من هُو النبي الذي لم يؤمن به أحد

من هُو النبي الذي لم يؤمن به أحد

لم يكن من السهل على الأنبياء الذين اختارهم الله القدير أن يكونوا مبشرين ومبشرين لشعبه لأنهم كثيرًا ما تعرضوا للتحدي والرفض من قبل غالبية الناس.

كَمْا أن المشركين لم يرفضوا الدعوة فحسب، بل أخضعوها للضرر والسخرية، ولم يكن هناك سوى نبي واحد لم يؤمن به أحد، وهُو نبي الله لوط عليه السلام.

أرسله الله تعالى لأهل سدوم ليهديهم إلَّى الصراط المستقيم ويدعوهم لعبادة الله الواحد، وطاردهم ونصحهم بألطف العبارات والكلمات.

كَمْا جاء ليبقيهم بعيدًا عَنّْ إغراءاتهم ويبتعد عَنّْ الفاحشة التي يرتكبونها، لكنهم لم يستجيبوا أبدًا لدعوته ولم يهتموا بما كان يحاول تحذيرهم منه.

قِصَّة نداء سيدنا لوط عليه السلام

إذا تأملنا فِيْ القرآن الكريم، نرى أن الله تعالى قد أخبرنا بالعديد من القصص والدروس للأنبياء. كان نبي الله من آل بيت نبوي، كَمْا كان عمه إبراهِيْم عليه السلام، وكان لوط أول من آمن به.

عاش لوط مع أناس لم يستمعوا إلَّى الله، والمزيد من الخطيئة، ولم يكن هناك أناس أكثر استنارة منهم، وأرسله الله إلَّى الأردن فِيْ أرض سدوم ليمنعهم من ارتكاب الذنوب.

لم يتركوا المحظور إلا أنهم فعلوه، فقطعوا الطريق وخانوا العهُود، ولكن أعظم إثم تلك الذنب الذي لم يفعله أحد قبلهم، لأنهم جاءوا إلَّى الرجال بغير نساء، وقال الله تعالى. فِيْ كتابه الكريم

{ولوط، إذ قال لقومه أرتكبوا الفجور إذا رأيتم هذا * هل غالبًا ما تنخرط فِيْ الشهُوة مع الرجال بدلاً من النساء أنتم فِيْ الحَقيْقَة أناس جاهلون.}[An-Naml 54-55][.

لذلك أرسله الله تعالى إليهم حتى ينهاهم عَنّْ تلك الفاحشة ويردهم إلَّى الطريق الصحيح، وقد قام نبي الله عليه السلام ببذل قصارى جهده معهم، وظل يدعوهم لشهُور وسنوات دون أن يمل.

لكن كل هذا الجهد كان دون فائدة فلم يؤمن به إلا أهله باستثناء زوجته وظلت على ضلالها، وبالرغم من ذلك فإنه استمر فِيْ أن يسعى لتحقيق هدفه وجعل قومه يؤمنون بدعوته، لكنهم بدأوا يستهزؤون بما يقوم واستمروا فِيْ العَنّْاد.

سيدنا لوط واستضافة الملائكة

بعد أن عرفنا من هُو النبي الذي لم يؤمن به أحد علينا أن نستكَمْل باقي القِصَّة التي تكون عبرة لنا وفِيْها رسائل من الله سبحانه وتعالى لتوضيح قدرته وعظمته، فقد أرسل الله إلَّى لوط عليه السلام ملائكة فِيْ صورة رجال.

طلبوا منه أن يظلوا فِيْ بيته كضيوف له، وعلى الرغم من شعور سيدنا لوط بالإحراج ولكنه أوضح لهم بأن أبناء هذا القوم خبثاء، وإنهم قد يؤذونهم ينتهكون حرمة البيت.

فعلى الرغم من محاولاته لٌإقناعهم بعدم المكوث فِيْ هذه القرية، إلا أنهم أصروا على ذلك، فاضطر إلَّى أن يطلب منهم البقاء بالخارج حتى لا يراهم أحد فقط إلَّى بعد غياب الشمس، وبالفعل قد صار ذلك.

فأدخلهم إلَّى بيه بعد أن أظلمت البلدة دون أن يراهم أحد، ولكن زوجته ذهبت خلسة لكي تخبر قومها بهؤلاء الضيوف، وظل الخبر ينتشر بين أهل القرية حتى اجتمعوا وذهبوا كلهم إلَّى بيته }وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ{ ] غطاء المحرك 78[[[[

فِيْ ذلك الوقت حاول سيدنا لوط عليه السلام أن يثير فِيْهم الغريزة وحاول أن يدخل قلوبهم بالإيمان والتقوى عَنّْدما قال {يا شعبي، هؤلاء بناتي.