شرح حديث إنما الأعمال بالنيات

شرح الحديث الأفعال نوايا فقط

ورد الرسول الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم – فِيْ أحاديث كثيرة من خلال الصحابة الكرام شرح فِيْها صلى الله عليه وسلم جوانب الدين المختلفة التي يراد بها حياة الفرد. إلا أننا سنتبع تعليمات الله تعالى فِيْ القرآن الكريم، وأذن الله تعالى ونهى عَنّْه.

أما فِيْ موضوع العبادة والعبادات وكل ما يقوم به المسلم من أفعال مختلفة فِيْ حياته فقد ورد عَنّْ الرسول الكريم أقوال كثيرة نقتدي فِيْها بمثاله وأحاديث مختلفة من بينها الأحاديث. عَنّْ سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عَنّْه – قال سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول

“الأعمال ما هِيْ إلا نوايا، ولكل إنسان ما نوى، فمن هاجر لله ورسوله، فهاجرته لله ورسوله، ومن هاجر لمكاسب دنيوية أو لتزوج امرأة، ثم هجرته لما فِيْه. هاجر لأجل “. [حديث صحيح صحيح البخاري].

وقول الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) أن الأفعال لها نوايا أن كل بر أو طاعة يقوم بها الإنسان يجب أن يسبقها نية فِيْ الفعل. على سبيل المثال، عَنّْد الذهاب إلَّى الصلاة، يجب أن تكون النية الداخلية حاضرة قبل الذهاب للصلاة دون الإعلان عَنّْ النية، وهذه الأحاديث من بين الأحاديث المعقدة التي فسرها الكثيرون. نتعرف على ما يلي عَنّْ العالم وتفسيره

1 – تفسير كلمة لكن

عَنّْد شرح الحديث، فالأفعال نوايا، نجد أن أول كلمة فِيْه هِيْ إنما وهِيْ كلمة مقسمة إلَّى قسمين، كذا وماذا، والكلمة التي تدل على الإقرار، والكلمة التي تدل على النفِيْ وبحسب العلماء الأساسيون الجمع بين التأكيد والنفِيْ يعَنّْي التقييد، أي الجمع، وهنا نية الرسول الكريم أفضل، فالصلاة والسلام كلها أفعال مختلفة يقوم بها الإنسان.

2- معَنّْى الأعمال

والكلمة الثانية فِيْ بيان الحديث أن نوايا الأفعال هِيْ أفعال فما المقصود بالأفعال هُو أي فعل ينشأ عَنّْ أفعال الإنسان أو أقواله، ويعتقد بعض العلماء أن الأفعال فِيْ الحديث هِيْ جميع الأفعال التي يقوم بها الإنسان، ويعتقد آخرون أن المقصود هُو الأفعال السابقة. حسب النوايا وهِيْ كالتالي

  • الصدق الأعمال التي تتم فِيْ الخفاء ولا يعلم عَنّْها أحد إلا الله، كالتوبة وحب الله ونحوه.
  • الأفعال الجسدية هِيْ الأنشطة التي يمارسها المسلم بجسده سراً وعلناً، كالصلاة والصوم والحج والزكاة. فِيْ نفوسهم، تكون النية مطلوبة قبل تنفِيْذها، وهناك أنشطة وعادات يقوم بها الفرد بشكل يومي، مثل الأكل والشرب والذهاب إلَّى العمل. هنا لا يشترط وجود النية، إلا عَنّْدما يؤديها مسلم. يتم استخدامه لاكتساب القوة والقدرة على عبادة الله لأنه سيُكافأ ويكافأ. النية مطلوبة هنا.

3 – نوايا

تعتبر كلمة النوايا فِيْ شرح الأحاديث، ولكن الأفعال نوايا لأن الباء فِيْ بداية الكلمة يشير إلَّى العقل بمعَنّْى أن النية هِيْ سبب الفعل أو مصاحبة له.

مكانها فِيْ القلب فلا يراها إلا الله تبارك وتعالى، وقد خلقها الله حتى يميز بين عبيده فِيْ ما يفعلونه فِيْ الأعمال والطاعة مثلا يستطيع المرء صلي طاعة لله أو ادفع الزكاة أو العبيد الآخرين لطاعة الله، وقد يؤدّي الآخرون العبادة نفسها، ولكن للعرض وللفت انتباه الناس. هنا يميز الله بين عباده الذين يطيع بعضهم الله والبعض الآخر ممن يرضون الناس.

4- أن يشرح للجميع ما قصده

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم فِيْ هذا الحديث يدل على أن العبد يؤجره الله على نيته، فمن كان حسن النية ينال خيراً ومن نوى شرير ينال الشر. وإن كان الله مثلا لا يساوي العبد الجالس فِيْ المسجد لغرض دنيوي وبين الجالسين فِيْ المسجد فِيْ انتظار الصلاة أو قراءة القرآن.

ويترتب على ما سبق أنه يجب إثارة النية فِيْ قلب المسلم قبل أن يقوم بأي عمل قد يشتبه فِيْ رياء الناس به أو محاولة استرضائهم، كالصلاة والزكاة والحج والصوم. نتعلم شيئين

  • وتتوقف صحة العبادة من عدمها على نية المسلم العبادة.
  • ثواب الطاعة ناتج عَنّْ نية الفرد فِيْ نفسه، ويكافأ الله النوايا الحسنة بالنوايا الحسنة، ويعاقب الله على النوايا الحسنة.
  • أن تكون جميع الأفعال البسيطة العادية طاعة لله تعالى إذا اقترنت بحسن نية.

5- شرح للجزء الأخير من الحديث المتعلق بالهجرة

بيان الحديث ولكن الأفعال بالنية ومنها ذكر الرسول الكريم للهجرة فما المقصود بهذا فِيْ اللغة العربية تعَنّْي المغادرة، وشرعاً تعَنّْي مغادرة الأماكن المليئة بالإغراءات حتى لا تدخلها. كان هناك ستة أنواع من الهجرة فِيْ الدين الإسلامي وهِيْ

  • هجرة أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعد أن أسلموا إلَّى الحبشة حتى لا يتضرروا من قريش.
  • هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه الكرام من مكة إلَّى ماضي