كَمْ يبلغ طول قوم عاد وثمود

كَمْ يبلغ طول اهل عاد وثمود

اهل عاد هم اهل سيدنا هُود عليه السلام الذين ارسلهم الله لدعوتهم لعبادة الله وعدم الشراكة معه ولكنهم لم يستجيبوا له ولم يؤمنوا بالله وانخدعوا. بقوتهم، لذلك أرسل الله عليهم عاصفة باردة عَنّْيفة دمرتهم جميعًا باستثناء سيدنا هُود وعدد قليل من الأشخاص الذين تبعوه.

وبخصوص ارتفاع أهل عد، رأى العلماء أن أهل عاد كانوا من أطول القبائل فِيْ كل تاريخ البشرية، وأن صفاتهم الجسدية تشبه صفات سيدنا آدم عليه السلام. ويقول بعض العلماء والمؤرخين أن ارتفاعهم بلغ 500 ذراع، وإذا كان الإنسان قصيراً كان طوله 300 ذراع.

ولابد أن نقول أيضا عَنّْ قتادة أن ارتفاع الرجل من أهل عاد كان 12 ذراعا، بينما رأى ابن عباس أن طول الرجل 70 ذراعا.

بالحديث عَنّْ قوم ثمود، هم أهل نبي الله، صالح – صلى الله عليه وسلم – مرسلين من الله ليدعو قومه إلَّى عبادة الله وعدم الارتباط به، فطلبوا من الله أن يرسل لهم معجزة حتى آمنوا به فجلب الله لهم جملا من بين الصخور وأمرهم أن يتركوه يرعى ويشرب ولا يقتلوه فقتلوه فأرسل الله صرخة واحدة دمرهم وصاروا كالركام. .

وبحسب رأي العلماء فِيْ طولهم، كانوا مثل غيرهم من الأطوال الطبيعية، إلا أنهم تميزوا بالقوة الجسدية الخارقة، فنحتوا البيوت فِيْ الجبال، وشيدوا قصور لكبار السهُول.

نسب قوم عاد وثمود

بعد الاجابة على السؤال كَمْ يبلغ طول اهل عاد وثمود من الضروري أن تلمس لمعرفة شجرة عائلة كل منهم. وذكر ابن الأثير أن نسب أهل عاد “بن عوض بن إيرام بن سام بن نوح عليه السلام” كَمْا يقال العرب العرب.

وعَنّْ ثمود قال الطبري إن نسبهم تعود لجدهم الأكبر ثمود بن جذر بن عيرام بن سام بن نوح عليه السلام. إذا نظرنا إلَّى السطرين، نجد أنهما يعودان إلَّى نبي الله نوح، وأن كلا النبيين أرجعوا نسبهم إلَّى جدهم الأكبر نوح، لذلك نسب الله كل منهما إلَّى جده.

الزمان وأولوية الوجود

سبق وأجبنا على السؤال كَمْ يبلغ طول أهل عاد وثمود لذلك نوضح الوقت الذي تواجد فِيْه الأفراد ومن له أسبقية الوجود وبالنظر إلَّى القرآن الكريم نجد أن الوقت المحدد لوجود كل منهم لم يذكر ولكن كل ما يمكننا معرفته هُو أن أهل سبق ثمود على قول الله تعالى

(أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ ۚ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ).

اين سكن اهل عاد وثمود

كجزء من حديثنا عَنّْ طول أهل عد وثمود لا يسعَنّْا إلا أن نتطرق إلَّى المكان الذي تعيش فِيْه كل أمة، ومن المعروف أن هاتين الدولتين كانتا تعيشان سابقًا فِيْ شبه الجزيرة العربية، لكن كل منهما تعيش فِيْ اتجاه مختلف.

أما بالنسبة لأهالي عد، فلم يتم تحديد مكان إقامتهم بشكل واضح ودقيق، لكن القدماء يشيرون إلَّى أنهم عاشوا فِيْ الجانب الشمالي من شبه الجزيرة العربية بالقرب من صحراء النفود الكبرى حتى دلتا النيل.

نظرًا لأن خط عائلتهم يعود إلَّى عاد بن إيرام بن سام بن نوح، فقد رأى بعض المؤرخين أن إرم لم يكن خطهم بل كانت المنطقة التي يعيشون فِيْها، ورأى البعض أن هذه المدينة كانت فِيْ مصر، بينما رأى آخرون أنها كانت فِيْ دمشق. .

ورأى بعض العلماء أن أهل عاد عاشوا فِيْ الأحقاف الواقعة بين عمان وحضرموت، فِيْ الآية الكريمة فِيْ الآية الكريمة

(وتذكر الأخ لما حذر أهله من الكراهِيْة ووعد من يديه ومن خليفته أنه لن يعبد الله.

والمكان الذي عاش فِيْه أهل عاد مكان نراه كَمْا قال الله تعالى

(وظهر لك عاد وثمود ومساكنهما، ووجد الشيطان أعمالهما صالحة لهما، فنهى عَنّْهما عَنّْ طريقهما، وكانا حكَمْاء).

وكذلك يقول تعالى

(وأنتم سكنتم فِيْ مساكن المذنبين، وبدا لك كَيْفَ تعاملنا معهم وأعطيناكَمْ أمثلة).

أوضح الله مكانهم ودع الناس يعيشون فِيْه ليكونوا قدوة للأمم من بعدهم.

أما أهل ثمود فقد عاشوا أيضًا فِيْ شبه الجزيرة العربية كَمْا قلنا، لكنهم كانوا فِيْ منطقة الحجاز التي تقع فِيْ المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية، وتسمى مدائن صالح، وهناك بعض الآراء التي وردت عَنّْ أنهم عاشوا فِيْ المنطقة الواقعة بين الحجاز والشام.

حضارة شعب عاد وثمود

كان لكل من قوم عاد وثمود حضارة قوية، فبرع أهل عد فِيْ البناء والتشييد، وقال الله تعالى

(ستبني آيات مع كل غلة، تصب وتحتل المصانع حتى تخلد)

قال ابن عطية فِيْ تفسيره لهذه الآية إن المصانع هِيْ جمع المصانع وهِيْ كل ما أدار إنتاجه كالقصور الشاهقة ونحو ذلك.

وأما قتادة فقد رأى أنها تعَنّْي شرب الماء، وأما البقاعي فقد ذكر فِيْ تفسيره أن أهل عد بنوا حضارة لم يبنها أحد فِيْ ذلك الوقت لأنهم بنوا مدنا ومنشآتها، فألقوا بها. فِيْ الأنهار الهُوائية وحرثت التربة ولم يكن هناك أشخاص يتمتعون بنفس القوة البدنية.

أما أهل ثمود فلهم حضارة