سيرة السيدة عائشة رضي الله عَنّْها كاملة

اكتملت سيرة السيدة عائشة رضي الله عَنّْها

لا شك أن السيدة عائشة من النساء اللواتي خلدن فِيْ التاريخ ونقشت أسماؤهن بأحرف من ذهب عبر التراث العربي والإسلامي وحتى العالمي.

لذلك تُعرف السيدة عائشة بأم المؤمنين كَمْا هُو الحال مع زوجات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم. لعرض السيرة الكاملة للسيدة عائشة رضي الله عَنّْها يجب أن نتطرق إلَّى بدايتها وأين ومتى ولدت وما هِيْ نسبه ما هِيْ أشهر قصصها

هِيْ عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة، عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن تيم بن مرة بن كعب، مما يعَنّْي أنها تنتمي إلَّى قبيلة بني تيم، والتي تعتبر بدورها من قبيلة بني تيم. إحدى قبائل قريش، أكبر قبيلة فِيْ شبه الجزيرة العربية.

مع العلم أن نسل والدها هُو خليل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأول من آمن به وما نزل عليه من الناس، يلتقي الهادي البشير فِيْ سادسته. الجد مرة بن كعب، وكَمْا هُو الحال مع سائر أبناء قبيلة قريش، نشأت سيدة شريفة رسول الله الحبيب صلى الله عليه وسلم فِيْ تهامة.

تهامة منطقة ساحلية تقع فِيْ شبه الجزيرة العربية وتشمل مكة ومدن أخرى. ومع ذلك، لا يزال التاريخ الدقيق لميلاد السيدة عائشة مجهُولاً. يقال إن أم المؤمنين رضي الله عَنّْها ولدت فِيْ العام التاسع عشر قبل الهجرة.

وهذا يعادل فِيْ التاريخ الغريغوري حسب المصادر التاريخية 604 ميلاديًا ووفقًا لمصادر أخرى ولدت فِيْ السنة السابعة قبل الهجرة.

خطبة رسول الله لأم المؤمنين عائشة

ولعل أكثر ما يطلب فِيْ السيرة الكاملة للسيدة عائشة رضي الله عَنّْها هُو قِصَّة زفاف رسول الله صلى الله عليه وسلم معها. فِيْ الحفاضات حتى السنة الثانية قبل الهجرة.

هذه هِيْ الفترة التي فقد فِيْها رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجته الأولى وأم المؤمنين الأولى خديجة بنت خويلد رضي الله عَنّْها ورضا عَنّْها.

قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم “ومن” فأجابت له “إن شئت يا عذراء، وإن شئت لا عذراء”. علم أن عازبة وعذراء هِيْ عائشة بنت أبي بكر الذيب وهِيْ سودة بنت زمعة بن قيس الأميرية القرشي.

أمرها رسول الله أن تقبل رأيهم، وعَنّْدما تحدثت خولة لأم رمان أم عائشة رضي الله عَنّْها ردت بقولها إنها تنتظر أبي بكر الصديق والمقيم بن عدي. . طلب من عائشة أن تتزوج ابنها، فسأل أبو بكر المقيم فقال له لعل زواج ابني من ابنتك فليدخل دينك الذي تتبعه. لم يكن مسلما.

ورأى أبو بكر فِيْ ذلك إثباتاً لمسؤوليته عما كان بينه وبين المطعم بخصوص الاتفاق على خطبة عائشة فِيْ مطعم جبير بن رضي الله عَنّْهم ورضاهم، فسمح لرسول الله أن يأتي. ثم انخرطت مع عائشة.

عائشة فِيْ بيت رسول الله

رغم خطوبة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة بنت أبي بكر فِيْ السنة الثانية قبل الهجرة، إلا أنها لم تكن السيدة التي تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة خديجة بنت خويلد. .

عائشة هِيْ الزوجة الثالثة للنبي محمد بن عبد الله لأنها المرأة الوحيدة التي تزوجها الرسول عدنان عَنّْدما كانت عذراء.

هاجرت السيدة عائشة إلَّى المدينة المنورة بصحبة طلحة بن عبيد الله، وعبد الله بن أبو بكر، وأم رمان، وأسماء بنت أبو بكر، وأم أيمن، ممرضة وممرضة الرسول، وابنها أسامة بن زيد بن حارثة، وسودة بنت زم. إلَّى جانب ابنتي الرسول فاطمة الزهراء وأم كلثوم رضي الله عَنّْه ورضاهما جميعاً بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عَنّْها بعد انتهاء غزوة بدر وتحديداً فِيْ شهر شوال من السنة الثانية للهجرة.

“تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم فِيْ شوال وحبلت معي فِيْ شوال، أي من زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحسن له من لي ” [صحيح المسند].

حب رسول الله لعائشة

وبحسب العديد من المصادر التاريخية والإسلامية، فقد أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة رضي الله عَنّْها، وأسرها أكثر من زوجاته اللواتي تزوجهن بعد وفاتها. من أم المؤمنين الأولى خديجة بنت خويلد رضي الله عَنّْها.

كان هذا هُو السبب الرئيسي فِيْ حصولها على لقب رسول الله الحبيب، ولما علم المسلمون بهذا الأمر، أخروا الهدايا التي سعوا لإرسالها إلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى كان فِيْ بيت عائشة.

وأدى استمرار هذا الفعل إلَّى انزعاج أمهات المؤمنين، فاختاروا جميعهم أم سلامة، وهِيْ السيدة هند بنت أبي أمية رضي الله عَنّْها، للتحدث إلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وصلى الله عليه وسلم، وأخبرها كَيْفَ جاء فِيْ صحيح البخاري بتحديثه

“كَلِّمِي رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُكَلِّمُ النَّاسَ، فِيَْقولُ مَن أرَادَ أنْ يُهْدِيَ إلَّى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هَدِيَّةً، فَلْيُهْدِهِ إلَيْهِ حَيْثُ كانَ مِن بُيُوتِ نِسَائِهِ، فَكَلَّمَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ بما قُلْنَ، فَلَمْ يَقُلْ لَهَا شيئًا” [صحيح المسند].

لم يقل الهادي البشير لأم سلامة شيئًا، فعادت إليه مرة أخرى وطلبت منه نفس الطلب، فقال لها

“لا تؤذيني بشأن عائشة، لأن الوحي لم يأت لي وأنا فِيْ ملابس نسائية، إلا عائشة”. قالت قالت أتوب إلَّى الله الذي ظلمك يا رسول الله. [صحيح المسند]رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحيًا أمينًا سيدنا جبريل عليه السلام بقول السيدة عائشة فِيْ سنن الترمذي

وجاء جبريل بمثاله فِيْ ثوب أخضر من الحرير للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال هذه امرأتك فِيْ الدنيا والآخرة. [حسن المسند].

ورغم رفض رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفضه السؤال عما يريده الناس، استمرت الطلبات حتى طلبت منه فاطمة الزهراء بنت رسول الله ولم يرد. أرسل إليه زينب بنت جحش، فكان جوابه حازما هِيْ بنت أبي بكر.

تغار والدة المؤمنين عائشة على الهادي البشير

ومن أهم النصوص التي ورد ذكرها فِيْ سيرة السيدة عائشة رضي الله عَنّْها أنها تغار من رسول الله صلى الله عليه وسلم بشكل لم يدره. ، إلَّى درجة وصلت أحيانًا إلَّى المبالغة والمبالغة غير المبررة، ولكن كان الدافع الوحيد وراءها هُو الحب المطلق.

عَنّْدما ننظر إلَّى عشرات المصادر التي تطرقت إلَّى فكرة غيرة السيدة عائشة رضي الله عَنّْها، ورضا الهادي البشير، نجد حكايات تكاد لا تصدق.

ومن أهم هذه القصص ما حدث بين رسول الله والسيدة عائشة عَنّْد هالة بنت خويلد أخت السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عَنّْها وسعت السيدة عائشة رضي الله عَنّْها. رضي الله عَنّْها، زارهم يرضى عَنّْها، فِيْقول عَنّْها كَمْا ذكر فِيْ صحيح مسلم بتحديثه

“اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بنْتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ فَارْتَاحَ لِذلكَ فَقالَ اللَّهُمَّ هَالَةُ بنْتُ خُوَيْلِدٍ فَغِرْتُ فَقُلتُ وَما تَذْكُرُ مِن عَجُوزٍ مِن عَجَائِزِ قُرَيْشٍ، حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ، هَلَكَتْ فِيْ الدَّهْرِ فأبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا منها” [صحيح المسند].

