هل يجوز الترحم على غير المسلم بعد موته

هل يجوز أن يرحم الكافر بعد وفاته

نحن نعيش معًا فِيْ مكان واحد، لذلك من الطبيعي أن نتعامل مع غير المسلمين، وإذا كانت الظروف والمواقف والحي والعمل تجمعَنّْا معًا، فِيْجب على المرء بكل الوسائل أن يكون لطيفًا مع الآخرين، ولا ينبغي لغير المسلمين عدم يعاملون بشكل غير لائق.

هذا لم يأمر به الله تعالى ولم يمنع الله التعامل مع غير المسلمين ما لم يؤذونا بشيء، وهذا ما نزل فِيْ قوله تعالى

} إن الله لا يمنعك من لم يقاتلك فِيْ الدين ولم يخرجك من ديارك لتبريرهم وإحضارهم إليهم. [.

فقد أشار الله سبحانه وتعالى إلَّى أن نحسن إلَّى الناس ما داموا لا يقاتلونا فِيْ الدين، أو يؤذونا، أو يخرجونا من ديارنا.

أما بالنسبة لمسألة الترحم على الغير مسلم، فإن الإجابة عَنّْ سؤال هل يجوز الترحم على غير المسلم بعد موته هِيْ لا، فلا يجوز للمسلم، أن يستغفر أو يطلب الرحمة لغير المسلم بعد وفاته.

فقد قال الله سبحانه وتعالى فِيْ كتابه الكريم {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى} [التوبة 113].

وسبب نزول هذه الآية أن عم الرسول صلى الله عليه وسلم أبي طالب مات من الشرك ولم يؤمن بالله الواحد.

كَمْا أكد هذا الأمر فِيْ حديث النبي صلى الله عليه وسلم عَنّْ أبي هريرة رضي الله عَنّْه قال “طلبت من ربي أن أستغفر لأمي، لكنه لم يسمح لي. [.

كَمْا أن الله سبحانه وتعالى أكد على أنه لن يغفر أبدًا الشرك به، ولكنه يغفر ما دون ذلك، وهذا ما جاء فِيْ القرآن الكريم

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء 48].

لذلك، وبناءً على ما سبق، فإن الإحسان إلَّى غير المسلم واجب علينا إذا لم يتدخل فِيْ شؤون الدين أو يحاول صرف المسلم عَنّْ دينه، وإن مات فلا يجب. ولا يجوز أن يرحمه أو يستغفر له.