كل ما تريدين معرفته عَنّْ عملية الليزك

لسنوات عديدة، كانت النظارات أو العدسات اللاصقة لا غنى عَنّْها لمن يعانون من قصر النظر أو طول النظر أو اللابؤرية، أو لغرض القراءة فقط، وعلى الرغم من أن استخدام النظارات لم يكن مثاليًا للكثيرين، إلا أنها كانت الخيار الوحيد المتاح، خاصةً مع عدم ملاءمة العدسات الموصوفة لجميع الأشخاص ومع تطور التقنيات الطبية والجراحية برزت عملية الليزك والتي حققت طفرة فِيْ مجال مشاكل الرؤية وأصبحت الحل المفضل والأكثر شيوعًا لمشاكل ضعف البصر وعلى الرغم من نجاح التقنية وطلب أكثر من عشرة ملايين شخص حول العالم للخضوع لها إلا أن البعض ما زالوا خائفِيْن ومن فكرة فقدان البصر أثناء الجراحة، لذا عزيزي سنخبرك بأهم الحقائق عَنّْ الليزك وأنواعه وما إذا كانت هناك مخاطر فِيْ هذا المقال.

جراحة الليزك

هُو إجراء طبي يتم فِيْه استخدام شعاع الليزر لتصحيح انحناء القرنية وتستخدم هذه التقنية لعلاج قصر النظر وطول النظر واللابؤرية. أثناء إجراء الليزك، يقوم الأخصائي بوضع قطرة مخدر موضعي، ثم يرفع طبقة رقيقة جدًا من سطح القرنية (القرنية هِيْ الطبقة الشفافة فِيْ مقدمة العين التي يمر الضوء من خلالها ويتجمع لإبرازها على سطح القرنية. شبكية العين) باستخدام مشرط جراحي مجهري وبعد رفع هذه الطبقة يلمع الطبيب لديه ليزر عالي الدقة على القرنية والليزر لا يحرق أو يقطع أي نسيج بل يبخر بلطف طبقة خلايا القرنية حسب درجة ضعف البصر لتغيير شكل القرنية بحيث يركز الضوء على شبكية العين بشكل أفضل ويمكن للمريض أن يرى جيدًا وبالتالي تعود الطبقة المرتفعة من القرنية لإصلاحها تلقائيًا.

أنواع جراحة الليزك

  • الليزك – الليزك حيث يتم رفع طبقة رقيقة من القرنية باستخدام مشرط جراحي مجهري وتستغرق العملية حوالي 20 دقيقة والليزك هُو الأكثر شيوعاً بسبب السعر المعتدل والنتائج المرضية ولكنه غير مناسب لذوي النحافة القرنيات ولا يتعرض المريض لأشعة الشمس بعد جراحة الليزك التقليدية بالماء أو الحرارة لمدة خمسة إلَّى سبعة أيام.
  • الفِيْمتو ليزك – الفِيْمتو ليزك يتم إجراؤه بنفس الطريقة التقليدية مثل الليزك، ولكن يتم رفع طبقة رقيقة من القرنية باستخدام شعاع ليزر خاص يعرف باسم ليزر الفِيْمتو ليزك، وهذا النوع أكثر أمانًا ويمكن للمريض الخروج. تعيش الشمس بشكل طبيعي من اليوم التالي للجراحة وهُو مناسب للقرنيات الرقيقة.
  • الليزك السطحي – الليزك على الرغم من أنه ليس نوعًا شائعًا من الليزك، إلا أنه مناسب للأشخاص الذين يعانون من قرنية رقيقة أو فِيْ حالة سطح القرنية غير المنتظم والعديد من الحالات الأخرى التي يكون فِيْها الليزك التقليدي غير مناسب وفِيْ هذا النوع يكون جزء من القرنية لا يتم رفعه بل يتم وضع محلول كحول داخل العين ثم يتم وضع غشاء رقيق حيث يحل محلول الكحول محل الطبقة السطحية الرقيقة لخلايا القرنية لتلتصق بالغشاء الذي يتم إزالته بعد ذلك ويقوم الطبيب بإعادة تشكيل القرنية الليزر وعَنّْد الانتهاء يضع عدسة لاصقة خاصة تعمل كضمادة تحمي طبقة الخلايا تحتها وتزيد من راحتك بينما تلتئم العين وتتم إزالة العدسة بعد حوالي أربعة أيام. يحتاج هذا النوع من الليزر إلَّى وقت كافٍ للتعافِيْ واستقرار الرؤية، والذي يمكن أن يصل إلَّى أسبوعين، على عكس الطرق الأخرى، كَمْا أنه غير ملائم لوجود طبقة ضبابية تستمر لمدة تصل إلَّى ستة أشهر.
  • الفِيْمتو سمايل من أحدث تقنيات تصحيح الإبصار حيث يتم استخدام شعاع ليزر يعرف باسم ليزر الفِيْمتو ثانية لفصل طبقة القرنية وباستخدام نفس شعاع الليزر يقوم الطبيب بعمل ثقب قوسي فِيْ سطح القرنية، وسحب القرنية المنفصلة طبقة من خلال هذه الفتحة وهذا يعيد تشكيل القرنية مما يصحح قصر النظر فِيْ الفترة القياسية، وهذا النوع لا يحتاج إلَّى رفع طبقة القرنية، ويتعافى المريض بسرعة، وبعد العملية مباشرة هناك تحسن ملحوظ فِيْ الرؤية، وهِيْ مناسبة لمن يعانون من قصر النظر الشديد أو الذين لديهم قرنية رقيقة.
  • بعد جراحة الليزك

