هل صوت البومة نذير شؤم

هل صوت البومة علامة سيئة

تعتبر البومة من الحيوانات المفترسة التي تنشط فِيْ الظلام، بسبب ضعف الرؤية فِيْ وضح النهار، وتتغذى أيضًا على القوارض التي تؤذي الإنسان، وقد امتدت الشعوب والثقافات إلَّى رمز البومة لأشياء مختلفة.

قبل الإسلام، كان يُعتقد أن البومة رمز للهلاك والبؤس، وكان الإنسان ينسب إليها كل المشاكل والعذاب، متناسيًا أنها السبب الجذري للكوارث والمشاكل.

البومة فِيْ مختلف الثقافات والأمم

تداولت الثقافات والأمم رمز البومة بأشكال مختلفة، فالبعض يحتفِيْ بها ويمجدها، وبعضها يحتقرها ويقلل من شأنها، الأمر الذي ينعكس فِيْ أعمال الكتاب مثل اللوحات والقصص والسرد والمسرحيات، ونتعرف على المزيد عَنّْه. وصف البومة فِيْ مختلف الثقافات والأمم

1- البومة بين العرب

قبل دخول الإسلام بين العرب، كانت البومة نذير شقاء ودمار. وأشارت إلَّى البومة بألقاب مختلفة منها أم الهلاك، وأنها تدخل أعشاش الطيور الأخرى وتأكل فراخها. اتهمت البومة بالخوف من الخروج خلال النهار خوفا على نفسها لأنها جميلة.

وصف كتّاب اليوم البومة بأنها أبشع طائر فِيْ الشكل والغباء وضيق الذهن، وبأنها غاضبة جدًا، ومتهُورة، وسوء الأدب. قصيدتها “مثل أي بومة أخرى فِيْ الحب، أعتقد أن الليل قد انتشر حتى أتمكن من ممارسة رحلتي”.

2- قدماء المصريين وعلاقتهم بالبوم

كان المصريون القدماء يعبدون البومة ويروجون لها، تمامًا كَمْا كانت تفعل قبل أن تدمر مشهد الملك رمسيس الثاني أثناء رفرفته. كان طائرته المفضلة ولم تتغير حالته بين قدماء المصريين، حيث كان لا يزال يرمز له بالحرف M فِيْ لغتهم، مما يؤكد أن القدماء لم يعتبروه رمزًا للموت والدمار.

فِيْ الأساطير الشعبية، كان يعتقد أن البومة ترمز إلَّى روح الموتى، ويعتقدون أن روح الموتى تتجسد فِيْ البومة فِيْ الليل.

3- بومة الإغريق

كان الإغريق يجلون البومة ويوقرون البومة لدرجة أنه تم رسمها على جانب واحد من النقود مقابل نقش للآلهة اليونانية على الجانب الآخر، مما يشير إلَّى العلاقة بين البومة والحكَمْة، بالإضافة إلَّى الرسم. صورتها على أواني خزفِيْة.

4- الرومان وتصورهم للبوم

كره الرومان البومة واعتبروها رمزًا للموت والدمار. كَمْا يشير إلَّى أنه فِيْ إحدى المرات شوهدت بومة وبالتالي تم التنبؤ بوفاة الملك الروماني يوليوس قيصر. يقول التقليد الروماني أن المجوس حولوا أنفسهم إلَّى بوم وأطعموا الصغار، وعَنّْدما هزم الرومان الإغريق، ربطوا هزيمة الإغريق بتبجيلهم للبومة.

5- البومة فِيْ الهند

تغيرت رؤية الأمريكيين الأصليين للبومة على مر العصور والأجيال، لذلك نجد أن الهنود القدماء رأوا البومة كرمز للذكاء، لأنهم ابتهجوا وتنبأوا عَنّْدما رأوها، ثم تغيرت النظرة فِيْما بعد من الخشوع إلَّى الاحتقار. فكان يرمز إليه كرمز للتهُور وانعدام العقل، بينما نمت الكراهِيْة فِيْ العصور الوسطى، وأصبحت رمزًا للدمار.

6- أوروبا وأساطير مختلفة عَنّْ البوم

بين الأوروبيين، تباينت الصفات التي ترمز إليها البومة، فالبعض رآها رمزًا للمثابرة والبعض الآخر رآها رمزًا لضبط النفس، وفِيْ الرسوم الكاريكاتورية “ويني ذا بوه” أشار إليها كرمز للسلوك الجيد. .

يمكن أن يتأثر هذا بالثقافات اليونانية، وتجدر الإشارة إلَّى أنه فِيْ أوروبا بشكل عام وفِيْ ألمانيا على وجه الخصوص، يتم استخدام البومة فِيْ الملابس والسلاسل والمعدات والأغراض الشخصية، كَمْا تعتبرها بعض المجتمعات رمزًا لها و ملكية.

سلوك البومة

البومة هِيْ طائر جارح يتغذى على الفئران والثدييات الصغيرة، وتتميز بأقدامها الكبيرة ومخالبها الحادة التي تساعدها على اصطياد الفريسة، كَمْا أن لها عيون كبيرة ثاقبة تسمح لها بالرؤية بوضوح فِيْ الليل.

بالإضافة إلَّى السمع الشديد الذي يساعدها على تحديد موقع الفريسة بسهُولة، وتتميز البومة بالأجنحة الناعمة التي لا تصدر أي صوت أثناء الطيران، مما يساعدها على الاقتراب من الفريسة دون الشعور بها. على الحشرات فِيْ الحقول مما يجعلها صديقة للبيئة والمزارعين.

البومة صياد ماهر

بفضل المزايا التي منحها الله لطائر البومة فِيْ جسده، فهُو مصمم للتعامل مع أعَنّْف حيوانات الغابة والبقاء على قيد الحياة، حيث يمكنه أن يرى فِيْ أضعف درجات الضوء، وقد اكتشف العلماء مؤخرًا أن هناك شيئًا مثل الصفِيْحة. من الداخل يمكنه جمع أضعف الأصوات ونقلها إلَّى الأذن، مما يجعلها حساسة للغاية للأصوات.

كَمْا أن قدرتها على تدوير رأسها حتى مائتين وسبعين درجة تسمح لها بتمشيط مساحة كبيرة فِيْ وقت قصير، مما يسمح لها بالعثور على فريستها.

نمط حياة البومة

خلال النهار، لا تظهر البوم، لكنها لا تزال فِيْ الأعشاش والأشجار والحقول. عَنّْدما يحل الظلام، يبدأ نشاطهم. تتمتع بعض أنواع البوم بالقدرة على الصيد ليلًا ونهارًا، وبعضها يتمتع بسمع أقوى، لذلك يعتمدون عليه فقط دون بصر للعثور على فرائسهم.

تختلف الفريسة حسب حجم البومة، حيث يفترس البالغون الأرانب والسناجب، والأحداث م