حديث شريف عَنّْ بر الوالدين

التنويه عَنّْ بر الوالدين

يريد الله سبحانه وتعالى أن يهدي عباده إلَّى طريق البر والصراط المستقيم فِيْعيدهم إلَّى جنته إلَّى الأبد، فِيْذكرهم بحقوقهم وهناك أوامر ونواهِيْ. اجعل العبد يدرك ما يفعله لأن حدود الله واضحة وسهلة.

لقد وضع الوالدان سابقة للإنسان، فقد ربوه فِيْ صغره، وراقبوا راحته من الليالي والسنين، فكان من الضروري أنه لما كبر وترعرعوا معه أن يرجع إليهم من هذا الكرم. وكذلك من باب الإحسان كإحسان، والتحدث معهم وإكرامهم، إلَّى جانب الدعاء لهم من وراء ظهُور الغيب.

من كرم والديه جزاه الله أجرًا عظيمًا ودخل دار النعيم، ومن قصّر فِيْ حقوق والديه ووفاته جزاءً على إكرامهما فقد خسر الكثير من الخير. .

وذكر الرسول الكريم أن من كان من العبيد فضل مجتمعه هُو الذي يكرم والديه، ولا سيما والدته التي تحملت أعباء ما حملت وصبرت واستقلت حتى رزقه الله. أطفال وآخرهم طيلة حياتها

إن الوالدين هم أكثر الناس استحقاقًا للعدالة والإحسان، ومن لا يملك الخير فِيْ عائلته لن يجد الخير أبدًا. وعليه فإن هناك أكثر من حديث مشرف فِيْ بر الوالدين يشير إلَّى فضل اللطف معهم. لتقديم الطاعة وألوان الصلاح فِيْ حياتهم، لا سيما فِيْ الشيخوخة وفِيْ تلك الأحاديث

  • عَنّْ أبي هريرة – رضي الله عَنّْه – قال جاء رجل إلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال من أحق الناس برفقتي الحسنة. قال أمك، قال ثم من قال ثم أمك قالت ثم من قال ثم أمك قالت ثم من قال ثم أباك. وفِيْ حديث قتيبة من أحق رفاقي ولم يذكر الناس ”(صحيح مسلم).
  • وروى عبد الله بن عمرو – رضي الله عَنّْه – حديثًا مشرّفًا فِيْ بر الوالدين قال جاء أعرابي على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله ما هِيْ. الكبائر ” قال شركاؤنا بالله. قال فماذا قال ثم عقوق الوالدين. قال فماذا قال الغطس الصحيح. قلت، ما هُو الغطس الصحيح قال من اقتطع المال من المسلم فهُو كاذب. (صحيح البخاري).
  • عَنّْ عبد الله بن مسعود وأنس بن مالك – رضي الله عَنّْهما – عَنّْ النبي – صلى الله عليه وسلم – قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم له أي عمل هُو أعزُّ الله قال الصلاة فِيْ وقتها، قال أيهما قال ثم يكرم الوالدين، فقال وماذا قال الجهاد فِيْ سبيل الله. قال حدثني عَنّْهم، وإن زدتني زادني. (صحيح البخاري).
  • عَنّْ عبد الله بن عمر – رضي الله عَنّْه – عَنّْ الرسول – صلى الله عليه وسلم – “رضوان الله فِيْ رضاء الوالدين، وغضب الله فِيْ غضب الوالدين”. (صحيح الترمذي).
  • عَنّْ عبد الله بن عمر – رضي الله عَنّْه – عَنّْ الرسول – صلى الله عليه وسلم – “من أعظم الذنوب أن يشتم الرجل والديه. قيل يا رسول الله كَيْفَ يسب الرجل والديه قال الرجل يهِيْن أبا الرجل فِيْسيء لوالده ويهِيْن أمه “. (صحيح البخاري).
  • عَنّْ أبي بكر نافع بن الحارث – رضي الله عَنّْه – عَنّْ الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال لا أعلمكَمْ بأكبر الرائد. ذنوب قالوا نعم يا رسول الله، قال شركا الله، وعصيان الوالدين. [وفِيْ رواية]ثم اضطجع ثم جلس وقال ما عدا الكلام الباطل، وظل يردده حتى قلنا يسكت. (صحيح البخاري).
  • وفِيْ بر الوالدين على النبي – صلى الله عليه وسلم – حديث مشرّف “أتت الجحيم على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني. أردت القتال وجئت معك تساعد قال هل لك أم قال نعم، قال تمسكوا بها، فإن تحت رجليه الجنة. (صحيح النسائي).
  • وفِيْه حديث مشرّف فِيْ احترام الوالدين، وفِيْه قال رجل يا رسول الله عَنّْدي مال وابن، وأراد أبي أن يأخذ مني المال، فقال أنت ومالك. لوالدك “صحيح.

