آيات تنهى عَنّْ التفرقة بين المسلمين

الآيات تحرم التمييز بين المسلمين

بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم للبشرية برسالة الإسلام بشرى وهدى ونذير لجميع الناس، ورسالة الإسلام عامة وشاملة بلا استثناء أو تخصص فِيْها. أي أنه يساوي بني البشر ولم يحابي أحدًا على غيره، فنحن جميعًا خدام الله القدير بلا غيرة.

من وجهة نظر الإسلام، لكل إنسان مكانة فِيْ هذا العالم وهُو عزيز على العالم وخالقه، ومنذ أن وضع الإسلام قوانين المساواة نزلت آيات عديدة فِيْ القرآن الكريم تحرم التمييز. بين المسلمين وبعضهم ومن هذه الآيات الشريفة

  • (ولا تكن مثل أولئك الذين تشرذموا بعد أن جاءتهم مجادلات واضحة. ولهم عذاب شديد). [سورة آل عمران، الآية رقم 105]
  • (وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) [سورة البينة، الآيات رقم 4، 5]
  • (إن الذين فرقوا دينهم وأصبحوا مذاهب، لستم منهم فِيْ شيء، فعلاهم مع الله وحده، فِيْعلمهم بما كانوا يفعلونه). [سورة الأنعام، الآية رقم 159]
  • (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [سورة آل عمران، الآية رقم 103]
  • (وأن هذا هُو طريقي المستقيم، فاتبعه، ولا تتبع طرقًا لئلا تفصل بينك وبين طريقه. [سورة الأنعام، الآية رقم 153]
  • (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) [سورة الأنفال، الآيات رقم 46 و47]
  • (وَأَمَّةُكُمْ هَذِهِ أَمَّةٌ وَاحِدَةٌ وَأَنَا رَبُّكُمْ، فَتَّقِفْنِي فَقَسِمُوا بَيْنَهُمْ فِي شِجَارٍ. فلكل طرف ما يرحمه). [سورة المؤمنون، الآيات رقم 52 و53]

الإسلام والتضامن بين المسلمين

جميع الآيات التي تنهى عَنّْ الفرقة بين المسلمين أنزلها الله وبعث برسوله صلى الله عليه وسلم لتقوية نصرة المسلمين وإكراماً لمكانتهم فِيْ الإسلام ليكون عزهم بمجرد مقاليد من الأشياء التي انزلقت عَنّْهم وانفصلت عَنّْ نفسها، أصبحت قطعًا متناثرة تتطاير بفعل الريح.

(وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ يَا أَيُّهَا ​​​​​​​​الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [سورة الحجرات، الآيات 9 11]

وهذه الآيات الشريفة من الآيات التي تنهى عَنّْ التمييز بين المسلمين، تنصح بالميل إلَّى المصالحة بين الناس ليظلوا موحدين وموحدين فِيْما بينهم، فالله يحب المصلحين.

(يَا أَيُّهَا ​​​​​​​​الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)

[سورة المائدة، الآية رقم 54]

إذا وقف المسلمون جنباً إلَّى جنب فسيكونون أقوى وأكثر كرامة، وتظهر قوتهم فِيْ تعاملهم مع الكفار، لكنها تتجلى فِيْ رحمتهم لبعضهم البعض.

(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ لقد وعد الله ممن آمنوا وعملوا الصالحات منهم وغفراناً وأجرًا عظيمًا.) [سورة الفتح، الآية رقم 29]

وهذه الآية على وجه الخصوص من الآيات التي تمنع الانقسام بين المسلمين والتي تخاطب أمة الإسلام مباشرة، وتصفها بأنها أقسى وأكثر تعاسة تجاه بعضها البعض من الكفار الذين يضطهدونهم ويرحمون بعضهم بعضاً. لا يقبلون فكرة التقسيم بين صفوفهم.

(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [سورة التوبة، الآية رقم 71]

تؤكد هذه الآية الكريمة على فكرة أن المسلمين يجب أن يكونوا مع بعضهم البعض، وأن كلمتهم موحدة فِيْ الحق، والالتزام بأوامر الله، والامتناع عَنّْ نواهِيْ، والحرص على طاعته.

(وتعاونوا فِيْ البر والتقوى. ولا تتعاونوا فِيْ المعصية والعدوان. واتقوا الله. إن الله شديد فِيْ العقوبة). [سورة المائدة، الآية رقم 2]

وصية الرسول بعدم التفرقة بين المسلمين

بالإضافة إلَّى وجود آيات تحرم الفرقة بين المسلمين، والتي ورد ذكرها فِيْ مواضع كثيرة فِيْ القرآن الكريم، كَمْا وردت أحاديث نبوية شريفة روى الرسول صلى الله عليه وسلم، نصح فِيْها. على جميع المسلمين ألا يفصلوا ويفصلوا أحدهم عَنّْ الآخر.

عَنّْ أنس بن مالك رضي الله عَنّْه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكرهُوا بعضكَمْ بعضاً، لا تحسدوا بعضكَمْ بعضاً، لا تفرقوا. من غيره وعباد الله إخوة، ولا يجوز للمسلم أن يترك أخاه أكثر من ثلاثة أيام.

رواه أنس بن مالك ورواه الإمام البخاري، المصدر صحيح البخاري، حكَمْ الحديث صحيح الإسناد.

تكَمْن أهمية هذا الحديث الجليل فِيْ أن الرسول صلى الله عليه وسلم أشار بوضوح إلَّى مقابض الأبواب أو الأبواب التي إذا فتحت ولو لجزء صغير ستؤدي إلَّى انتشار الفرقة والتفرقة بين المسلمين.

“عَنّْ أبي هريرة رضي الله عَنّْه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تُفْتَحُ أبْوابُ الجَنَّةِ يَومَ الإثْنَيْنِ، ويَومَ الخَمِيسِ، فِيُْغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا، إلَّا رَجُلًا كانَتْ بيْنَهُ وبيْنَ أخِيهِ شَحْناءُ، فِيُْقالُ أنْظِرُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا، أنْظِرُوا هذان حتى يتصالحان، راقب هذين حتى يتصالحا. قال قتيبة إلا