نعيب زماننا والعيب فِيْنا شرح

وأوضح خطأ عصرنا وخطأنا

وتعتبر قصيدة “لا تندم على خيانة الزمان” التي احتوت على الخط الشعري (عار زماننا وعار فِيْنا) من أشهر قصائد الإمام الشافعي والتي كان لها معاني كثيرة. ودلالاتها العميقة، وهذا ما ميز الأسلوب الأدبي للإمام الشعري عَنّْدما تلا الإمام الشافعي هذه القصيدة الشعرية للتعبير عَنّْ الواقع المؤلم الذي نمر به فِيْ كل عصر.

يشتكي كثير من الناس من قسوة الوقت، لكن الخطأ يكَمْن فِيْ طبيعة هؤلاء الناس، لأنهم هم الذين جعلوا الوقت قاسياً بسبب طبيعتهم الفاحشة وخصائصهم.

من كل الظواهر غير السارة يتوقف على ما يسمونه خيانة الزمن، لكن فِيْ الحَقيْقَة الزمن لم يتغير، لكن طبيعة الناس وأرواحهم تغيرت كثيرا، والشرح كاف لتوضيح رؤية الشاعر.

قصيدة لا تندم على غدر الزمان

أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي صاحب المذهب الشافعي للفكر الإسلامي، ومن مؤسسي علم الفقه، وهُو إمام وعالم كبير فِيْ تفسير الأحاديث الشريفة. بالإضافة إلَّى ذلك، كان كاتبًا وشاعرًا ماهرًا. الفترة، فِيْما يلي أبرز آياته

ولا تندم على خيانة الوقت حتى

رقصوا على جثث كلاب الأسد

لا تحسب أن رقصها يجعلها فوق أسيادها

الأسود تبقى سوداء والكلاب كلاب

الأسود يموت جوعا فِيْ الغابات

الكلاب تأكل لحم الضأن

والجاهل ينام على الحرير

ولها علم ينشر الأوساخ

الخلود يومان بالسلامة والخطر

وعيش حياة سلام وحزن

ألا يمكنك رؤية البحر فوقه يا جيف

ويستقر فِيْ أبعد ركن من اللآلئ

وهناك عدد لا يحصى من النجوم فِيْ السماء

فقط الشمس والقمر خسوفان

نعيق عصرنا والخلل فِيْنا

لا ذنب لنا إلا أنفسنا

ونقترب من هذا العصر بدون خطيئة

واذا قال لنا الزمن بالسب

الذئب لا يأكل لحم الذئب

ويأكلون عيون بعضهم البعض

دعهم يفعلوا ما يريدون فِيْ أيامهم

وخذ نفسًا، إذا كان للعدالة أن تقرر

ولا تخافوا من أحداث الليل

ماذا سينجو من حوادث العالم

وأن تكون رجلاً من خلال الرعب

ميزتك هِيْ التسامح والولاء

وإن كان هناك الكثير من نقائصك فِيْ القفر.

ومن دواعي سروري أن يكون لديك غطاء

تغطية كل خطأ بسخاء

قم بتغطيتها كَمْا قيل عَنّْ الكرم

ولا ترى أبدًا إذلالًا للعدو

تطفل العدو آفة

ولا تطلب المغفرة من بخيل

ليس فِيْ النار ماء للعطاش

ورزقك لا ينقصه الصبر

ولا يزيد ذلك من صعوبة كسب العيش

لا الحزن ولا الفرح يمكن أن يدوم

أنت لا تعاني من البؤس والازدهار

إذا كان لديك قلب سعيد

أنت وصاحب الدنيا على حد سواء

والذي نزل إلَّى بلاطه،

لا توجد أرض لحمايته ولا سماء

وارض الله واسعة الا

إذا تنازل الحكَمْ، فإن المساحة تضيق

دع الأيام تخبرنا دائما

ما هُو علاج الموت

تعتبر القصيدة من أهم القصائد التي ناقشت أهم قضايا العصر، لأنها تناولت موضوعات عديدة منها تقلب الأوضاع على الناس مع مرور الوقت، وأنها السبب فِيْ ذلك وليس الوقت، و إن تغير الظروف وتقلبها لا يغيران من قيمة الناس، لأن الشخص ذو المكانة العالية سيبقى كَمْا هُو مهما تغيرت الأشياء، فالناس أكثر فِيْ جوهرهم، وليس فِيْ مظهرهم الخارجي.

وشرح الشاعر خطأ زماننا وخطأنا بعدة أمثلة عَنّْ الجاهل نائماً على الحرير بينما العالم لا يجد إلا الغبار لحمايته.

ومن أبرز المواضيع التي شرحها الإمام الشافعي فِيْ القصيدة حتمية الموت وأن كل شيء فِيْ هذا العالم فاني. وحث الناس على ألا يخافوا من الظروف المريرة التي يمرون بها وتغير الأوضاع عَنّْ الآخرين، إلَّى جانب الاكتفاء بالقدر والقدر، إلَّى جانب حسن الأخلاق والفروسية.

كَمْا حثنا الشاعر على عدم إهانة الأعداء أو طلب أي معروف من بخيل. إن طلب غير الله أمر مذل، وأن الرزق شيء مكتوب ومقرر سلفًا، ويجب أن يكون المرء راضيًا ورضيًا.

ونصح الشاعر بعدم إهانة الأبدية وعدم لومها، لأن الإنسان هُو الذي يسبب كل العواقب السيئة. وأنا الخلود الذي يغير الليل والنهار. وهذا يؤكد ضرورة احترام الوقت وأنه من أسس الدين.