أسباب الهجرة الغير شرعية

أسباب الهجرة غير الشرعية

كانت الهجرة غير الشرعية ظاهرة معروفة وواسعة الانتشار لسنوات عديدة، ويمكن تتبع ظهُور هذه القضية تقريبًا من القرن العشرين، ولكن خلال القرن الحادي والعشرين، بدءًا من الألفِيْة الجديدة، نمت وتكثفت بشكل كبير .

فِيْما يتعلق بتعريف الهجرة غير الشرعية، فهِيْ هجرة شخص من بلاده إلَّى دولة أخرى، ولكن سراً، بعيداً عَنّْ الإطار الرسمي والقانوني لكلا البلدين، وهُو انتهاك وانتهاك للقوانين والقواعد السياسية والأمنية الخاصة بالبلدين. كل الدول لان دخول هؤلاء المهاجرين يكون بدون تأشيرة.

هذه الهجرات العشوائية هِيْ رحلات غير منظمة مليئة بالمخاطر وتكون إما فردية أو جماعية بأعداد صغيرة أو كبيرة. أما أسباب الهجرة غير الشرعية فهِيْ متعددة ويصنف كل منها على حدة كالآتي

1- أسباب سياسية وأمنية

تؤدي الحروب والنزاعات التي تحدث داخل أراضي الدولة بأعداد كبيرة من السكان إلَّى اللجوء إلَّى الهجرة غير الشرعية لأسباب عديدة، منها الخوف من القتل، أو مصادرة الممتلكات، أو أي من الأمور المعتادة التي تنشأ من ويلات الحرب.

يؤدي الصراع السياسي بين القوى الدولية، الداخلية والخارجية، إلَّى اختيار العديد من الشباب الهجرة بطريقة غير شرعية، وتشمل هذه النزاعات التظاهرات والاحتجاجات فِيْ الشوارع، وإغلاق الحياة العامة، وارتفاع الأسعار وانتشار البطالة.

على سبيل المثال، نرى أن الجمهُورية العربية السورية، التي كانت ذات يوم من أغنى الدول العربية على الإطلاق، والأكثر استقرارًا وثراءً بالموارد الطبيعية والبشرية، أصبحت منذ عام 2013 ساحةً وميدانًا لصراع سياسي وأمني دموي.

وأدى ذلك إلَّى التدمير الكامل لسمات سوريا ووقف الحياة فِيْها بكل الطرق عدا قتل مئات الآلاف، ولن نبالغ عَنّْدما نقول إن هذا الصراع أسفر عَنّْ مقتل ملايين السوريين. .

هؤلاء الناس من تلك السنة إلَّى هذه الساعة ما زالوا يعانون من النزوح والضياع على حدود الدول كلاجئين، يواجهُون أهُوالاً أو يموتون على طريق الهجرة الشرعية من الحرائق التي اندلعت فِيْ بلادهم، يفرون إلَّى دول أخرى قد لا يعرفونها. لكنهم يعرفون فقط أنهم يفرون من الموت الذي يلاحقهم.

مثال آخر على أسباب الهجرة غير الشرعية سياسياً وأمنياً، نجد أيضاً أنه من دولة العراق منذ بداية الخلافات الطائفِيْة والمذهبية واندلاع الحروب فِيْ جميع أنحاء البلاد، بدأ السكان بالسعي للهروب من خلال الهجرة غير الشرعية. إلَّى تركيا أو إيران ودول أخرى.

ونتيجة لذلك، عانى الشعب العراقي ولا يزال يعاني من موت العديد من الأشخاص فِيْ طريقهم إلَّى البلدان التي يتجهُون إليها بعد أن تحولت بلادهم إلَّى أنقاض بفعل الصراع السياسي والأمني. مستعرة تماما فِيْ الاراضي العراقية.