من أفضل الأعمال الصالحة التي تخفف من الضيق، وتزيل العتمة، وتزيل الهم. لا يقارن بر الوالدين بأي عمل آخر لأنه مرتبط بطاعة الرحمن، لذلك يجب على المسلم والمرأة الاستفادة من الفرص التي يمنحها الله لهما لنيل أجر العدل.

العدل للوالدين فِيْ محراب النبوة

وقد ورد ذكر أحاديث كثيرة عَنّْ أشرف المخلوقات فِيْ شرح فضيلة الوالدين، وهذا ليس سوى تأكيد لتلك الفضيلة العظيمة التي لا يضاهِيْها شيء. حديث مشرف فِيْ بر الوالدين فِيْ النقاط التالية

  • وقد ورد فِيْ حديث مشرّف فِيْ بر الوالدين عَنّْ أبي هريرة – رضي الله عَنّْه – عَنّْ النبي – صلى الله عليه وسلم – قال فالأنف على الرغم، ثم الأنف على الرغم من ذلك، فقيل من قال يا رسول الله من تجاوز والديه فِيْ شيخوخة أحدهما أو كليهما لم يدخل الجنة. (صحيح مسلم).
  • عَنّْ عبد الله بن عمر – رضي الله عَنّْه – عَنّْ الرسول – صلى الله عليه وسلم – “جاء رجل إلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلب منه الإذن بالجهاد، فقال هل والداك حي قال “نعم، ولكن كلاهما حي”، قال “أجر الله قال نعم، قال ارجعوا إلَّى والديك وحسنوا معاملتهم”. (صحيح البخاري)
  • وفِيْ حديث آخر ذكر فضل والديه “الرجل الذي أمره أبوه أو أمه بتطليق زوجته فرض عليه مائة وثيقة، فِيْقول الله صلى الله عليه وسلم” الأب هُو مركز أبواب الجنة فاحفظ والديك أو اتركهما “. (صحيح).
  • وروى عبد الله بن عمرو – رضي الله عَنّْه – حديثاً مشرفاً فِيْ بر الوالدين بقوله “جاء رجل إلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت لأبايعه. فأنتم فِيْ الهجرة وتركت والديّ يبكون، فقال ارجعوا إليهم ؛ سأجعلهم يضحكون وكأنك جعلتهم يبكون “. (صحيح).
  • عَنّْ عبد الله بن عمر رضي الله عَنّْه- قال “سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ انْطَلَقَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ حتَّى أوَوُا المَبِيتَ إلَّى غَارٍ، فَدَخَلُوهُ فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ، فَسَدَّتْ عليهمُ الغَارَ، فَقالوا إنَّه لا يُنْجِيكُمْ مِن هذِه الصَّخْرَةِ إلَّا أنْ تَدْعُوا اللَّهَ بصَالِحِ أعْمَالِكُمْ، فَقالَ رَجُلٌ منهمْ اللَّهُمَّ كانَ لي أبَوَانِ شَيخَانِ كَبِيرَانِ، وكُنْتُ لا أَغْبِقُ قَبْلَهُما أهْلًا ولَا مَالًا، فَنَأَى بي فِيْ طَلَبِ شَيءٍ يَوْمًا، فَلَمْ أُرِحْ عليهما حتَّى نَامَا، فَحَلَبْتُ لهما غَبُوقَهُمَا، فَوَجَدْتُهُما نَائِمَيْنِ وكَرِهْتُ أنْ أَغْبِقَ قَبْلَهُما أهْلًا أوْ مَالًا، فَلَبِثْتُ والقَدَحُ علَى يَدَيَّ، أنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُما حتَّى بَرَقَ الفَجْرُ، فَاسْتَيْقَظَا، فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغَاءَ وجْهِكَ، فَفَرِّجْ عَنَّا ما نَحْنُ فِيْه مِن هذِه الصَّخْرَةِ. فقسمت شيئا ”(صحيح البخاري).

