الجبل الذي رست عليه سفِيْنة نوح

الجبل حيث هبطت سفِيْنة نوح

لا يزال نبي الله نوح من أكثر الأنبياء تأثيراً فِيْ البشرية جمعاء، وغالباً ما يعتبر أهم نبي بعد آدم عليه السلام، أبا البشرية جمعاء، وهذا هُو سبب الفترة التي عاش فِيْها. جاء نوح.

كانت فترة اشتهرت فِيْها الدعارة والفساد، وبسبب كثرة الفاسدين وخطورة فحش ما كانوا يفعلونه، لم يكن أمام نبي الله نوح إلا أن يتزوج من تبعه. . وآمنوا به على متن السفِيْنة التي أوحى الله إياه ببنائها والتي تعتبر أشهر حدث فِيْ حياة نبي الله نوح عليه السلام عَنّْد الإطلاق.

أمر الله سيدنا نوح أن يأخذ كل الذين آمنوا به، باستثناء عدد قليل من جميع الحيوانات الموجودة على وجه الأرض، حتى لا يموتوا ويهلكوا فِيْما بعد.

هذه الحكاية معروفة إلَّى حد كبير ولكن البحث عَنّْ دلالاتها ودلالاتها غالبا ما يتم البحث عَنّْه، وهنا نتحدث عَنّْ أكبر دليل على هذه القِصَّة وهُو السفِيْنة.

لكن من المرجح جدا أن الجبل الذي ترسو عليه سفِيْنة نوح هُو جبل الجودي وهذا الجبل يقع فِيْ الأراضي التركية وتحديدا فِيْ منطقة شرناق. كبير يقول

{وقيل ابتلع يا أرض ماءك يا سماء اقطعها [سورة هُود الآية رقم 44]

ناهِيْك عَنّْ ما ورد من أقوال السلف الصالحين ومصادر أخرى فِيْ الديانتين المسيحية والإسلامية.

الفترة بين آدم ونوح عليهما السلام

يقال أنه بين آدم ونوح عليهما السلام قرابة عشرة قرون وبعد وفاة نبي الله آدم وبعده شيث عليهم السلام لم يأت نبي إلا إدريس وبعد وفاة الله إدريس قطع الأنبياء، الأمر الذي تسبب تدريجياً فِيْ الكثير من السيئات فِيْ البلاد ونشر فكرة الفساد وارتكاب الفاحشة.

لذلك بدأ الأخيار باتباع من اشتهروا بالتقوى من رفقة إدريس عليه السلام، فاستشاروهم فِيْ كل أمور حياتهم، وتطلعوا إلَّى التحدث معهم عَنّْ كل المشاكل التي يعانون منها ويواجهُونها. .

ولكن بعد وفاة آخر هؤلاء الرجال، لم يبق على الأرض أحد يستطيع أن يسهم فِيْ إرشاد الناس وتوجيههم إلَّى الأعمال الصالحة والصحيحة، مما جعل الكثيرين يبتعدون عَنّْ سبيل الله المبارك تعالى، وهنا بدأ الشيطان يدخل نفوس الرجال والنساء.

على الرغم من أن رفقاء إدريس كانوا متدينين، إلا أن حب أهلهم لهم وشعورهم بالوحدة تركهم دون قائد يلجأون إليه باعتباره شقًا كان من أعظم الثغرات التي تمكن الشيطان من دخول الناس من خلالها، فأمر بذلك وحثه على ذلك. عليهم أن ينصبوا تماثيل لهم، وهُو الأمر المنطقي الذي يجب أن يفعلوه للحفاظ على ذاكرتهم الورعة.

ولكن من المؤكد أن خطة الشيطان لم تكن الهدف الأساسي لفكرة إدامة الحب والتعبير عَنّْه، فقد فكر فِيْ كَيْفَِيْة قيادة الأتقياء فِيْ الهداية والاستقامة، وجني ثمار ما زرعه من بذور فاسدة.

ثم بدأ هؤلاء الرجال فِيْ بناء ونحت هذه التماثيل، ثم كشف لهم الشيطان الرجيم أن عبادة الأصنام أقرب إلَّى الله تعبيراً عَنّْ حبهم لهذه المجموعة من الصحابة المحسنين لإدريس عليه السلام.

أرسل الله نبيه نوح عليه السلام

فِيْ جميع النصوص الواردة فِيْ الديانات السماوية والإبراهِيْمية كاليهُودية والنصرانية، عدا الدين الإسلامي والقرآن، تعتبر نصوص وأحاديث السنة النبوية الشريفة للنبي نوح عليه السلام نبيًا كان بارًا فِيْ عالم مليء بالخطيئة وعدم الإيمان.

كَمْا أنه سراج أضاء ظلامه طريق نسل آدم عليه السلام بين الصالحين. ومن المعروف أن نسل آدم الأول انقسموا إلَّى أتباع شيث وقايين وبعيدوا هذا هُو اختلاط شعبين مع بعضهما البعض وهذا ما حدث بالفعل حتى مات شيث.