2- أسباب اقتصادية ومالية

يعتبر الوضع الاقتصادي والمادي السيئ فِيْ أي بلد من أكثر الدوافع شهرة وكذلك أسباب الهجرة غير الشرعية على نطاق واسع وواسع الانتشار. الفقر والمعاناة والظروف المالية السيئة فِيْ البلاد هِيْ الأسباب الواضحة التي تدفع مئات أو حتى الآلاف من الناس. اللجوء إلَّى الهجرة غير الشرعية إلَّى دول أخرى بحثًا عَنّْ سبل العيش والدخل.

فِيْ ظل ارتفاع الأسعار ونقص دخل الفرد، يعاني المواطنون فِيْ كل مكان فِيْ العالم من نقص شبه كامل حتى فِيْ أساسيات الحياة اليومية، مما يحرمهم من سؤال الآخرين حتى لو لم يكن مستوى المعيشة حتى متوسطًا. .

طبعا الشاب فِيْ هذا الوقت يتحمل مسؤولية جسيمة يتحملها كل رجل، مما يعَنّْي تحمل مسؤولية مصاريف المنزل فِيْ حال وفاة الأب، وعدم قدرته على العمل، وترك الأسرة أو أي شخص آخر. هذه الظروف المماثلة.

كَمْا أنه يعاني من مشكلة عدم قدرته على الوفاء باحتياجاته والتزاماته الشخصية، بالإضافة إلَّى تكاليف الزواج الباهظة التي يفرضها المجتمع العربي.

وهُو ما لا يساوي كثيراً مقارنة بالسلع التي يشتريها به، فِيْضطر المواطن إلَّى دفع الكثير من المال لشراء منتج واحد، وينطبق الأمر نفسه على جميع الاحتياجات اليومية للفرد، حتى لو أراد السفر إليه. أي بلد للعمل فِيْ الخارج وكسب العملة الصعبة.

يتطلب السفر مبالغ كبيرة جداً وهذا ليس بالأمر السهل، فالمواطنون ليس لديهم خيار سوى السفر عبر الهجرة غير الشرعية بغض النظر عَنّْ مخاطرها أو العواقب التي قد تنجم عَنّْها.

3 أسباب اجتماعية

قد يكون الشخص الذي اضطر إلَّى الهجرة بشكل غير قانوني قد اتخذ هذا القرار بسبب عوامل اجتماعية مختلفة مثل طبيعة الثقافة السائدة فِيْ المجتمع والسلوك والأخلاق التي تؤثر سلبًا على رضا الشخص فِيْ حياته.

ومن العوامل الاجتماعية نذكر مشكلة التعليم المتأخر المنتشرة فِيْ كثير من الدول مثلا مصر، حيث قد يضطر والدي الطالب للهجرة بطريقة غير شرعية من أجل إنقاذ أبنائهم من تدهُور مستوى التعليم، على التي ينفقون الكثير من المال ولكن دون فائدة كبيرة فِيْصبح فشلًا ماليًا وتعليميًا أيضًا.

كَمْا نذكر مشكلة البطالة، وهِيْ أزمة أجيال، ونقص فرص العمل وتطبيق نظام احتكار فِيْ التوظيف من شأنه أن يجعل حياة الفرد جحيماً. وبدلاً من إجباره على الهجرة بطريقة غير شرعية، اختار الانتحار فِيْ فِيْ كلتا الحالتين فقد حياته.

يعَنّْي احتكار فرص العمل هنا أنها مقصورة فقط على مجموعة معينة من الأشخاص ذوي المؤهلات والمعايير المحددة التي لا تنطبق على معظم الناس، مثل مطلبهم لتقدير معين فِيْ مستوى معين من التعليم.

لقد تحدثنا بالفعل عَنّْ تدهُور مستوى التعليم الذي ينتج عَنّْه بطالة، لذلك يمكن القول أن الأسباب الاجتماعية للهجرة غير الشرعية هِيْ سلم تدريجي ولكل سبب ارتباط وثيق بالسبب الآخر.

4 أسباب دينية وعقائدية

التعصب الديني وانتشار الخلافات والصراعات الطائفِيْة من شأنه أن يشعل حروبا لا تنتهِيْ فِيْ أي بلد فِيْ العالم، لأنه عَنّْدما يحرم الإنسان من ممارسة شعائره الدينية،