هل اكل التمساح حلال

هل أكل التمساح حلال

التمساح حيوان مفترس يسكن فِيْ الماء ويطعم سائر الحيوانات، وقد اختلف العلماء فِيْ الحكَمْ فِيْ جواز أكله ؛ لما فِيْه من أنياب، ونهِيْ أكله. وبحسب أبي ثعلبة الخصبي

نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عَنّْ أكل الدواب. وفِيْ الرواية حرم كل من الأنياب السبعة. [حديث صحيح صحيح مسلم].

ذهب أكثر العلماء إلَّى النهِيْ عَنّْ أكله. من ناحية أخرى توصل الإمام أحمد والمدرسة المالكية إلَّى قرار جواز أكله لأنه من أقوال الله. تبارك وتعالى

(أبارك قديسي البحر، وطعامه خير لكَمْ ولشاطئ السبي، وشر الصدّيقون عليكَمْ). [سورة المائدة الآية 96]و

فِيْ تفسير هذه الآية الصيد البحري يعَنّْي كل ما يعيش فِيْ البحر، وطعامه ما وجد ميتاً.

كَمْا أن الإذن بأكله يقوم على حديث عَنّْ أبي هريرة وسلطة جابر بن عبد الله وابن الفراسي – رضي الله عَنّْهما – أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال

“هُو نقاوة مائه والحل موته”. [حديث صحيح صحيح الجامع].

قال الإمام ابن عثيمين – رحمه الله –

جميع الكائنات البحرية التي تعيش فقط فِيْ الماء شرعية، حية وميتة.

وكذلك لما سئل عشيق الطبري الشافعي عَنّْ جواز أكله أجاب بالنهِيْ عَنّْه وعدم جوازه. كَمْا أوضح الرافعي من خلال شرحه أنه حيوان ممنوع أكله لاحتوائه على درجة من الضرر والحقد وله أنياب مفترسة.

شيخ سعودي يجيب على سؤال هل أكل التمساح حلال

كَمْا علمنا سابقاً عَنّْدما تحدثنا عَنّْ السؤال هل يجوز أكل التمساح، والجواب عليه فرق كبير بين العلماء، بعضهم يحلل ومنهم من يحرم، وقد جاء أحد مشايخ السعودية بحوزته. مقياس العلم وهُو الشيخ سعد الخثلان رئيس قسم الفقه السعودي وأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود.

قال لا نأكل لحم التمساح، واختلف مع الأئمة الذين يعتقدون بجواز أكله، ووافق بقية الأئمة الشافعية والحنابلة والحنفِيْة الذين حرموه لأنه من الحيوانات التي لها أنياب. وقد يفترسون الإنسان أو يؤذونه كَمْا يفعلون مع الحيوانات الأخرى.

وأضاف أن التمساح حيوان برمائي وليس من حيوانات البحر كَمْا يعتقد البعض مما يضعه خارج تصنيف الصيد البحري الذي أجازه الله تعالى.

الغرض من النهِيْ فِيْ الإسلام

هل أكل التمساح حلال فِيْ موضوعَنّْا يجب أن نذكر الغرض من حظر بعض الأطعمة. لم يخلق الله تعالى الإنسان ليعذبه ويقيده ويمنعه من فعل شيء لغرض معين وحكَمْة تحميه من الأذى المادي أو النفسي أو البدني، ويقول الإمام راغب الأصفهاني فِيْ تفسيره لأسباب ذلك. وللمنع ثلاثة أسباب أو أسباب هِيْ كالتالي

  • تحريم كل ما لا يصلح للأكل من حشرات أو فضلات تخرج من البدن ونحو ذلك، وهذا حرمته الشرع والمنطق ولا يقبله العقل.
  • كل ما يضر أكثر من خير، حتى لو فكر الناس بخلاف ذلك، فالله أعلم وأحكَمْ منهم ويرى ما لا نفعله.
  • النهِيْ عَنّْ الأشياء المفِيْدة ولكن غير الضرورية أو المؤقتة، ولتطهِيْر النفوس أو إبعاد الشهُوات وغيرها من الأسباب.

الأطعمة المحرمة فِيْ الإسلام

تعلمنا إجابة السؤال هل يجوز أكل التماسيح مما دفعَنّْا إلَّى ذكر تحريم بعض الأطعمة وما هُو الغرض من النهِيْ، ولكن ما هِيْ الأطعمة التي حرمنا الله عليها سنكتشف أدناه

  • الميت كل من مات ولم يذبح شرعا، ويشمل ما قطع من الحيوان وهُو على قيد الحياة باستثناء السمك والجراد.
  • سفك دماء.
  • لحم خنزير.
  • مخنوق ماذا يعَنّْي الحيوان الذي مات خنقا.
  • المقاودة كل حيوان مات نتيجة الضرب.
  • المطرودة من مات بسقوطه من مكان مرتفع.
  • ورد من مات نتيجة إراقة دماء حيوان آخر.
  • حيوان اصابه مفترس اخر وحيوان اكل منه.
  • ما ذبح لغير الله تعالى، أي ما لم يسميه الله من قبل، قد ذبح.
  • جدارة – أهلية.
  • البغال.
  • السبعات.
  • طيور برية.
  • ما يتغذى على الأوساخ.
  • ما أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بقتل البهائم وما أمره بالبقاء على قيد الحياة.

يقول الله تعالى

(حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحۡمُ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦ وَٱلۡمُنۡخَنِقَةُ وَٱلۡمَوۡقُوذَةُ وَٱلۡمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيۡتُمۡ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَن تَسۡتَقۡسِمُواْ بِٱلۡأَزۡلَٰمِۚ ذَٰلِكُمۡ فِسۡقٌۗ ٱلۡيَوۡمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِۚ ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ فِيْ ديننا، من أجبر على التوبة دون ضغينة على الخطيئة هُو بالتأكيد الله الغفور الرحيم). [سورة المائدة الآية 3].

الأطعمة المباحة فِيْ الإسلام

بعد معرفة الغرض من النهِيْ والأطعمة التي حرم الله تعالى، سنتحدث عَنّْ تحريم الطعام، والأصل فِيْ الشريعة الإسلامية أن جميع الأطعمة مباحة ومباحة ما لم يكن هناك نص صريح من الله عز وجل. الرسول – صلى الله عليه وسلم – بإعلان النهِيْ عَنّْه.

وفِيْ هذا الصدد يقول الإمام الُغُزالي إن الجماد والحيوانات أكثر من العد أو العد.

(قُل لَّآ أَجِدُ فِي مَآ أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٖ يَطۡعَمُهُۥٓ إِلَّآ أَن يَكُونَ مَيۡتَةً أَوۡ دَمٗا مَّسۡفُوحًا أَوۡ لَحۡمَ خِنزِيرٖ فَإِنَّهُۥ رِجۡسٌ أَوۡ فِسۡقًا أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦۚ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ غَيۡرَ بَاغٖ وَلَا عَادٖ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ) [سورة الأنعام الآية 145].

وبالمثل، فإن جميع الأطعمة القديمة والمعروفة والحديثة التي تم اختراعها أو اكتشافها حديثًا حلال ولا يحظر عليها إلا إذا كان هناك سبب لذلك.