أحاديث عَنّْ الأمانة من السنة النبوية

جاء الإسلام لحث المسلم على حسن الخلق والصفات العظيمة فِيْ التعامل مع الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بعثت لإتمام الخلق) ؛ دعاء الله صلى الله عليه وسلم يرشدنا إلَّى مركزية الأخلاق فِيْ هذا الدين العظيم، وأنه يمثل أحد أركانه العظيمة التي تقوم عليها الشريعة، والثقة هِيْ أخلاق عظيمة ونبيلة، وقد أصبحت هذه الأخلاق فِيْ هذه المرة نادرة، قلة من الناس الذين يمكنك الوثوق بهم أصبحوا، وهذه إحدى الفتن التي قال للنبي صلى الله عليه وسلم أن هذا حدث فِيْ آخر الزمان.

فِيْ هذا الموضوع، لدينا أحاديث فِيْ الثقة من السنة النبوية، نتعرض لبعض أحاديث الرسول عَنّْ هذه الشخصية العظيمة والمهمة فِيْ حياة المسلم، والتي يجب أن نمتلكها حتى يكون لنا إيماننا. بالله تعالى.

أحاديث النبي على الثقة

الإيمان عظيم، وقد قال الله تعالى فِيْه أن هذا يدل على عظمة الأمر (أساءنا الثقة فِيْ السماوات والأرض والجبال فولدت وهِيْ إنسان. [الأحزاب72].

قال القرطبي رحمه الله (والصدق يسود كل وظائف الدين على الأقوال الصحيحة).

الأمانة مسألة عامة تتخلل جميع وظائف الدين، وعَنّْدما تسود بهذه الثقة، يقوم كل إنسان بما أوكل إليه من مال أو خسارة أو ما شابه.

وهذا الصدق صفة تتماشى مع صاحبها، طبيعة الناس، لأن الناس يثقون فِيْ شخص قوي جدير بالثقة ومعروف بعدم الغدر، ويفضلون ذلك الشخص المأمون على الدوام، كَمْا ظهر فِيْ قِصَّة أهل الله. ولما وافقوا نجران على الجزية قالوا (نعطيك ما طلبت منا ونرسل معَنّْا رجلا صادقا ولا ترسل لنا إلا رجل مؤتمن فقال سأرسل معك رجلا أمينا. صدق مؤتمن) فأرسل معهم أبا عبيدة.

والأمانة رزق يمنحه الله تعالى خاصا ببعض مخلوقاته فلا يحزن المأمون على ما فقده فِيْ الدنيوية بعد أن جاء فِيْ الحديث (إن كان لك أربعة فأنت. لا داعي للقلق بشأن ما فاتك من هذا العالم قول الحَقيْقَة، والحفاظ على ثقتك، والأخلاق الحميدة ومطعم العفة).

الأمانة من صفات الأنبياء، لأن كل رسول خاطب قومه قائلاً (إني لكَمْ رسول أمين). [ الشعراء 107، 125،143،162، 178].

وهذه كانت شهادة أعدائهم عَنّْهم، كَمْا جاء فِيْ الحوار بين أبي سفِيْان وهرقل، حيث قال هرقل (سألتكَمْ بما يأمركَمْ فادعوا أنه يأمر بالصلاة والصدق والطهارة والوفاء بالعهُود. الوفاء – قال هذه صفة الرسول) وفِيْ موضع آخر فِيْ صحيح البخاري (.. وسألتكَمْ هل يغدر غدرا ..).

وإن كانت هذه صفة لمن يدعو الناس إلَّى الصلاة، إلا أن أتباعهم يتميزون أيضًا بأنفسهم، ولذلك ارتبط تعريف المؤمن بسلوكه المتميز، لأنه صلى الله عليه وسلم قال

(والمؤمن من يتكل عليه الناس بدمائهم ومالهم).

وإذا ثبت صفة الأمانة على صاحبها، فقد تعامل معها القريب والبعيد، والمسلم والكافر. يقول ابن حجر (تنهِيْ الخيانة بالاتفاق، سواء كانت فِيْ شرع المسلم أو الذمي). وكذلك الحال بالنسبة للمؤمن حتى الذين عُرِفوا بالخيانة والمعروفِيْن بالخيانة، كَمْا فِيْ الحديث “أرجعوا ثقتكَمْ لمن وثقكَمْ ولا تخونوا من خانكَمْ”. خطر الوقوع فِيْ الخيانات وفساد الغريزة بسبب عدم وجود عقد هُو أخطر من مجرد مقابلة خائن بنفس الطريقة التي فعلها، لأن السقوط لمرة واحدة يمكن أن تحتجزه الروح. يستمر على منحدر الخيانة.

صور الأمان

يجب أن تنصح المستشار فِيْ أي أمر، كَمْا جاء فِيْ الحديث (المستشار ثقة)، وجاء أيضا (… ومن نصح أخاه فِيْ أمر، علم أن هذا الهداية فِيْ شيء. وإلا فقد خانه).

ويأمر المجاهد فِيْ جهاده بالصدق، ونهِيْ عَنّْ الغدر والسرقة، كَمْا ورد فِيْ الحديث عَنّْدما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه للُغُزو (لا تخونوا، فاعملوا). لا تبالغ ولا تشوه …).

ويؤمر من يجلس خلف المؤمنين من المجاهدين فِيْ أهله بالصدق، كَمْا جاء فِيْ الحديث (… ولا رجل من الجالسين خلف رجل من المجاهد فِيْ أهله ويخونه به. إلا أنه يقوم يوم القيامة ويأخذ ما يشاء من عمله .. فما رأيك) بمعَنّْى هل تعتقد أن الله سيحفظ شيئًا من أعماله الصالحة لهذا الرجل الغادر

مجلس الأمانة

وقد ورد فِيْ الحديث أن المجالس أمانة، وهذا الأمر تغاضى عَنّْه كثير من الناس ولا حول ولا سلطان إلا الله، فتجدهم يكشفون ما يجري فِيْ المجالس الخاصة دون أن يلفت انتباه أحد. ، وهذا تصرف مكروه يجب على المسلم النهِيْ عَنّْه وقيل له إياك من هذا الفعل.

الصدق فِيْ الدين يفقد الثقة، كن صادقًا

كان هذا خاتمة موضوعَنّْا فِيْ أحاديث الثقة من السنة النبوية. وقد عرضنا فِيْ هذا المقال بعض الأحاديث من السنة النبوية الشريفة فِيْ الأمانة وضرورة الأمانة ؛ لأن قلة الثقة من علامات الساعة ؛ لخداع المأمون والخائن أمين. أيها الناس هذا الأمر خطير وللأسف فِيْ هذه الأوقات نعاني من قلة الثقة بشكل واضح وهِيْ ليست المرة الأولى ونسأل الله القدير أن يوفقنا ويؤمننا ما دمنا نعيش.