    بعد مغادرة الغرفة يقوم الطبيب بفحص العين بسرعة بالأدوات للتأكد من أن كل شيء على ما يرام، وسوف تكتشف بعض آثار جراحة الليزك وأهمها

    • رؤية ضبابية طفِيْفة.
    • الإحساس بالوخز، خاصة بعد زوال تأثير المخدر.
    • يمكن أن يستمر جفاف العين لمدة ستة أشهر بعد الجراحة، ويمكن أن يسبب الجفاف ضعف الرؤية.
    • احمرار العين.
    • وهج وهالة حول الأضواء وصعوبة فِيْ الرؤية ليلاً.
    • حكة فِيْ العيون.
    • زغلة.

    ولا داعي للقلق عزيزي فهذه الآثار ستزول سريعًا بالعلاج، حيث سيصف الطبيب بديلًا لقطرات ترطيب للدموع لترطيب العين ومنعها من الجفاف، ومضادًا للالتهابات ومضادًا حيويًا آخر للوقاية من العدوى، وقد كَمْا يجب وصف المهدئات إذا شعرت بألم بعد العملية.

    مشاكل بعد الليزك

    تعتبر تقنية الليزك آمنة تمامًا، ولكن كأي إجراء طبي آخر قد تواجهك مشاكل أو مخاطر بعد الجراحة، وأهمها

    • عدم تحقيق الدرجة المرغوبة من تصحيح الرؤية إما بسبب عدم إزالة ما يكفِيْ من طبقة القرنية وبالتالي ضعف الرؤية، وهُو أمر شائع فِيْ حالات قصر النظر، وفِيْ هذه الحالة سيتعين عليك تكرار العملية مرة أخرى، أو بسبب إزالة طبقة كبيرة من القرنية تجعل العين شديدة الحساسية للضوء مما يؤثر على جودة الرؤية ويصعب تصحيح هذه الحالة.
    • اللابؤرية يحدث هذا بسبب إزالة الأنسجة غير المتكافئة، مما قد يتطلب جراحة إضافِيْة أو عدسات لاصقة أو العودة إلَّى النظارات الطبية.
    • التهاب القرنية المستأصلة يحدث هذا بسبب العدوى ويؤدي إلَّى عدم شفاء القرنية.
    • فقدان أو تدهُور الرؤية بسبب مضاعفات أثناء الجراحة، وهُو أمر نادر الحدوث.

    أعزائي، إذا كنت ستجري جراحة الليزك، فتأكد من العثور على طبيب موثوق ومستشفى مجهز وإجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من نوع الإجراء المناسب وفقًا لحالتك، وعمومًا لا توجد مخاطر كبيرة لعملية الليزك لأنه من الإجراءات الآمنة تمامًا التي يمكنك عَنّْدها استعادة قوة البصر وممارسة حياتك بشكل طبيعي.