دور الأسرة فِيْ التنشئة الاجتماعية

دور الأسرة فِيْ التنشئة الاجتماعية

التنشئة الاجتماعية هِيْ أحد العوامل التي تساعد الشخص على تشكيل محاور شخصيته بشكل عام، فإذا كان الشخص يعرف كَيْفَ يتعامل بشكل جيد مع الأفراد المقربين منه والذين يجب أن يعتاد عليهم، فهذا يعَنّْي أنه سيكون اجتماعيًا. شخص عَنّْدما ينفتح على المجتمع.

لكن إذا كان شخصًا انطوائيًا، ومفهُوم الشخص الانطوائي هنا هُو أنه شخص غير قادر على التواصل حتى مع أقرب الناس، فسيكون هذا الشخص أيضًا انطوائيًا وغير اجتماعي عَنّْد التعامل مع الناس فِيْ المجتمع على بشكل يومي، وعَنّْدما نتحدث عَنّْ دور الأسرة فِيْ التنشئة الاجتماعية، يجب أن نذكر أن الأسرة هِيْ الأساس لتشكيل شخصية الطفل من جميع الجوانب.

هذا لأن الطفل فِيْ بداية حياته وعَنّْدما يكبر تدريجياً ويبدأ فِيْ الاعتماد على نفسه وعائلته، فإنه لا يحتاج إلَّى نفس القدر الذي كان يحتاج إليه عَنّْدما كان أصغر، فالتنشئة الاجتماعية أكثر من اللازم بالنسبة للطفل.

مراحل التنشئة الاجتماعية

من خلال حديثنا عَنّْ دور الأسرة فِيْ التنشئة الاجتماعية، حيث سبق أن قيل أن للأسرة دور كبير فِيْ تشكيل شخصية الفرد بشكل عام منذ بداية حياته، وتجدر الإشارة إلَّى أنه بسبب تدرج شخص فِيْ السن، وهذا أيضًا ناتج عَنّْ المراحل المتتالية من التنشئة الاجتماعية، والآن سنعرض لك مراحل التنشئة الاجتماعية مع شرح دور الأسرة فِيْ كل مرحلة فِيْ الفقرات التالية

1- مرحلة الولادة والرضاعة

تبدأ من الولادة وحتى نهاية السنة الثانية من عمر الطفل، وتعتبر هذه الفترة بداية لتكوين السلوك البشري، عَنّْدما يبدأ الطفل فِيْ التمييز بشكل أو بآخر بين الأشياء والأشخاص الموجودين حوله. لذلك سيكون للأسرة دور كبير فِيْ هذه المرحلة من خلال توجيه الطفل لاتباع السلوك الذي يرغب فِيْه الوالدان.

حيث يسترشد سلوك الطفل فِيْ هذه الفترة بنظام تقليد من يكبره والتنافس مع من هم فِيْ نفس عمره، والجدير بالذكر أن هذه المرحلة وإن كانت لا تزال بداية الطفل فِيْ التعلم، لكنها من أهم مراحل تشكيل شخصية الطفل وبناء تنشئة اجتماعية خاصة به.

2- مرحلة ما قبل المدرسة

تبدأ هذه المرحلة من السنة الثانية للطفل حتى يبلغ من العمر ست سنوات ومن المعروف أنه فِيْ هذه المرحلة العمرية يبدأ نمو الطفل بشكل كبير جدًا لأنه يبدأ فِيْ التحدث بشكل صحيح ولديه مهارات الحركة والمشي إلَّى أقصى قوة لأن النمو الفكري للطفل يبدأ فِيْ الزيادة بشكل كبير بعد بلوغه عامين.

وهنا يبدأ دور الأسرة فِيْ التناقص إلَّى حد ما فِيْما يتعلق بتربية الطفل الاجتماعية، بسبب اتساع دائرة معارف الطفل، حيث يبدأ فِيْ تكوين صداقات وعلاقات جيدة، سواء مع كبار السن. منه فِيْ عمره، أو من نفس الفئة العمرية، وتجدر الإشارة إلَّى أن كل شخص فِيْ حياة الطفل فِيْ هذه المرحلة له دور كبير فِيْ تنشئة الطفل الاجتماعية.

حيث يكَمْل الطفل ما فعله فِيْ المرحلة السابقة من التقليد ويأخذ الشخص نموذجًا يحتذى به، لأنه لا يزال يشكل شخصيته، لذلك فهُو بحاجة إلَّى توجيه قوي من البيئة، حتى الكبار، لذلك يجب على الأسرة التحدث أكثر مع الطفل وخاصة فِيْ هذه المرحلة.

