ليس كل مايتمناه المرء يدركه

لا يوجد شيء يرغب هذا الشخص فِيْ حدوثه لهم

الرغبات التي تفوق القدرات ليست سوى خيال. على أي حال، يجب أن يكون الواقع متوافقًا مع طاقة الشخص وقدراته، وبالتالي يجب أن يتوافق مع ما يرغب فِيْ تحقيقه، من الأهداف القصيرة والطويلة. هذا لا ينفِيْ أن يكون الطموح جميلاً إذا وصل إلَّى النجوم، لكنه أجمل عَنّْدما يستحق الاستكشاف على الأرض، حتى يدركه المرء بقلبه وروحه ويحقق النجاح.

لا يجب أن نتمنى أشياء تختفِيْ بسراب بائس حتى يفشل عزيمتنا ونشعر بالفشل. فالأمنية الحقيقية هِيْ بالأحرى تلك التي لها علامات وشخصيات بعيدة كل البعد عَنّْ الحلم. هذه الرغبات المعتدلة هِيْ الخطوة الأولى للانطلاق … ولكن كَمْا هِيْ طبيعة البشر، فهِيْ تتجاوز قدراتهم وتتشبث بالأحلام الضائعة، وبالتالي فإن النتيجة ستكون عدم الوصول.

للكون قوانين موضوعية من خلالها، بغض النظر عَنّْ مدى وصول رغباتنا إلَّى السماء، فإن ضيق الأفق وإهمال القوانين الكونية هُو الذي يعيق الطريق إلَّى تحقيق الرغبات الحقيقية المعتدلة. ليس كل ما يرغب المرء فِيْ تحقيقه “، وهُو ما ينسب إلَّى المتنبي ويؤكد فِيْه أن الرغبات يجب أن تكون مجدية وآمنة وليست مستحيلة وممنوعة وغير مرتبطة بالواقع.

إذا كان الخيال منسجمًا مع الواقع، فستكون الروح ناجحة ومثمرة. هذا لا يمنعَنّْا من العيش مع حلاوة الرغبة فِيْ ريعان الطفولة والشباب، ولكن مراعاة التوازن فِيْ الفكر والمشاعر والحركات، بحيث لا يكون مصير تلك التطلعات عقبة ولا يكبر صاحبها. بالإضافة إلَّى النفور .. خطأ.

من هذا المنطلق، ينصح المتنبي بأنه إذا رغب المرء فِيْ تحقيق رغباته، يجب أن يكون معتدلاً ولا يتبع نزواته فحسب، بل يأخذ بعين الاعتبار واقعه وقدراته الحقيقية التي يؤكدها من جهة أخرى. البيت “الرياح تنتشر بما لا تشتهِيْه السفن”.

قصيدة بم الللال المتنبي

أبو الطيب المتنبي شاعر من العصر العباسي، اشتهر بطلاقته الخطابية وبلاغته اللغوية. يركز أكثر على المعاني الإيجابية.

تعبر قصيدة المتنبي هذه عَنّْ رغبتنا فِيْ الصيام ألا يكون وقت الإفطار قد حل بعد. فِيْ كل من أبياته الجميلة، كان له تأثيرات مدهشة فِيْ نفوسنا، مما يجعلنا ندرك أن الواقع قد لا يتفق مع تخيلاتنا. حتى نعيش بقليل من الموضوعية بجانب بساط الخيال، لذلك نقدم لكَمْ فِيْ الفقرة التالية قصيدة المتنبي ما هُو المنطق الذي قال فِيْه بيته الشهِيْر “ليس كل ما يريده الرجل هُو أدرك”

ما هُو السبب لا الأسرة ولا الوطن

لا سرير ولا كوب ولا مسكن

هذه المرة أريد أن أبلغني

الوقت لن يصل إليه

لا تعيش حياتك إذا كنت غير مبال

طالما أن روحك ترافقه

ما الذي يجعلك سعيدا

والحزن الضائع لن يعود إليك

ما يؤذي حب الناس هُو أنهم

لم يعرفوا العالم ولم يفهموا

اختفت عيونهم بالدموع وانفسهم

فِيْ أعقاب كل وجه قبيح خير

كل ناجٍ ليحمل عبئه

كل شخص مؤتمن علي اليوم مؤتمن

ما هُو بدلا من ذلك من بين هُواياتك رغباتي

إذا ماتت الرغبة ولا قيمة لها

يا من كان بعيدًا عَنّْ مشورته

ادعى جميع رواة القصص أنهم عائقون

كَمْ قتلت وكَمْ ماتت معك

ثم وقفت وأزيل القبر والكفن

لقد رأى جنازتي قبل أن يقولها

ثم ماتوا قبل من دفنوا

ما يريده الرجل سوف يتحقق

تهب الرياح عكس ما ترغب فِيْه السفن

رأيتك لا تحمي شرف جارك

ولا يوجد حليب فِيْ مرعاك

الملل هُو أجر كل واحد منكَمْ

وسعادة كل محبي ضغينة

وتغضب من من يمد يدك إليك

يعاقب بالافتراء والافتراء

لذلك ترك التخلي ما كان بيني وبينك

عيون تكذب

والأذنان تحب الرسومات بعد تمييزها.

وتشكك الأرض فِيْ نسيجها الخفِيْف

أنا أتابع حلمي وهُو كرم لي

أنا لا أتبع حلمي حتى يصبح الجبن

ولن أعتمد على المال الذي أذل به

و