنية عَنّْ اتهام الناس بالكذب، ومعلوم أن المصادر الأولية للمسلم التي يتبعها فِيْ حياته ليعرف الصواب فِيْ دينه هُو كتاب الله الأول، ثم ما رسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم فِيْ أقواله وما فعله فِيْ حياته بكل التفاصيل التي يعول عليها من دون بدع ومضاربات يصدرها البعض.

وأمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم اتهام الآخرين فِيْ حديث مشرف. عَنّْ أبي بكر نافع بن الحارث قال

قال لأن دمك ومالك وبركتك وشرّك حرام كَمْا حرم فِيْ مثل هذا اليوم فِيْ هذا الشهر فِيْ أرضك تقول هذا [صحيح البخاري].

وهذا ما ظهر مما قاله سيدنا محمد فِيْ حجة الوداع، حيث ذكر فِيْه الأوامر والنواهِيْ وجميع التوصيات التي يجب على قومه اتباعها حتى يعيشوا فِيْ حالة جيدة وينالوا رضا الله والسماء والتوفِيْق فِيْ. كل وظيفة.

ومن بين ما نهى عَنّْه الكلام السيء للآخرين وشرف الآخرين، كإتهامه بالشرف أو السمعة أو بأي كذب. سيقف كل الناس بين يدي الله ويسألون عما فعلوه. فِيْ الدنيا والله لن يضر احدا.

كَمْا نهى عَنّْ الكذب على الآخرين وإخبارهم بما ليس فِيْهم ؛ لأن هذه من الذنوب العظيمة التي يرتكبها الإنسان، وعَنّْ أبي ذر الغفاري سمع رسول الله يقول

“ما من إنسان يدعي لغيره ويعرفه إلا إذا آمن، ومن ادعى ما ليس له ليس منا، فليجلس إلَّى جانب النار، ومن يدعى ويدعو رجلاً. ” [صحيح].

إضافة إلَّى ذكر موضوع هام كتجنب العلاقة مع غير أبيه الحقيقي، فهذا الحديث يدل على أنه لا ينبغي أن يتهم الآخرين بالكذب وكفر الحياة، ولا يقول فِيْ الناس ما ليس فِيْهم. تاب إلَّى الله بالتوبة النصوح.

كَمْا أن الله فِيْ كتابه الثمين ينهى عَنّْ الكذب بشكل عام فِيْ حياة المرء، ولا سيما التشهِيْر بالآخرين بالكذب والاتهامات دون الحَقيْقَة. قال الله تعالى

{فقط أولئك الذين لا يؤمنون بإعلان الله يزورون الأكاذيب وهم كذابون} [النحل 105].

الآية تعبر عَنّْ الإيمان بما جاء به الإسلام من فعل وقول، والله أعلم بما يكشفه الإنسان وما يخفِيْه.

من يتهمك بأنك لست شيئًا

نذكر فِيْ مقالنا آيات قرآنية عَنّْ اتهام الناس بالكذب، أن هناك أشخاصًا ينتظرون دائمًا الآخرين ويريدون تحليل أفكارهم والحكَمْ على نواياهم دون فهم سبب ما يفعلونه وما هِيْ أسبابه. الأسرار التي لا يعرفها أحد إلا الفرد نفسه والله العظيم، ثم تنشر ثرثرة غير لائقة تمامًا تسبب مشاكل لا تنتهِيْ.

وهم لا يعلمون أنه حتى يعبر الإنسان عَنّْ نفسه لا يلزم الكلام معه زوراً والأمر معهم لا يتوقف عليه، بل هم من يدخل فِيْ الأعراض وهذا أمر نهى الله عَنّْه.

{إن الذين افتراء على العفِيْفات والمقصورات والمؤمنات ملعون فِيْ الدنيا والآخرة ويتعذبون} [النور 23].

يتضح هنا أن إلقاء اللوم على النساء بسبب أعراضهن ​​سيكون له عذاب فِيْ الدنيا والآخرة. لا يصح اتهام المؤمنة بارتكاب الفاحشة دون دليل واضح، وحتى لو ثبت ذلك لا يمكن للفرد أن يفضح أخاه لأن من أخفى مسلما ستره الله.