فِيْ هذا الحديث الجليل، هناك تعبير واضح عَنّْ درجة الغيرة من قبل جميع النساء الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

“الله القدير لم يستبدلني بشيء أفضل منها. لقد آمنت بي عَنّْدما لم يؤمن الناس بي، وآمنت بي عَنّْدما رفضني الناس، وطمأنتني بمالها عَنّْدما حرمني الناس، وبارك الله تعالى. أنا وابنها عَنّْدما أعدني للأولاد “. [صحيح المسند].

وهذا يعبر عَنّْ شدة حبه للسيدة خديجة وتقديره لما فعلته من أجله رغم أنها لم تعد على قيد الحياة، وفِيْ نظر الهادي البشير لا شيء خير فِيْ المرأة. العالم مثل أفضل بنت خويلد رضي الله عَنّْها كَمْا ورد فِيْ السيرة الكاملة للسيدة عائشة رضي الله عَنّْها أنها كسرت صحن الطعام الذي أعطي للطعام. رسول الله من صفِيْة بنت حيي على غيرتها.

حادث تفكيك

ولعل أصعب اللحظات فِيْ كامل سيرة السيدة عائشة رضي الله عَنّْها هُو ما يعرف بحادثة الافك وكَمْا يدل اسمها فهِيْ من صور الحوادث الكاذبة المنافقين. ابتدعها للإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

بدأت القِصَّة عَنّْدما اصطحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر رضي الله عَنّْها فِيْ حملة معه. كان هُو سهم بنت أبي بكر.

وجاء هذا الُغُزو بعد أنباء وصلت إلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم تتعلق بتجهِيْز الحارث بن أبي ضرار جيشاً لُغُزو المدينة المنورة. انتصار جيش المسلمين.

بعد انتهاء المعركة وأخذ الجيش استراحة، شعرت السيدة عائشة بقلادةها ولم تستطع العثور عليه، فخرجت من هُويتها للبحث عَنّْ عقدها، وأثناء بحثها تحرك الجيش ولم ينتبه للخفة. . هُودة أم المؤمنين لأنها خفِيْفة وصغيرة.

واصل الجيش مسيرته دون أن يلاحظ فقدان عائشة.

فجاء الليل ورآها صفوان بن المعطل الذي كانت مهمته البقاء فِيْ مكانه حتى صباح المعركة ليضيع طريقه وراءهم.

نشر الخبر عَنّْ الفكين فِيْ كل اتجاه

قال الله تبارك وتعالى فِيْ كتابه الحكَمْة وفِيْ قوله الكريم [سورة الشرح الآيات 5، 6]وقسم الله ووعده عظيم، فليفلح منه، ولا شك أن هذه المرحلة من سيرة السيدة عائشة رضي الله عَنّْها كانت الفترة التي احتاجها السلام أكثر من غيرها.

وبحسب المصادر التاريخية فإن المنافق عبد الله بن أبي سلول يعتبر أول مسئول عَنّْ حادثة الإفك، وهُو الذي حرضها ونشرها بين الناس، لكنه كان جباناً ولا يريد. ففكر فِيْ الأمر على أنه سبب، فنشر الإشاعة قائلاً ألم تسمع ما قيل عَنّْ عائشة قيل كذا وكذا “، ووصل الخبر إلَّى المدينة المنورة، مع العلم أن عائشة عادت إلَّى المنزل ولم تعرف شيئًا عما قيل عَنّْها، إلا أن رفقة أو مستات خرجتا لسد حاجتها.

وفِيْ الطريق تعثرت أم مستح وقالت “يائس مصطفى” فوبختها عائشة رضي الله عَنّْها وقالت لها كَيْفَ تقولين ذلك لمن شهد بدر! الزمان علمت أم مستح أن عائشة لا تعرف ما يقوله المشركون عَنّْها فقالت لها.

صدمة عائشة وغفران الله

عادت عائشة رضي الله عَنّْها إلَّى منزلها، ولما تأكدت من صحة ما قيل، ذهبت إلَّى بيت أمها، وسمعت حينها رواية كاذبة تمامًا، فأغمي عليها. شدة صدمتها، ونتيجة لذلك مرضت بشدة وبكت حتى جفت دموعها.

وعلى الرغم من حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمع ما قيل عَنّْه وعَنّْ حق امرأته، كان يسكت وينتظر الوحي. كان يفكر فِيْ الطلاق، ولكن كلما تحدث عَنّْها أحد واستشارها كان يمدحها.

فذهب الرسول إلَّى عائشة، وبدأ الشك يسيطر عليه، فقال لها إذا فعلت شيئًا فقلها واستغفرها.