هل تقبل توبة الزانية المتزوجة

هل تقبل توبة الزانية المتزوجة

من يعرف الله حقًا لا يحتاج أن يسأل هل تُقبل توبة الزانية المتزوجة أو لن تُقبل منها أبدًا، لأن الله قد رحم لنفسه، فهُو الرحمن الرحيم الغفور الذي يقبل التوبة. إلَّى عبيده من كل خطيئة ومن كل خطيئة إلا ما يقترن به، لأن الله لا يغفر أنه يقرن شركاء.

المهم هنا ما إذا كانت المرأة زانية أم ليست زانية. لا يهم. كلنا عصاة فِيْ النهاية والله لم يأت بنا إلَّى هذا العالم إلا لنا لارتكاب الأخطاء، ثم التوبة إليه، ثم عصيه ثم ارجع وتوب. نحن نعتبره تائباً، وبإجماع الأئمة والسلف والفقهاء وسائر علماء الدين، لا يجوز لوم التائب على ما حدث.

عَنّْ أنس بن مالك رضي الله عَنّْه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تبارك وتعالى قال يا ابن آدم ما ما دمت تدعوني وتتضرع لي، فأنا أغفر لك ما كان فِيْك ولا يهمني. يا ابن آدم، إذا وصلت خطاياك إلَّى سحاب السماء، ثم طلبت مني المغفرة، فسأغفر لك. “ولا يهمني، يا ابن آدم، أنك إذا أتيت إلي بخطايا كبيرة مثل الأرض ثم قابلتني من دونه إذا لم يكن لديك أي علاقة بي، فسأغفر لك أيضًا تقريبًا “.

رواه أنس بن مالك ورواه الألباني. المصدر صحيح الترمذي. حكَمْ الحديث صحيح حسن الإسناد.

وإن كان الزنا من الذنوب السبع المميتة، والسبع المميتة هِيْ أعظم الذنوب عَنّْد الله تعالى، ولأنها عَنّْ أبي هريرة رضي الله عَنّْه قال ” فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتنابوا الذنوب السبع المميتة، قالوا رسول الله، وما هِيْ قال “الشراكة مع الله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله عليها إلا بنص، وأكل الربا، وأكل أموال اليتيم، والفرار يوم القدوم، والافتراء على العفاف، والمؤمنات اللواتي لا يبالين”.

رواه أبو هريرة ورواه الإمام البخاري، المصدر صحيح البخاري، حكَمْ الحديث صحيح الإسناد.

إلا أنه يخضع للتوبة والمحو من سجل العبد عَنّْد الله فِيْ الدنيا والآخرة، ليقابل الله يوم التقديم بوجه نقي وقلب سليم. فِيْ النهاية، كلنا نرتكب نفس الخطيئة، لكن بطرق مختلفة.

قرار قبول توبة الزانية المتزوجة أم لا

فِيْما يتعلق بإجابة السؤال هل تقبل توبة الزانية المتزوجة أم لا، يجب أن نتناول حديث الله تعالى فِيْ هذا الأمر. مهما اعتقد الخادم أن جريمته التي ارتكبها أكبر من مغفرته. إن رحمة الله أعظم من أي خطيئة.

(وَإِذَا أَتَى إِلَيْكُمْ مَنْ آمَنُوا بِوَحَيَنَا فَقُولُوا السلام عليكَمْ. [سورة الأنعام، الآية رقم 54]

إن المرأة المتزوجة التي تقع فِيْ فاحشة الزنا وتبحث عَنّْ سبيل للتوبة الصادقة والصحيحة هِيْ دليل منفصل على صحة قلب هذه المرأة.

(وهم يعجلونك مع الشر قبل الصالح، وقد أعطيت قدامهم أمامهم وغفر ربك ولصالح الله ولله. [سورة الرعد، الآية رقم 6]

تشير هذه الآية إلَّى حَقيْقَة مهمة يجب أخذها فِيْ الاعتبار وهِيْ أن الجشع فِيْ فضل الله ورحمته يجب ألا يرتقي إلَّى مستوى الوقاحة، لذلك بينما نتذكر دائمًا أن الله غفور ورحيم، يجب أن نتذكر ذلك الله صارم. فِيْ العقوبة، فلا نذهب بعيداً فِيْ الخطيئة، لأن إدراكنا لحجم الخطيئة والبقاء فِيْها أكبر، وأكثر بكثير من ارتكابها عَنّْ جهل.

(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ* وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) [سورة الزمر، الآيات رقم 53، 54]

إن المرأة التي ترتكب جريمة الزنا تعلم بعلم تام أنها من أعظم الذنوب فِيْ نظر الله تعالى، ولذلك فإنها تواجه بعض المشاكل أو العقبات التي تمنعها من الاقتراب من الله وتطلب منه العفو عَنّْها. كثرة الخجل والخجل أمامه سبحانه وتعالى، ولكن هذا ليس صحيحًا، وعليها أن تعلم أن الخجل والندم والعار من الله هما أول طرق باب التوبة التي لا يقتربها الله وجهاً لوجه. عار