كَيْفَ تتقبل عدم قدرتك على الإنجاب بشكل سوي وسليم

قال سبحانه وتعالى فِيْ كتابه العزيز ” لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ” أي أن الأطفال رزق من الله تعالى يهبه لمن يشاء ويمنعه عمن يشاء، وليس وفِيْ هذا ظلم أو تمييز لا قدر الله سبحانه أعلى ويعلم شئون عباده ولا يمنعه عَنّْ أحد إلا حفظه وتجنب المزيد من الأذى قد يقابله إن شاء الله. يعطيه ما يريد ومع ذلك، من الصعب قبول هذه المشكلة بالذات. هِيْ رغبة يصعب مقاومتها، ولكن إن أراد الله أن يحرمك منها فعليك أن تتعايش معها وتتعلم أن تكَمْل حياتك بطريقة طبيعية وصحية.

خطوات التعايش مع وقبول عدم قدرتك على الإنجاب

لا تخفِيْ مشاعرك

لا تحاول إخفاء مشاعرك والتظاهر بالقوة وتقبلها فقط عَنّْدما تشعر بها حقًا. إخفاء مشاعرك لن يحل مشكلة عدم قدرتك على إنجاب الأطفال، بل ستزداد سوءًا بمرور الوقت حتى تنهار فِيْ مرحلة ما ولا يمكنك تحملها بعد الآن، لذا مهما كانت مشاعرك يتم التعبير عَنّْها بطريقة تريحك. أنت، سواء كنت تبكي أو تصرخ أو تكتب أو تتحدث مع صديقك المقرب، فإن أهم شيء هُو عدم تجاهلها، ولكن احرص على عدم إيذائها. مشاعر شريكك حتى لا تتفاقم المشكلة أكثر.

تغيير طريقة تفكيرك

توقف عَنّْ التفكير فِيْ ما سيحدث إذا كان لديك طفل، فكلما فكرت فِيْ الأمر، قل قدرتك على تقبله، لذا حاول التفكير فِيْ مستقبلك وتخيله بدون أطفال. يعَنّْي الأطفال أنه يمكنك السفر أكثر والتخطيط للتنقل بحرية أكبر! أيضًا، إذا اشتريت عَنّْصرًا أو ألعابًا، فتخلص منها أو تبرع بها لجمعية خيرية، فوجودهم بجوارك سيذكرك دائمًا بما تحاول نسيانه.

كل شخص لديه مشاكله الخاصة

الحياة ليست جنة حيث يمكنك العيش بدون مشاكل ومهما كان حظك السيئ، تأكد من أن هناك آخرين يعانون بقدر ما أنت وربما أكثر، تخيل كَمْ عدد الأمهات والآباء الذين فقدوا أطفالهم فِيْ هذه اللحظة! كَمْ يعاني الآخرون بسبب مرضهم أو فقدان شخص عزيز عليهم … إلخ. أعلم أن لكل شخص ظروفه الخاصة وقدرته على تحمل الطريقة التي تسير بها الأمور والتعامل معها، ولكن تأكد من أن الله لا يفعل ذلك. عبء على أي شخص يفوق قوته.

يجب أن تعرف مراحل الحزن

لكي تكون قادرًا على تقبل حالة عدم قدرتك على إنجاب الأطفال وتعيش حياتك بشكل طبيعي، فأنت بحاجة إلَّى معرفة مراحل الحزن والمشاعر التي تمر بها فِيْ كل مرحلة حتى تتمكن من التعامل معها بهدوء. تريد أن تستيقظ منه، ثم تبدأ بإدراك الحَقيْقَة وتدخل فِيْ مرحلة الحياة من الاكتئاب واليأس، وكأن حياتك فقدت معَنّْاها، ثم تبدأ فِيْ الشعور بالأسف وتلوم نفسك على ما حدث، وكأنك كان لها يد فِيْ ذلك! ثم تدخل مرحلة الغضب فِيْ كل شيء وأي شيء دون سبب واضح، وأخيراً تشعر بالخوف والقلق الشديد بشأن شكل حياتك فِيْ المستقبل وتصل إلَّى مرحلة التأثير الجسدي مثل عدم القدرة على النوم والصداع المتكرر وآلام متفرقة فِيْ الجسم دون سبب واضح.

طلب المساعدة!

إن حمل فكرة أنه لا يمكنك إنجاب أطفال بمفردك وعدم مشاركة مشاعرك مع أي شخص آخر هُو بالتأكيد ليس الخيار الصحيح فِيْ هذه الحالة. إذا لم يساعد ذلك أيضًا، فلا تتردد فِيْ طلب المساعدة الطبية، واذهب إلَّى طبيب نفسي واشرح له ما الذي تعانين منه وما يدور بداخلك، وتأكد من أنه الشخص الأكثر قدرة على مساعدتك فِيْ هذه المرحلة.

لا تلوم نفسك أو شريكك

ما يخبئه لك عزيزي سترى حتى لو كنت مختبئًا فِيْ أبعد مكان على وجه الأرض، فقد كتب مصيرنا قبل أن نولد، لذا لا تلوم نفسك أو شريكك بغض النظر عما يحدث فهُو ليس ملكك أيا من خطأك، فِيْ الواقع ليس ذنب أحد! لذلك لا تثقل كاهله بما يفوق قوته بلومه على شيء خارج عَنّْ إرادتك. إذا كانت هناك مشكلة مع شريكك، فلا تتركه، بل كن بجانبه وحاول مساعدته على تجاوز الأمر برمته قدر الإمكان.

تبحث عَنّْ بديل

إذا فشلت جميع الحلول الطبية فِيْ إعطائك الطفل الذي تحلم به، فلماذا لا تجرب حلًا آخر، فالتبني دائمًا خيار، لذا فكر فِيْ الأمر بعَنّْاية. اتخذ هذه الخطوة إذا لم تكن مستعدًا عقليًا لذلك وإذا لم تكن متأكدًا أنك ستكون مع هذا الطفل تتصرف كَمْا لو كان طفلك، التبني يعَنّْي أنه سيبقى معك حتى نهاية حياتك ولن تتركه أبدًا، بغض النظر عما يحدث، حتى لو كان القدر يريدك أن تنجب أطفالًا !

أخيرًا، هذه ليست نهاية الحياة يا عزيزتي. ضع فِيْ اعتبارك عدم قدرتك على الإنجاب كاختبار من الله القدير. قد تكون تجربة صعبة من وجهة نظرك، ولكن مهما كنت تتحملها، فستكون أجرًا لك وتأكد من أن الله قد حرمك من أي شيء سوى لمصلحتك، وتأكد أيضًا من أنه سيعوضك عَنّْ كل شيء. الذي عانيت منه فِيْ الدنيا قبل الآخرة، قد لا تراها الآن، لكن لا أحد يعرف ما فِيْ الغيب إلا الله.

حقوق النشر 123RF Stock Photo مصدر الصورة