أمثلة على الذكاء العاطفِيْ

علامات الذكاء العاطفِيْ

يشعر الناس بالسعادة عَنّْدما يصفه أحدهم بالذكاء، ولكن مع التقدم المستمر فِيْ العلوم الإنسانية وعلم النفس، نجد أن المصطلح كبير وواسع ويتضمن أنواعًا عديدة من الذكاء.

هناك الذكاء الاجتماعي والعقلي المعتاد، ولكن عَنّْدما نتحدث عَنّْ الجانب العاطفِيْ منه، فهذا يعَنّْي قدرة الشخص على فهم وتحليل المشاعر التي يشعر بها، ومن ثم القدرة على عدم السيطرة عليها.

يتصالح الذكاء العاطفِيْ للإنسان مع المشاعر العاصفة وهذا يسهل حلها، لأنه يحترم ويقدر مشاعر الآخرين، وسنقدم علامات الذكاء العاطفِيْ بالتفصيل على النحو التالي

1- انتبه للمشاعر الشخصية

من أبرز الأمثلة على الذكاء العاطفِيْ الانتباه إلَّى المشاعر الخاصة ومعرفة مدى تأثيرها على الحياة واتخاذ القرار بشكل عام، والصوت الداخلي من أهم الأمور بالنسبة لهم.

على سبيل المثال، إذا كان هذا الشخص على وشك خطوة جديدة فِيْ الحياة تقدم له تحديًا، فستجد أنه مهتم بوضع مشاعر الحماس التي تعيقه جانبًا بعد مناقشتها و البدء فِيْ تطوير الخطط. وكَيْفَ يمكن تحقيق هذا الهدف.

كَمْا أنه يحب التعبير عَنّْ مشاعره بطريقة ناضجة ودقيقة للغاية ولا يخجل منها، كَمْا أنه يربط أفعاله بالمشاعر وبالتالي لديه القدرة على تحليل مشاعر الآخرين.

على سبيل المثال، ستجد شخصًا لديه ذكاء عاطفِيْ يقوم بتشريح سلوك الشخص الذي يتحدث كثيرًا عَنّْ نفسه، ويفتقر إلَّى الثقة بالنفس، وما إلَّى ذلك.

2- القدرة على فهم مشاعر الآخرين

ليس من الصعب على الشخص الذي يتمتع بذكاء عاطفِيْ أن يفهم ويحترم ويقدر مشاعر الآخرين ويفهم أحيانًا أسباب المخاوف غير المبررة.

بدلاً من ذلك، يحاول تقديم الدعم فِيْ هذه المواقف، ويمكنه قراءة المشاعر المعقدة بسهُولة أكبر من الأشخاص العاديين، وهُو قادر على إنشاء لغة عاطفِيْة للتواصل.

يمكن لأي شخص يتمتع بذكاء عاطفِيْ أن يميز الفروق الدقيقة بين المشاعر، لذلك إذا كنت تشعر بالسعادة ولكن مختلطًا ببعض الخوف، فسوف يقرأون هذا عَنّْدما تتحدث.

3- تحكَمْ فِيْ عواطفك

السيطرة على العواطف واستخدامها من أكثر علامات الذكاء العاطفِيْ تميزًا، وهذا لا يعَنّْي ركودًا أو كبتًا للمشاعر، لأن هذا بعيد كل البعد عَنّْ الذكاء.

لكن المقصود هنا هُو وعي المشاعر، مثل الخوف من الاعتراف بالحب لشخص ما، وهنا يمتص الإنسان الخوف ويتيح إمكانية الرفض من الجانب الآخر، لكن لا يدع هذه المشاعر تتحكَمْ فِيْه.

بل يناقشها لأن هذه المشاعر مثل الصديق الذي أتى ليناقش معك، فأجب عليه بكل حب وقبول ونضج.

4- مراقبة الفكر

الأفكار هِيْ أم المشاعر عَنّْدما تشعر بالسوء ولديك ما يكفِيْ من الذكاء العاطفِيْ لسماع هذا الشعور وقبوله والتعامل معه، فمن المؤكد أنك ستكون قادرًا على تحديد الفكرة التي سببت لك كل هذه الأحزان.

ما دمت تحدد مصدر الحزن فستتمكن من التغلب عليه والتحكَمْ فِيْ مدى تأثيره على مزاجك العام واستبداله بأفكار أخرى مليئة بالتفاؤل والأمل.

5- قبول الاختلاف

فِيْ معظم المجتمعات، نفتقر إلَّى سمة الذكاء العاطفِيْ هذه. ينعكس قبول الاختلاف فِيْ الشخص الذي يؤمن بنفسه وقدراته. أن ندرك أن خلافاتنا نعمة من الله سبحانه وتعالى، مما يعَنّْي أننا سنظل بحاجة إلَّى بعضنا البعض.

الاختلاف هُو عام من الحياة ولا يمكننا أن نكون تكرارًا لبعض الذين يدركون أن حلمك وأسلوب حياتك يختلفان تمامًا عَنّْ رؤيته وأهدافه فِيْ الحياة.

6- يحمي نفسه من العلاقات الضارة

الشخص الذكي عاطفِيًْا قادر على تقدير مشاعره وحمايتها من المواقف السيئة وقادر على رفض العلاقات التي قد تؤذيه.