وقد ثبت من قبل ومن خلال أكثر من حديث صادق فِيْ بر الوالدين أنه يضاهِيْ الجهاد فِيْ سبيل الله، فكان الأفضل أن يبقى الإنسان إلَّى جانب والديه، ويستمع إليهما ويرفق بهما، وذلك على حد قول أكثر العلماء يحرم الجهاد على الأولاد إذا منعه الوالدان.

ولم يكن هذا النهِيْ إلا بسبب الحكَمْة العظيمة التي تقول إن العدل كواجب فردي تجاه الإنسان وهُو مسئول عَنّْه، كَمْا فِيْ حالة الجهاد فهُو واجب اجتماعي يقع على عاتق الإنسان بمجرد حدوثه.

آيات من القرآن عَنّْ بر الوالدين

من البديهِيْ أن الله قد جعل الجنة تحت أقدام الأمهات، ولا عجب فِيْ التعبير لو شرحناها فقط، وهُو الإحسان لها والاهتمام براحةها كلما احتاجت إليها، لأنها لا تتعب. أو تمل حتى تسعد أطفالها، لذلك كان من الضروري أن يهتموا أيضًا بسعادتها.

وبعد أن تناولنا أكثر من حديث شريف فِيْ بر الوالدين نذكر بعض الآيات القرآنية التي تشرح لنا فضل العدل واللطف.

  • فِيْ سورة النساء قول الله تعالى “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (36)“، فكانت عبادته سبحانه وانضم اليهم سبحانه بلطف.
  • جاءت الآيات الكريمة من سورة لقمان لتدلل على فضل الأم والأب على الأبناء، كَمْا يلي فِيْ قول الله سبحانه وتعالى- “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ أنا لا أعرفك، لذا لا تستمع إليهم.
  • فِيْ سورة الإسراء قال الله تعالى تعبيرًا عَنّْ فضل الإحسان إلَّى الوالدين وضرورة الدعاء لهما “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ وقل الرحمة “ربي ارحمهم لما ربوني وأنا صغيراً” (24).
  • كذلك قول الله تعالى فِيْ سورة الأحقاف “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذريتي أشفق عليك وأنا من المسلمين (15).
  • وفِيْ سورة العَنّْكبوت سمع قول الله تعالى (والإنسان خير له، وإن شغلت يطلعك على ما لا تعرفه عَنّْك.
  • مع اقتران عدم الشرك بالله وهُو من أعظم الكبائر بأمر الإحسان إلَّى الوالدين، والذي جاء فِيْ سورة الأنعام فِيْ قول الله تعالى “قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ لا تقربوا الأشواك ما خرج منها وما هُو الجوف، ولا تقتلوا نفسًا حرم الله إلا بالحق.
  • هكذا تجلت الوصية الإلهِيْة بإكرام الوالدين فِيْ كلام الله القدير “وكان مطيعًا لأمي ولم يجعلني طاغية أو بائسًا” (32) سورة مريم.

من أسباب مغفرة الذنوب والتكفِيْر عَنّْ الظلم العدل مع الوالدين، لأنهم وإن كانوا كافرين يأمرهم الله بطاعتهم وإكرامهم إلا طاعة الكفر والعياذ بالله ؛ ليست طاعة الخليقة فِيْ معصية الخالق. وأما العدالة فشيء آخر يجب أن نحسن معاملتهن، وأن لا ننتقدهما قولاً أو فعلاً. هذا ما تبينه لنا الآيات الكريمة عَنّْ تكريم الوالدين.