قِصَّة عيسى عليه السلام مختصرة

قِصَّة عيسى عليه السلام قصيرة

لم يأت سيدنا عيسى عليه السلام مثل باقي البشر فِيْ شكل طبيعي، فكانت ولادته على نحو لم يعيشه الإنسان من قبل ولا منذ ذلك الحين، فلا يوجد إنسان فِيْ العالم له. نال هذا الشرف قبله أو بعده.

لهذا تعتبر ولادته معجزة. والدته مريم العذراء كانت دائما تعبد الله تعالى فِيْ محرابها بالمسجد، ولو كانت حائضا كانت تجلس فِيْ بيت عمها خلال تلك الفترة حتى تطهر نفسها وتعود إلَّى مكانها مرة أخرى لتكَمْل. الخدمة.

ولكن فِيْ إحدى المرات تراجعت إلَّى مكان بعيد لتغتسل شرقي بيتها، وبعد أن لبست بطانيتها وغسلت ولبست ثيابها، جاءها سيدنا جبرائيل عليه السلام فِيْ شكل الإنسان. حتى لا تخاف منه وتتحدث معه.

فِيْ ذلك الوقت أصيبت بالذعر وذكرت الله تعالى مرارًا وتكرارًا ليبقيها بعيدًا، لكنه هدأها وأخبرها أنه ملك من عَنّْد الله تعالى. ثم حدثها عَنّْ الصبي وأنه منهم. عَنّْ تحقيق وصايا الله القدير وأنه سيكون له قداسة لأنه سيكون من رسل وأنبياء الله القدير بدون أب. وهنا تكَمْن المعجزة، فهُو لم يولد كبقية البشر، ولكن حمله وولادته كانت شأناً استثنائياً.

أبقت السيدة مريم على أعضائها التناسلية ممنوعة، فكان الحمل بضخ جبرائيل – عليه السلام – فِيْ جيب قميصها للدخول إلَّى رحمها.

وشعرت بألم الولادة، اتكأت على جذع شجرة فِيْ مكان خال من الناس، وفِيْ ذلك الوقت كانت تخاف من كلام الناس وتلوم نفسها قائلة “أتمنى لو كنت قد ماتت قبل ذلك، لكن الله جعل الأمر سهلا. بالولادة ونفخ الماء من تحتها ليشرب منها وأعطاها القوة لنفض جذع نخلة ساقط منها “.

معجزة الكلام فِيْ المهد

فِيْ صدد قمنا بتغطية قِصَّة السيد المسيح عليه السلام بإيجاز. وبعد الولادة أمرها الله تعالى بالصوم عَنّْ الكلام. لذلك أخذت السيدة ماري مولودها الجديد وأعادته إلَّى عائلتها. تعجب الناس منه واتهموها بالزنا. كلام عجيب أسكت جميع الأصوات، فقد ذكر ذلك بقول الله تعالى (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا، وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا، وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا، وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوت)ُ وَيعوْمَ حيّ [سورة مريم الآيات 30-31].

نبوة عيسى عليه السلام

جاءت رسالة هذا النبي الكريم امتدادًا لرسالة نبي الله عيسى – عليه السلام – وكانت موجهة تحديدًا إلَّى بني إسرائيل، لأنها لم تصبح عالمية إلا على يد بولس وقسطنطين، كرسالة حملت مبادئ التوحيد ونبذ الشرك بالله تعالى. لم يدعي إبراهِيْم – صلى الله عليه وسلم – الألوهِيْة، فكان مثل غيره من الرسل يحمل رسالة كان عليه إيصالها إلَّى العالم.

أنزل الله تعالى الإنجيل على عيسى عليه السلام، وبدأ يمشي على الأرض داعياً الناس إلَّى الاتحاد مع الله تعالى.

اختار الله القدير نبينا الكريم بعدة معجزات مثل شفاء الأبرص، وإقامة الموتى، وصنع الطيور من الطين لتصبح حَقيْقَة، وشفاء الأعمى، وتبرير الأعمى، والتنبؤ لأبناء إسرائيل بما ينقذونه ويأكلونه فِيْ منازلهم. وغيرها من المعجزات التي تحدث بإذن الله.

دعا الرسول الكريم قومه بني إسرائيل إلَّى عبادة الله تعالى والتخلي عَنّْ الشرك، لأنه فِيْ رسالته كان رد رسالة النبي موسى – صلى الله عليه وسلم – ودعوة الناس إلَّى ما كان نسميه. عليهم أن يؤمنوا بالكتب السماوية لمن قبله ببشارة مجيء الرسول – صلى الله عليه وسلم -.

كان ردهم على الرسالة والمعجزات هُو الرفض والكفر فِيْما دعاهم إليه، لكن مجموعة صغيرة منهم آمنوا به وهم التلاميذ الذين أيدوا دعوته، لكنهم طلبوا منه دليلاً من الله تعالى على صدقه. طلبوا منه المائدة من السماء التي سيرسلها الله عليهم.

قِصَّة التلاميذ مع عيسى عليه السلام

فِيْ سياق عرضنا قِصَّة السيد المسيح عليه السلام قصيرة. قالوا له إن اليوم الذي نزلت فِيْه المائدة لهم كان يوم وليمة لهم، فعَنّْدما يعبدون الله تعالى ويعبدون مثل غيرهم طلبوا مائدة طعام لا نهاية لها، فقال لهم عيسى – صلى الله عليه وسلم – ينزل بشرط ألا تعفو عَنّْه وتخونه ؛ لأنه ينتج عَنّْه عذاب شديد من عَنّْد الله تعالى.

إن الله تعالى أنزل عليهم مائدة، وعلى الرغم من إخبارهم بأن الكافر سيعاقب بشدة بعد ذلك، إلا أنهم وفروا منها طعامًا لليوم التالي، وأنكروا الرسول الكريم وآياته وخالفوا كل أوامره واستمروا. بالكفر والعَنّْاد حتى جعلهم الله القدير خنازير وقرود.

أعداء نبي الله يسوع

لقي بنو إسرائيل دعوة عيسى – عليه السلام – بالتخلي والمقاومة، وكشف رفضهم لخداعه للحاكَمْ الروماني أنهم أرادوا الصراخ عليه، للتخلص منه وقتله، لأن زعم الحاكَمْ أنه يريد تدمير سلطته وحكَمْه.

فأمر جنوده بالقبض على النبي – عيسى عليه السلام – لصلبه علانية، واتهامه بالهرطقة، وتغيير دين الحاكَمْ، ولكن لما لجأوا إليه أنقذه الله تعالى من التشبه به. من خانه وهُو من خائنته والمعروف بيهُوذا الإسخريوطي وبعده أقامه الله القدير بعد أن خلصه من الظالمين.

بعث عيسى عليه السلام

بالإضافة إلَّى ما ورد فِيْ قِصَّة عيسى عليه السلام القصيرة، فقد نشأ على حماية قومه بعد أن ذهبوا إلَّى منزله فِيْ جماعة لقتله، خوفًا من أن ينبهر به الناس ويتبعونه. له. وتطهرك من الكافر وفعل من تبعك، ومن حسيب الكافرين، إلَّى يوم القيامة فإني فأنت معكَمْ. [سورة آل عمران الآية 55].

لذلك رفعه الله تعالى لشهُوة قومه لقتله، وأن يكافئهم الله على هذا الماكرة، فقد شبهُوا بهم بشبهه، وهذا يظهر فِيْ كلام الله تعالى يقول نقتلنا المسيح ابن مريم رسول الله ورسول الله لنلتقي.