كَمْا قال الله تعالى

{يَا أَيُّهَا ​​​​​​​​الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} [الحجرات 12].

وفِيْ هذه الآية الكريمة نهى الله عَنّْ سوء الظن واتهام المقربين والآخرين بكل ما هُو غير صحيح، لأن فِيْ هذا إثم عظيم، حيث يحرم التجسس على الآخرين، والقذف والسب، لأن المؤمن عليه. القداسة يجب احترامها حتى ترضي العبد.

قواعد الحكَمْ على الناس

عَنّْدما نتحدث عَنّْ آيات قرآنية عَنّْ اتهام الناس بالكذب، فإننا نشير إلَّى أن هناك ضوابط معينة فِيْ الحكَمْ على الناس، وهِيْ موضحة فِيْ النقاط التالية

  • لا يمكن لأحد أن يحكَمْ على الآخر ما لم يكن لديه مقدار المعرفة والخبرة الحياتية التي تؤهله للقيام بذلك بالطريقة الصحيحة.
  • لا ينبغي لأحد أن يتهم الآخر دون أن يخبره أولاً بما رآه أو تلقاه من الآخرين.
  • لقد قيل إن إلقاء اللوم على الآخرين يجب أن يعرف جميع جوانب حياتهم الشخصية لأنهم قد لا يرون أنهم يفقدون شيئًا معينًا.
  • تذكير النفس بأن اتهام الآخرين بالكذب هُو خطيئة يتحملها وأنه سيرتكب خطايا أخرى بعد ذلك.
  • فِيْ محاولة لإصلاح شخصية يمكن أن تتصف بالغيرة، لذلك يجب على الفرد أن يسأل نفسه أولاً قبل الحكَمْ على الآخرين، وهُو سؤال مهم للغاية وهُو (هل فِيْ قلبي ضغينة عليه).
  • أن يكون قصد المتهم نصرة طيبة لا تحقير الناس به.
  • لا تتسرع فِيْ الحديث، لذلك يجب أن تكون حريصًا على معرفة الحقائق دون الرجوع إلَّى التجسس.
  • كن حذرًا فِيْ كلماتك وأفعالك عَنّْد الحكَمْ على الآخرين لأنه يمكنك معرفة ما يحبه الشخص وما يكرهه.
  • احرص على معرفة جميع الآيات القرآنية المذكورة فِيْ اتهام الناس بالكذب، والتعامل مع حفظها، وعمل ما نصح به الرسول.
  • لا نحكَمْ على مقاصد الخلق، لأن الله وحده يعلم ما فِيْ الروح.

آيات مختلفة عَنّْ اتهام الناس

نشير فِيْ موضوعَنّْا إلَّى آيات قرآنية عَنّْ اتهام الناس بالكذب على بعض الآيات القصيرة الأخرى التي تتحدث عَنّْ هذا وذنبه، وتتضح فِيْ الآتي

  • {وإن لم يكن الأمر كذلك، فلما سمعته قلت ليس لنا أن نتحدث عَنّْه، فسبحان لك، هذا افتراء عظيم} [النور16].
  • {يا أيها الذين آمنوا لا تكن مثل الذين أساءوا لموسى، فقد برأه الله مما قالوا، وكان ذلك واضحًا لله.} [الأحزاب 69}.
  • {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [إبراهِيْم 42].
  • {والذين أساءوا إلَّى المؤمنين والمؤمنات بغير ما كسبوا فقد حملوا القذف والمعصية} [الأحزاب 58].

الحكَمْ على الآخرين واتهامهم بالكذب من أسوأ الأمور التي يمكن للإنسان أن يفعلها لأخيه، لأننا جئنا إلَّى هذا العالم لنسكن الأرض ونعبد الله، ولوم الآخرين يمكن أن يؤدي إلَّى مصائب لا حصر لها، لأن بعضهم يختلف فِيْ هذا. سوف يتطور العالم إلَّى جرائم لا يمكن السيطرة عليها.