هل الميت يحس عَنّْد الغسل

الروائح الميتة عَنّْد غسلها

عَنّْدما يترك الإنسان الحياة وترتقي الروح لمن خلقه، فالأمر ليس بهذه السهُولة، ولكن هناك العديد من المراحل التي يمر بها الشخص الميت، وهناك أسئلة معينة حول شعور المتوفى عَنّْدما يغسله الآخرون.

استند العلماء والفقهاء والمشايخ إلَّى إجابة السؤال هل يشعر الميت عَنّْد غسله، فِيْ الحديث الشريف عَنّْ أنس بن مالك رضي الله عَنّْه عَنّْ رسول الله. صلى الله عليه وسلم، قال “إذا وضع عبد فِيْ القبر وابتعد عَنّْه رفقاءه يسمعون قعقعة الأحذية”. قال أتاه ملاكان ويجلسانه ويقولان له ماذا قلت فِيْ هذا الرجل قال أما المؤمن فِيْقول أشهد أنه عبد الله ورسوله. قال قتادة وقيل لنا أن قبره يصل إلَّى سبعين ذراعا وهُو مملوء بالخضرة إلَّى يوم قيامته. [صحيح مسلم].

إلا أن هناك بعض العلماء والفقهاء الذين رأوا شيئًا مختلفًا فِيْ هذا الأمر، لأنهم استنتجوا من كلام العلي أن الميت لا يشعر بشيء

{والاحياء لا يستويون ولا الاموات. حقا يسمع الله من يشاء. ولا تدع من فِيْ القبور يسمع.}[سورة فاطر الآية 22].

هل الجثة تعرف من يزورها

فِيْ التعرف على إجابة السؤال يجدر التنويه هل يشعر الميت عَنّْد الاغتسال وبعد أن تبين أن هناك رأيين، تم العثور على سؤال آخر وهُو شعور الميت الذي يزوره عَنّْد وفاته هنا. علما أن الإنسان عَنّْد موته ينتقل إلَّى عالم آخر، وهُو عالم لا يعرف عَنّْه شيء إلا الميت، وهُو المكان الذي ياتي منه يوم القيامة، على قول تعالى

{لا، إنها الكلمة التي قالها، وخلفهم حاجز حتى يوم قيامتهم}[سورة المؤمنون الآية 100].

من حكَمْة الله عَنّْ العبادة أنه عَنّْد الموت تتوقف جميع الحواس البشرية، مما يشير إلَّى أن الله حي لا يموت، تمامًا كَمْا تموت جميع المخلوقات التي خلقها الله من البشر والحيوانات والجان والملائكة. يقول تعالى

{كل نفس تذوق الموت ويؤدى اجرتك يوم القيامة}[ سورة آل عمران الآية185] ويقول تعالى {يهلك عليها كلٌّ، ويبقى وجه ربك جلالك وكرامك}.[سورة الرحمن الآية 26].

وقد تعددت الأحاديث التي يروجها كثير من الناس أنهم عَنّْدما يزورون الموتى فِيْ قبورهم يشعرون بها، ولكن لا يوجد نص قرآني أو حديث شريف يدل على صحة هذا القول، ولكن فِيْ هذا الجزء ورد ذكر ما يلي السّيدة. قال عائشة – رضي الله عَنّْها – عَنّْ الرسول – صلى الله عليه وسلم –

لو كان قد زار القبور لقال السلام عليكَمْ دار المؤمنين وننضم إليكَمْ إن شاء الله، يرحم الله من سبقنا ومن سيأتي فِيْما بعد. . ” .[صحيح مسند].

ماذا يحدث للموتى فِيْ القبر

وتجدر الإشارة إلَّى أنه عَنّْدما نتحدث عما إذا كان الميت يشعر بالغسيل، فمن الضروري تحديد ما يجد الميت فِيْ القبر، وقبر المتوفى ليس إلا نتيجة أفعاله فِيْ الدنيا التي يمكن أن تكون. من روضة الجنة ونعيمها أو نعمة من حُفر النار، فالقبر هُو الذي يحدِّد ما سيكون، وهُو الميت فِيْ حياة برزخ النعيم أو البؤس.