بعد وفاة شيث عليه السلام بدأ الخلط بين الخير والشر مما تسبب بمرور الوقت فِيْ فوضى عارمة انتشرت الفساد وانتشر فِيْ جميع أنحاء الأرض، وازدادت حتى عهد سيدنا إدريس الذي كان يهدي الناس، وبعد وفاته قام من جديد.

ويمكن تلخيص كل ما ذكر واختصاره من أن نبي الله نوح جاء فِيْ وقت كان يخشى فِيْه ارتكاب الفاحشة وتصعيده إلَّى حد كبير يوصف فِيْ كثير من الأحيان بأنه غير مسبوق. الفتن والمعاصي أدت إلَّى تفكك الصفوف والانحراف التام عَنّْ الصراط المستقيم.

كان لازمًا أن يرسل الله نوحًا عليه السلام، ووفقًا لجميع المصادر، فإن نبي الله نوح رجل معروف بصبره وهدوءه.

لم يكن الطوفان العظيم وما قيل عَنّْ الجبل الذي استقرت عليه سفِيْنة نوح إلا بعد فترات طويلة من الدعوة، وكانت دعوة نوح فِيْ الواقع دعوة قوية، لأنه كان متحدثًا فصيحًا بشكل استثنائي، لكن يمكنك أن تتخيل مدى التناقض. دخلت فِيْ قلوب الذين لم يتبعوه.

دعوة نوح لشعبه لم تثمر

كرسول الله، جعل نوح عليه السلام فكرة إخبار الناس بضرورة عبادة الله لتفادي العقاب والعقاب من أهم مهامه، وهُو ما فعله المريض نوح على أنه لا. يفعل الأنبياء الآخرون، وفكرة أن الله يرسل الأنبياء فِيْ المقام الأول تعبر فقط عَنّْ رحمته الهائلة والشديدة لطفه.

وهذا أيضًا من صور الوفاء بما وعد الله لنبيه وأول عبيده سيدنا آدم عليه السلام. ومع ذلك، وعلى الرغم من تحذيراته المتكررة للمضللين من شعبه، فإن معظم تصريحاته ونداءاته كانت أشبه بالتحدث إلَّى الصم الذين يسمعون فقط ما يريدون سماعه.

وهذا يدل على تأثيرهم الكبير فِيْ ما أنزله الشيطان عليهم، فتتصور أن السبب الرئيسي فِيْ عبادتهم للأصنام كَمْا ذكرنا كان حفظ الصالحين من أصحاب إدريس عليه السلام.

لقد سبق لنوح عليه السلام أن أطلع قومه على خداع الشيطان لهم، وبدأ ينذرهم ليل نهار، معلنًا رسالته على الملأ، داعيًا إياهم بالطيبة والكلام الطيب. كَمْا تحدث بشكل فردي إلَّى أولئك الذين كانوا صالحين، لكن قلة هم الذين آمنوا به.

بناء نوح للفلك

لما بلغ سيدنا نوح عليه السلام قرابة 600 عام أمره الله تعالى ببناء فلك أو ما هُو معروف فِيْ القرآن الكريم وأحاديث الله الحكيمة باسم الفلك. الذي يمكن رؤيته بالقرب من بقاياه على الجبل الذي استقرت عليه سفِيْنة نوح عليه السلام.

بدأ بناء نوح للسفِيْنة عَنّْدما أحس بالإرهاق والحزن لنداء الضالين، وأخبره الله تبارك وتعالى أنه لن يؤمن من قومه إلا الذين آمنوا.

ثم قال له الله المبارك والعلي {واصنع فلكًا أمام أعيننا وإعلاننا ولا تخاطبني بشأن أولئك الذين أخطأوا. [سورة هُود الآية رقم 37].

يشار إلَّى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى سفِيْنته فِيْ مدينة بعيدة عَنّْ البحر، مما جعل الناس ينظرون إليه على أنه أحمق، وقالوا له بدافع السخرية أتريد أن تجر هذه السفِيْنة وتجرها إلَّى البحر بحر وغيرها من الصور المضحكة.

لكنه استمر فِيْ عملية البناء بإرشاد الملائكة، والجبل الذي استقرت عليه سفِيْنة نوح يشهد على يومنا هذا من هذه القِصَّة بكل الأحداث التي تشير إلَّى صدق نوح ودمار الذين فعلوا ذلك. لا تتبعه من بين قومه.

الطوفان العظيم وبداية مرحلة جديدة فِيْ حياة البشرية

وتجدر الإشارة إلَّى أن علامة نوح عليه السلام ليبدأ دخول الفلك، هُو ومن آمن به من بين قومه، كانت ثوران الأتون أو الموقد فِيْ بيته، وكان قد بدأ بالفعل. ليرشّوا المياه، فاصطحبوا هُو والذين معه الفلك.