أسباب السعال التحسسي وعلاجه

السعال التحسسي هُو مصطلح يستخدم للتمييز بين السعال الناجم عَنّْ الحساسية والسعال الناجم عَنّْ نزلات البرد. والسعال التحسسي ناجم عَنّْ الحساسية ويصاحبه نفس أعراض نزلات البرد مثل سيلان الأنف وانسداد الأنف والسعال من نزلات البرد. سنحاول فِيْ هذا المقال تحديد أسباب وعلاج السعال التحسسي لدى البالغين والأطفال.

أسباب السعال التحسسي

يحدث السعال التحسسي فِيْ البداية بسبب فرط نشاط الجهاز المناعي الذي يتفاعل بشدة مع المواد التي يتعرض لها الجسم، وعَنّْدما يخطئ الجسم فِيْ التمييز بين المواد الضارة وغير الضارة، يبدأ الجهاز المناعي فِيْ الدفاع عَنّْ نفسه ونتيجة لذلك يطلق مادة كيميائية تسمى (الهِيْستامين) وهِيْ المسؤولة عَنّْ سيلان الأنف والسعال والعطس والاحتقان، فِيْبدأ الجسم فِيْ الشعور بأعراض شبيهة بالبرد، حتى لو لم يكن السبب نزلة برد، وهنا يقوم الطبيب بتشخيص السعال على أنه سعال تحسسي. .

لا يوجد سبب واحد لرد فعل تحسسي، ولكن بعض الكائنات الحية أكثر عرضة لها من غيرها، خاصة إذا كان أحد أفراد الأسرة لديه تاريخ من أمراض الحساسية.

كَمْا يزداد السعال التحسسي بقوة فِيْ موسم حبوب اللقاح (الربيع)، أو عَنّْد الانتقال إلَّى مناخ آخر أو عَنّْد التعرض لمسببات الحساسية التي لا يستطيع جسمك مقاومتها، لذلك يتم إفراز الهِيْستامين بقوة، مما يسبب أعراض الحساسية المختلفة، بما فِيْ ذلك السعال.

أعراض السعال التحسسي

هناك العديد من الاختلافات الرئيسية بين أعراض السعال المصاحب لنزلات البرد والسعال التحسسي. فِيْما يلي أعراض السعال التحسسي

  • يستمر لعدة أيام، وأحيانًا لأشهر، ولا يزول حتى تختفِيْ المواد المسببة للحساسية.
  • تحدث فِيْ أي وقت من السنة، على عكس نزلات البرد، والتي تحدث غالبًا فِيْ المواسم الباردة.
  • يظهر فجأة عَنّْد التعرض للحساسية.
  • السعال التحسسي مصحوب بسيلان الأنف وانسداد الأنف والتهاب الحلق وحكة فِيْ العينين، ولكن لا يصاحبه ارتفاع فِيْ درجة حرارة الجسم وألم فِيْ العظام.
  • يمكن أن يصاحب السعال التحسسي التهاب الجيوب الأنفِيْة والتهاب الأذن الوسطى.
  • السعال التحسسي وأعراض الحساسية الأخرى تنخفض مع تقدم الشخص فِيْ السن، وذلك بسبب ضعف جهاز المناعة وعدم قدرته على الاستجابة بقوة وظهُور ردود فعل تحسسية تؤدي إلَّى كل هذه الأعراض، لكن هذا لا يعَنّْي أن الحساسية نفسها بها اختفى، وبالتالي فإن أعراض الحساسية بما فِيْ ذلك السعال التحسسي أكثر وضوحا فِيْ الأطفال أكثر من البالغين.

    علاج السعال التحسسي عَنّْد الاطفال والكبار

    يحدث السعال التحسسي بسبب مجموعة متنوعة من العوامل، لذلك يختلف العلاج باختلاف السبب، ولكن أهم الحالات التي يجب علاجها بشكل عام هِيْ

    • تجنب المواد المسببة للحساسية أو المهِيْجات مثل حبوب اللقاح، العفن، وبر الحيوانات، الغبار، إلخ.
    • تناول مضادات الهِيْستامين التي تمنع الجسم من إفراز الهِيْستامين وبالتالي تخفف الأعراض الناتجة عَنّْ الحساسية مثل انسداد الأنف وسيلان الأنف والتورم وتقليل شدة السعال التحسسي.
    • تناول مزيلات الاحتقان لتخفِيْف انسداد الأنف وسيلانه.
    • اشرب المشروبات العشبية الدافئة التي تخفف السعال مثل تيليا والكَمْون واليانسون.
    • فِيْ حالة زيادة الحساسية والمثابرة لأشهر، يلجأ الطبيب أحيانًا إلَّى العلاج المناعي، حيث يقوم الطبيب بإعطاء الجسم جرعات صغيرة من المادة المسبب للحساسية، حتى يعتاد على وجودها الدائم ويتحملها بمرور الوقت. .

    السعال التحسسي ليس حالة خطيرة، ولكنه مزعج للغاية وغير سارة، خاصة فِيْ حالة الأطفال، والخطر الوحيد من السعال التحسسي هُو عدم اكتشافه وبالتالي يكون المريض أكثر عرضة للإصابة بالربو. يمنعك الطبيب باستمرار ويحمي طفلك من خطر حدوث مضاعفات محتملة.

    فِيْ هذا الفِيْديو يتحدث الدكتور حازم المهِيْري أستاذ الأذن والأنف والحنجرة بجامعة عين شمس عَنّْ الفرق بين حساسيات الأطفال وحساسيات الكبار.

    السعال التحسسي المزمن

    السعال التحسسي يتحول إلَّى حالة مرضية مزمنة فِيْ بعض الحالات، عَنّْدما تكون المناعة شديدة الحساسية لأي عامل خارجي أو مهِيْج، خاصة فِيْ حالة الطعام أو الهُواء أو الأشياء التي لا يمكن تجنبها.

    تشمل الأدوية المستخدمة فِيْ علاج السعال المزمن ما يلي

    • مضادات الهِيْستامين.
    • استنشاق أدوية الربو وموسعات الشعب الهُوائية فِيْ حالة حدوث نوبات عَنّْدما لا يستطيع المريض التنفس بشكل صحيح.

    فِيْ البداية، يجب تجنب مسببات الحساسية الرئيسية للمريض، ومن ثم يمكن التعامل مع الأعراض بهدوء دون خوف من حدوث مضاعفات.

    إن اكتشاف أسباب السعال التحسسي هُو أهم خطوة فِيْ اختيار العلاج المناسب، لأن السعال التحسسي من أكثر أعراض الحساسية المزعجة التي تمنع المريض من النوم والاستمتاع بأبسط الأشياء فِيْ الحياة اليومية. الأعراض المزعجة المصاحبة للسعال، للبحث عَنّْ السبب الحقيقي وعلاجه.