كَمْا تميز بين علامات الحب الناضج وعلامات السيطرة، لأنه من الأفضل تحليل سلوك الناس من حولها، والأفضل تقديم الحب بطريقة صحية ورفض هذه العلاقات بشكل قاطع.

كَمْا أنه يتفهم الأسباب التي شوهت نفسية هذا الشخص غير الطبيعي ويمكنه أن يقدم له حلاً للتغلب على هذه المعضلة ويواصل تقديم الحب والقبول له ولكنه لا يستمر فِيْ علاقة تستنزف روحه وطاقته.

7- حب الاستطلاع تجاه الآخرين

تخيل معي أنك جيد فِيْ قراءة لغة نادرة، بالطبع ستستمر فِيْ قراءة الكتب فِيْها بسرعة، ونفس الشيء هُو الحال مع الذكاء العاطفِيْ، فأنت جيد فِيْ قراءة مشاعر الآخرين وأحلامهم.

ستشعر بالفضول بالتأكيد بشأن ما يفكرون به ويشعرون به. الفضول تجاه الآخرين هُو أعظم سمة من سمات الذكاء العاطفِيْ، وليست هذه السمة فقط، بل يتم تصحيحها من خلال تحليل السلوك وفحصه والتنبؤ به.

مثل قطع اللُغُز التي تتلاءم معًا لتشكيل صورة كبيرة وجميلة. هذا الشعور يرافق هؤلاء الناس دائمًا. إنهم ينظرون إلَّى الكَيْفَِيْة التي نكَمْل بها ونجمل بعضنا البعض وكَيْفَ يجب أن نحتضن بعضنا البعض من أجل عالم أفضل، وغد مشرق ومستقبل آمن لجميع الناس.

8- معرفة نقاط القوة والضعف

إن معرفة نقاط قوتك وضعفك ليست المثال الوحيد للذكاء العاطفِيْ، لكن الأفضل هُو التصالح معها والعمل على تقويتها واستخدام نقاط قوتك.

بشكل عام هذا الشخص يتقبل شخصيته ويحبها كَمْا يفعل مع الآخرين ولا يدعها تقف فِيْ طريقه كَمْا يفعل بالمشاعر ويتغلب عليها بمرور الوقت بالكثير من العمل لاكتشاف نقاط الضعف الأخرى، لذلك أنه يقبله أيضًا لأن القبول صديقه.

9- البصيرة فِيْ الناس

الشخص الذي يمكنه قراءة مشاعر الآخرين، لديه بالتأكيد نظرة ثاقبة لهم، ويفهم دوافعهم الداخلية ويعرف ما هِيْ الأفكار التي تحفزهم.

ما يعيقهم أيضًا، ومن خلال تطوير هذه المهارة، يمكن لأولئك الذين يتمتعون بذكاء عاطفِيْ الاقتراب من المزيد من الأشخاص لأنهم غالبًا ما يكون لديهم علاقات اجتماعية متعددة وناجحة للغاية.

ليست القدرة على قراءة الأشخاص فقط هِيْ التي تجعل رؤاهم بصيرة، بل قدرتهم على التنبؤ بسلوكهم وقراءة الأزمات التي ربما مروا بها فِيْ طفولتهم. من علامات الذكاء العاطفِيْ المعرفة المستمرة بكل ما يتعلق به.

10- القدرة على التعافِيْ من الأخطاء

الشخص الذي يدرك مشاعره ونقص الأشياء يرى الأخطاء من منظور مختلف، لأنه يراها درسًا لنفسه، أو دافعًا للنجاح فِيْ المحاولة التالية.

بعد فحص الأسباب التي أدت إلَّى ذلك، يغفر لمن يؤذيه ويسأل نفسه عما إذا كان يتفوق فِيْ مشاعره، وإذا كان يجب عليه بذل المزيد من الجهد أو إذا كان هذا هُو الطريق الخطأ بالنسبة له.

بعد البحث والاستكشاف والمراقبة، يكتب الدروس المستفادة ويبدأ رحلة التعافِيْ، والتي لا تستغرق عادةً الكثير من الوقت، حيث إنه خبير فِيْ التعلم من الأخطاء.

11- اللغة الداخلية الإيجابية

الشخص الذي يفهم قيمة المشاعر هُو من يهتم بشكل أفضل باللغة الداخلية للحوار، ويفهم تأثيره ويقدر الجهد البسيط الذي يتطلبه.

يقدر نقاط الضعف ويبرز نقاط القوة فِيْ نفسه، ويستمد القوة من نفسه الداخلية ويعتمد على تعزيز الثقة بالنفس فِيْ نفسه، وكل هذا يشهد على الذكاء العاطفِيْ للإنسان.

لم تقتصر لغته الإيجابية على الحوار الداخلي، بل عززه بالكلمات والمقاطع الموسيقية التي تنشر روحًا إيجابية ويريد الاقتراب من تشجيع الأشخاص الذين يمكنهم رؤيته على حقيقته.

12- يتصرف بعفوية

هذا الشخص يعرف قيمته ويثق بها تمامًا، لذلك لا يرى أي غرض من التظاهر أو التأكيد على الصفات التي لا توجد فِيْه.

يحترم مشاعره ولا يخشى التعبير عَنّْها. ليكن