هل عدم الثقة بالنفس مرض نفسي

هل انعدام الثقة مرض عقلي

يبدأ تقدير الطفل لذاته من نظرة الأب والأم له ثم يتطور ويتوسع حتى يرى الطفل نفسه فِيْ عيون كل من حوله ويأخذ منهم تقديره لذاته.

لكن الثقة بالنفس ليست سطرًا واحدًا، بل هِيْ تمر عبر منحدراتها وتتأثر بعوامل خارجية، ويمكن لبعض التمارين والأنشطة أن تعيد الثقة بالنفس، أي أن العامل النفسي يلعب دورًا كبيرًا، لكن عدم الثقة بالنفس ليس مرضا نفسيا فِيْ حد ذاته.

بالرغم من أن المصابين ببعض الأمراض العقلية يعانون من نقص الثقة بالنفس كأحد المظاهر الثانوية، مثل اضطراب الوسواس القهري وتدمير الذات.

أظهرت الأبحاث أن 6٪ فقط من الثقة بالنفس هِيْ سلوك فطري و 94٪ عادة مكتسبة. كَيْفَ يمكن أن يكون المرض والظروف والبيئة إذا كنت تعاني من نقص الثقة بالنفس، فقد تكون فِيْ بيئة سيئة أو أن التفكير الذي يسيطر عليك هُو تفكير سلبي.

وعَنّْدما يسيطر التفكير السلبي على عقلك فإنه سيظهر بوضوح فِيْ سلوكك وقلة حب الذات أو حتى التقبل، وسيظهر ذلك على شكل المشكلات النفسية التالية

1- كراهِيْة الذات

لقد مررنا جميعًا بتلك اللحظة من كراهِيْة الذات وكراهِيْة رد فعلنا تجاه شيء ما، لكنها كانت مجرد نزوة عابرة، ثم نتذكر الموقف ونضحك عليه.

أما كراهِيْة الذات فتتطور إلَّى غضب شديد وعدم تقبل من أنت، أو حتى ازدراء للأفعال أو الأفكار التي بداخلنا، وهنا علينا التدخل والتعامل مع كل هذه المشاعر السلبية وعدم السماح لها حتى تقوم بها. لن تتحكَمْ.

إحدى العلامات الأكثر وضوحًا لمشكلة كره الذات هِيْ عدم التسامح حتى مع أبسط الأخطاء، والحل هنا هُو تغيير حوارك الداخلي والطريقة التي تتحدث بها مع نفسك أو ترى نفسك.

من الضروري أيضًا أن تتعلم كَيْفَ تسامح نفسك، لأنه لا يوجد أحد فِيْ العالم لا يرتكب أي أخطاء، والأخطاء دروس فِيْ طريق الحياة. هنا يمكنك التوقف عَنّْ القراءة وتدوين الأخطاء التي تقف بينك وبين مسامحة نفسك.

ثم اكتب لماذا تصرفت بهذا الشكل وكانت خبرتك كافِيْة لتجنب هذا الخطأ، وإذا كنت مخطئًا فِيْ أي منها، فلا بأس أن تعتذر وتسامح نفسك، فالله نفسه يمنحك الله خالق السماوات والأرض. الغفران المجاني.

يجب أيضًا إزالة المعتقدات عَنّْ نفسك، فقط أحد الوالدين أو الشريك هُو من أعطاك فكرة سيئة. اعرف نفسك جيدًا ولا تدع شخصًا آخر يرسم صورة لك.

2- الهُوس بالكَمْال

الهُوس بالكَمْال هُو أوضح علامة على قلة الثقة بالنفس، لذلك فإن كل من يسعى لتحقيق الكَمْال يتعايش مع فكرة أنها لا تكفِيْ بدون هذا الكَمْال الذي يبهر الجميع.

وبغض النظر عَنّْ عدد النجاحات التي يحققها، فهِيْ غير كافِيْة تمامًا بالنسبة له، والحل هُو وضع التوقعات المناسبة وتحديد أهدافك والبدء فِيْ السعي لتحقيقها، وتذكر أنه لا مكان للكَمْال فِيْ هذا العالم.

هناك فرق كبير بين الفشل مرة واحدة والفشل، إذا كنت تحاول تحقيق أهدافك فأنت ناجح ولتجنب هذه المشكلة عليك التغاضي عَنّْ الأشياء الصغيرة غير المهمة.

3- عدم قبول استمارة خارجية

عَنّْدما لا يكون لدينا ما يكفِيْ من احترام الذات، فإنه يظهر بوضوح فِيْ الطريقة التي نرى بها أنفاسنا وأجسادنا، فالأشخاص الذين لا يتمتعون باحترام الذات يكرهُون مظهرهم.

ولكن لتجنب هذه المشكلة، عليك أن تعرف أن كل واحد منا لديه جمال داخلي خاص بنا وتجنب مقارنة نفسك بشخص واحد لأن الآخرين غالبًا ما يفعلون نفس الشيء.