عَنّْدما يبدأ الميت بدخول القبر يرسل الله له ملاكين، أحدهما عَنّْ اليمين والآخر عَنّْ اليسار، لتثبيته فِيْ أول السؤال، كَمْا جاء فِيْ قوله تعالى

{يبرهن الله على المؤمنين بقول حازم فِيْ الدنيا والآخرة}[ سورة إبراهِيْم الآية 27]والسؤال هُو من هُو ربك وما هِيْ ديانتك ومن هُو الرجل الذي أرسلك.

عَنّْدما يبدأ الميت بالإجابة على الأسئلة التي هِيْ رب الله وديني والإسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم، فهُو رسولي ولن يفتح باب النعيم إلا يوم القيامة. يد الكافر لا يجيب على تلك الأسئلة التي تفتح له هالة الحر والجحيم فِيْ القبر حتى يوم القيامة وهذا ما يقوله الله تعالى.

{النار يتعرّضون لها صباحًا ومساءً. ويوم حد الساعة يحتمل أقسى عذاب قوم فرعون}[سورة غافر الآية46].

ما هِيْ حال الانسان فِيْ قبره

وتختلف حال الميت فِيْ القبر باختلاف عمله فِيْ الدنيا، والقبر كَمْا يراه فِيْه هُو حياته فِيْ وقت الساعة. كَمْا أن للإنسان شروط كثيرة عَنّْد دخوله القبر، وهِيْ كالتالي

1- المؤمن الورع

عَنّْدما يبدأ المتقي بالنزول إلَّى القبر، يرد الله روحه ويرسل ملاكين يجلسان بجانبه ويسألان من ربك، وما هُو دينك، ومن هُو الذي أرسل لك هذا الدين. .

وفِيْ هذه الحالة يجيب المؤمن الصالح على هذه الأسئلة بحزم ويقين أن ربي هُو الله وديني الإسلام، ومن جاء إلي بهذا الدين هُو محمد بن عبد الله.

يبدأ ملاكان فِيْ ترديد الجملة أنت على حق، مؤمن، ويفتحون له أبواب جهنم ويقولون له هذا هُو مكانك إذا كنت لا تؤمن. وقريباً ستكون أبواب النعيم فِيْ الجنة. فتحوا له وقالوا له إن الله قد استبدل مكانك فِيْ الجحيم بهذا الكرسي فِيْ الجنة، فِيْقول يا رب هِيّْئ الساعة، حتى أدخل تلك الجنة.

2- المؤمن الذي يرتكب الكبائر

هذه الحالة تعرض نوعين من الناس، وهم أناس يرتكبون المعاصي والذنوب العظيمة ولا يضيعون، ثم يموتون.

أما النوع الثاني من هؤلاء، فهم الذين يرتكبون هذه الكبائر فِيْ الإسراف، ويموتون منها، فِيْعذبون فِيْ القبر، ويوم القيامة يدخلهم الله فِيْ النار. كَمْكافأة على ما فعلوه من الذنوب والمعاصي، فِيْكونون مسؤولين عَنّْها، ثم يأخذهم الله إلَّى الجنة بعد غمرهم فِيْ ماء الحياة ليخلصهم من الذنوب. وسوف يطهرهم.

3- الخائن

عَنّْدما ينزل الكافر إلَّى القبر يرسل الله إليه ملاكين يسألانه من هُو ربك وما هُو دينك ومن هُو الرجل الذي أرسل إليك لكنه لا يفهم ما يقول ويفعل. لم يعرفوا الجواب، فضربه الملائكان على رأسه فصرخه، وسمعته جميع المخلوقات ماعدا الثقلان.

ملاكان يفتحان الباب والطاقة من السماء ونعيمها ويقولان له هذا سكنك الدائم إن كنت تؤمن. ثم يفتحون له طاقة من طاقات الجحيم ويقولون له هذا هُو المكان الذي بادله الله بك بسبب كفرك، ثم يقول الكافر “يا ربي لا تضع الساعة. “

هل يرى الميت روحه عَنّْدما يخرج