من خلال اعتباره صديقًا وعدم التمييز بينه وبين أي فرد من أفراد الأسرة، والأهم من ذلك، يجب أن نتعامل مع الطفل على أنه شخص كبير وواعي وليس طفلًا صغيرًا، لأن هذا سيشجعه كثيرًا على الحديث، و وبالتالي تحسين مهاراته الاجتماعية.

3- مرحلة التجميع

تدوم هذه المرحلة من السنة السادسة إلَّى الثانية عشرة من عمر الطفل، أي مرحلة التعليم الأساسي الأول للطفل، ومن المعروف أن الطفل خلال هذه الفترة يخاف بشدة من دخول مرحلة جديدة، حيث سيبدأ بالخروج. الأسرة، الانخراط فِيْ الدراسات والتدريب. الأصدقاء، سوف يقابل أشخاصًا جددًا، وسيكون لديه أيضًا مسؤوليات جديدة تتعلق بدراساته.

كل هذا سيؤثر لاحقًا على شخصية الطفل، لذلك سيكون دور الأسرة فِيْ التنشئة الاجتماعية هُو تشجيع الطفل على التعامل مع كل ما هُو مطلوب منه من واجبات أو تكوين صداقات وما شابه، حتى يتمكن من اجتياز هذا. المرحلة مع أكبر فائدة منها.

يعيش الإنسان ليتعلم من كل ما يحيط به، لذلك يجب أن يستفِيْد إلَّى أقصى حد من أي مرحلة من حياته، لذلك سيكون دور الأسرة هُو توجيه الطفل إلَّى الاختيارات الصحيحة فِيْ هذه المرحلة، ويجب أن يتبعه جيدًا وبعَنّْاية.

حيث يمكن أن تقوده الصداقة بين الأصدقاء السيئين، وكَمْا سبق القول فإن هذه المرحلة من أهم المراحل التي تتكون فِيْها شخصيته، فإذا كان أصدقاؤه سيئون فهذا يعَنّْي أنه سيكون مثلهم. صديق، فدع أحدكَمْ يرى من يحب “.

يتشتت انتباه الطفل قليلاً فِيْ هذه المرحلة، خاصة عَنّْد اختيار الأصدقاء، لذلك يجب أن تمد طفلك يد العون وتنصحه بكَيْفَِيْة اختيار أصدقاء جيدين دون الشعور بأنك تتدخل فِيْ أعمال وشؤون حياته، لأنه إذا كان يشعر الطفل أنه قد يرفض المشاركة وطلب المشورة منك.

4- مرحلة ما قبل النضج

تستمر هذه المرحلة من سن الحادية عشرة حتى سن الثالثة عشر وفِيْ هذه المرحلة يبدأ الطفل بالشعور بأنه كبر وسلوكه يتغير، فهم يريدون لوالديهم أن يتدخلوا فِيْ حياتهم.

يجب على الآباء احترام رغبة أبنائهم فِيْ الاستماع إليهم فِيْ أي شيء يطلبونه منهم، لأن فعل غير ذلك سيؤثر سلبًا على علاقتك بأطفالك، لذلك يجب عليك احترام ما يرغبون فِيْه حتى يشاركونه. نفس الشعور الذي تشعر به، ولكن لا يزال يتعين عليهم مشاهدة أفعالهم سراً دون علمهم.

ومن المعروف أن هذه المرحلة هِيْ نفس الفترة التي يبدأ فِيْها الأطفال بدخول مرحلة المراهقة، فعَنّْدما يبدأ جسمهم فِيْ التغير، تحدث تغيرات فسيولوجية كثيرة، مما يؤدي إلَّى حَقيْقَة أن الطفل يشعر أنه لم يعد بحاجة إلَّى أسرته من أجل أي شيء، ولكننا نحن التعاون مع الأطفال فِيْ جميع أمور حياتهم دون إكراه.

فِيْ محاولة لجعله الشخص الذي يشركك فِيْ شؤون حياته بجعله يشعر بأنك صديقه الذي سيوجهه فِيْ جميع القرارات الصحيحة التي يحتاجها وليس والده أو والدته التي ستنزعج. إذا فعل شيئًا خاطئًا، فنحن لا نعَنّْي أنه يجب أن تتسامح معه فِيْ فعل شيء خاطئ.

بدلاً من ذلك، يجب أن تكون حكيماً فِيْ عقابك حتى لا ينفر الطفل منك وتلاحظ أنك لعبت دور الأسرة فِيْ التنشئة الاجتماعية على أكَمْل وجه.