وتعلم أن تعتني بنفسك وبصحتك ومظهرك ليس لإثارة إعجاب الناس بل لأنك تستحق ذلك بالتأكيد، وتعتني بملابسك وبشرتك وممارسة الرياضة لأنها تحسن صحتك وحالتك البدنية.

4- الشعور بانعدام القيمة

حتى لو كان الجواب على السؤال هُو عدم احترام الذات، فهُو ليس مرضًا عقليًا، ولكن من بين العلامات التي تشير إلَّى أن الشخص يعاني من نقص احترام الذات هُو الشعور بعدم القيمة.

الجدير هُو الشعور الداخلي الذي يبنيه الشخص لنفسه وقد تشعر بأننا أقل قيمة من الآخرين أو أنهم أفضل بكثير منا. إنه أفضل منك، لكن لكل منا ما يميزه ويجعله شخصًا فريدًا.

وتذكر أن الطريقة التي ترى بها نفسك سترى من قبل الآخرين وكَيْفَ ستعامل نفسك ستنعكس فِيْ الطريقة التي سيعاملك بها الآخرون. غيّر نفسك ونظرتك الداخلية وسيتغير العالم من حولك.

5- حساسية قوية

تعد الحساسية المفرطة للنقد أو الغضب الشديد من أي نقد علامة واضحة على عدم قبول الذات والثقة بالنفس.

فِيْما يتعلق بعرضنا لمسألة ما إذا كان نقص الثقة بالنفس مرضًا عقليًا، يجب أن نذكر طريقة علاج مشكلة فرط الحساسية، فالنقد يعتبر جزءًا من النكتة فِيْ وقته، وعلى الرغم من أنه غير مقبول، ولكن هذه هِيْ طبيعة القضية.

لذلك قبل أن تغضب، عليك أن تستمتع بما قيل وأن تقرر ما إذا كان هذا النقد حقيقيًا أم مجرد نقد من شخص لا يعرف شيئًا عَنّْك، وإذا لم يكن النقد لك ولا يخصك، فلا تتردد للدفاع عَنّْ نفسك والابتعاد عَنّْ العصبية غير المبررة.

وإذا كان النقد صادقًا فلا حرج فِيْ الاستفادة منه وعدم ترك هذا النقد فِيْ طريق تقدمك. أعلم أنه تم انتقاد كل الناس، حتى الأنبياء. لم يوافق العالم على الإيمان بشخص واحد فقط.

6- الشعور بالخوف والقلق

غالبًا ما يكون القلق والتوتر المستمر بين الاثنين علاقة ثابتة لشعورك بأنك غير قادر على تغيير الواقع من حولك، وهذا الشعور هُو بدوره نتيجة عدم احترام الذات أو الاحترام.

فرّق بين المخاوف الحقيقية والتي لا أساس لها وناقشها. إذا كنت تخشى المضي قدمًا فِيْ علاقة رومانسية، ففكر فِيْ الأسباب الحقيقية وراءها وما إذا كانت لها أي صلاحية.

لا تهرب من مخاوفك أو تتجاهلها، بل واجهها بكل قوتك، فهناك خدعة يلجأ إليها علماء النفس، ويطلقون عليها اسم هرم الخوف. عليك أن تبدأ من الأصغر ثم تصل إلَّى الأكبر.

بالرغم من أن الإجابة على سؤال “هل نقص احترام الذات مرض عقلي” هِيْ بالنفِيْ، إلا أن هناك بعض المشكلات التي تمنع التمتع بالحياة، ومنها الخوف المستمر.

7- الشعور بالغضب

نمر جميعًا بلحظات من الغضب، لكن الغضب المكبوت هُو الأسوأ عَنّْدما يكون مجرد فكرة سلبية أنك غير مهم وأن وجودك لا يختلف عَنّْ غيابك.

تسبب هذه الأفكار ألمًا عميقًا فِيْ الروح وتقطع الأعصاب مثل حافة السكين، ومع استمرار القمع، سيبدأ فِيْ الظهُور عصبية غير مبررة لأسباب تافهة.

الغضب أمر طبيعي، لكن تعلم أن تعبر عَنّْه بالطريقة الصحيحة، عبّر عما بداخلك فِيْ نفس الوقت ولا تؤخره، وإذا لم تنجح هذه الطريقة، فحاول الابتعاد عما يجعلك غاضبًا وخذ نفس عميق حتى لا تشعر بالسوء وترخي جسدك.

أولئك الذين يعانون من نقص الثقة بالنفس يحاولون تحمل مسؤوليات تفوق طاقتهم ثم يبدأون بمحاولة النجاح فِيْ كل هذه الأشياء والنتيجة هِيْ مرارة الفشل والغضب الشديد هُو ما يعبر عَنّْه المتألم – ارفع مشاعرك لذا كن لطيفًا مع نفسك وكن صادقًا بشأن المسؤولية التي يمكنك تحملها.

محاولة كسب الآخرين بكل الوسائل

عَنّْدما يشعر الشخص بنقص الثقة بالنفس، فإنه يحاول إرضاء كل من حوله حتى يحصل على نظرة إعجاب.