5- مرحلة النضج

وهِيْ المرحلة الأخيرة من التنشئة الاجتماعية التي يكاد يكون فِيْها دور الأسرة فِيْ التنشئة الاجتماعية غائبًا تقريبًا، وذلك لأن الطفل يبلغ من العمر عشرين عامًا، لأن هذه المرحلة تمتد من الثانية عشرة إلَّى العشرين عامًا، ومن المعروف أنه خلال هذه المرحلة. فِيْ هذه الفترة كان الطفل أو الشاب لو كان صحيحًا لكان قد شكل 70٪ من شخصيته لو كان طفلًا سليمًا طبيعيًا.

كَمْا قام بتشكيل علاقاته الاجتماعية من خلال الانخراط بشكل كبير فِيْ المجتمع. سن العشرين هُو العمر الذي يصل فِيْه الشاب إلَّى المستوى الجامعي من درجة التعليم، والجامعة معروفة بأنها مجتمع مفتوح مليء بالعلاقات الاجتماعية سواء مع الأصدقاء أو مع أعضاء هِيْئة التدريس وما إلَّى ذلك.

عَنّْدما نتحدث عَنّْ الأصدقاء، فكل مرحلة من مراحل الحياة لها أصدقاؤها، ونادرًا ما نلتقي بأشخاص تستمر علاقتهم صداقتهم من الطفولة إلَّى البلوغ، لذلك يبدأ الشاب فِيْ إقامة علاقات جديدة.

الأمر الذي يؤدي إلَّى اتساع آفاقه الاجتماعية، وعَنّْدما نتحدث عَنّْ دور الأسرة فِيْ التنشئة الاجتماعية فهُو قليل جدًا، لأنه يقتصر فقط على حَقيْقَة أنهم أصبحوا جزءًا من العلاقات الاجتماعية الوثيقة لشاب. .

من الممكن أن يلعب هذا الشاب، الذي تتبعَنّْا مراحل التنشئة الاجتماعية، دور الأسرة فِيْ التنشئة الاجتماعية لطفله، وستتكرر الكرة مرة أخرى ليصبح مرشدًا فِيْ هذا الأمر وما إلَّى ذلك.

مؤسسات التنشئة الاجتماعية

بعد التعرف على دور الأسرة فِيْ التنشئة الاجتماعية ومراحل التنشئة الاجتماعية، يجب أن نظهر لكَمْ من خلال الفقرات التالية المؤسسات التي تعمل على التربية الاجتماعية للطفل وتساعده فِيْ هذا الأمر

1- أسرة الطفل

كَمْا سبق ذكره، تعتبر الأسرة من أهم المؤسسات التي تتعامل بشكل أو بآخر مع التربية الاجتماعية للطفل من خلال التوجيهات التي تعطيها الأسرة للطفل منذ بداية حياته حتى يبدأ فِيْ الاعتماد عليها هُو نفسه عَنّْدما يصل إلَّى ذروة النضج وعَنّْدما يكون قادرًا على التفكير والتفكير بشكل صحيح لاتخاذ قراراته الاجتماعية بشكل جيد.

لذلك يمكننا القول أن الأسرة هِيْ التي تضع الطفل بطريقة أو بأخرى فِيْ بداية التعليم، ومن خلال الموقع الرسميك يتم تلخيص دور الأسرة فِيْ التنشئة الاجتماعية.

2- المدرسة

هُو بيت ثانٍ للطفل، لأنه عَنّْدما يكبر الطفل يكون أول مكان يذهب إليه خارج المنزل هُو المدرسة، وهِيْ مؤسسة اجتماعية وثقافِيْة وتعليمية بشكل عام. يبدأ الطفل خطوته الأولى نحو إقامة علاقات اجتماعية وتكوين صداقات منذ سن مبكرة.

لأنه من المعروف أن مرحلة الدراسة بالمدرسة تبدأ من السنة السادسة من عمر الطفل حتى يبلغ الطفل الثامنة عشرة من عمره، عَنّْدما يدخل مرحلة جديدة وهِيْ درجة التعليم العالي التي لا تختلف فِيْ العلاقة. للتربية الاجتماعية باستثناء منطقة المكان.

خلال هذه الفترة يمر الطفل بأعظم مراحل تعليمه الاجتماعي من خلال تكوين صداقات ومعارف وعلاقته بالمعلمين ومسابقات المعرفة الأخرى والتفاهم المتبادل بين الطفل وأصدقائه.