شعر حزين على الوطن رائع 2022

الوطن ليس المكان الذي نشأت فِيْه فقط، لكن كلمة وطن تشمل المكان الذي هاجرت فِيْه وشعرت بالأمان والسلام، وتعَنّْي أيضًا الأب بالنسبة لأبنائه والوطن فِيْ القرآن. يقصد بها البيت الذي نشأت فِيْه، كَمْا ورد فِيْ قوله تعالى “والذين أقاموا بيتاً والإيمان قبلهم يحبون الذين هاجروا إليهم” واجبنا تجاه وطننا أن ندافع عَنّْه ونحميه منه. الأعداء وعدم الاستسلام والهجرة إلَّى مكان آخر بحثًا عَنّْ مأوى وطعام، فلا يوجد إنسان أجمل من إنسان يموت من أجل وطنه ويدفن فِيْ البلد الذي نشأ فِيْه.

الصورة مع كلمة الوطن

لذلك كان نقاشنا فِيْ هذا المقال حول موضوع “شعر حزين على الوطن” الذي تضمن قصيدة “ماذا جرى لك يا وطن” التي تتحدث عَنّْ الوطن الذي لم يراه منذ سنوات بل يعيش فِيْه. قلبه، وخطاب الشاعر فِيْ هذه القصيدة يدور حول رجل مسن اسمه فرج دهب بعد العمل والحج فِيْ أرض النفط وأثناء عودته للسفِيْنة اشتاق لرؤية وطنه وتمنى أن يدفن هناك لكن القدر أراد. السفِيْنة تغرق فِيْ المياه المالحة وتغمره الأمواج، لكن وطنه لم يغطيه.

ماذا حدث لك يا بلدي

صورة المنزل

لم أره منذ سنوات

ولكن بقي شيء فِيْ قلبي لفترة من الوقت يذكره بـ …

***

العم فرج …

رجل عادي

لم يكن يعرف أي يوم من الأيام

باستثناء صمت المتعب

كنا إذا اشتدت رياح الشك

بين يديه نطمئن …

كان الأمر كَمْا لو أن الشمس كانت مفقودة من عينيه

شيء فِيْ جوانبنا يتجول … ويصمت

كنا إذا طاف القطيع خلال الأيام

بدافع اليأس الجريء نراه كنزًا للحالمين …

كَيْفَ يمسك بلحيته البيضاء من الألم

ينظر إلَّى حقول القمح

وتشرب الفئران بدماء الكادحين

***

صورة المنزل

العم فرج …

اليوم أدار ظهره للحزن

أخرج ورقة صفراء تعلن عَنّْ خط طول الأرض

مطلوب بعض العمال فِيْ بلد النفط

همس الحزين وقال بألم

انا مسافر .. كَيْفَ يا الله

استطيع الوقوف على مسافة من الهِيْكل .. والرجال!.

لماذا لا احج .. فاموت ولا ارى

كل التوفِيْق فِيْ البرية …

لماذا لا أسافر … كلها بيوتنا …

ولأننا فِيْ المشرق .. عَنّْدنا نسب ودين.

لكن وطني هُو الذي نزف فِيْ قلبي لسنوات

لم يعد يتذكرني، لقد نسيني …

كل شئ فِيْك يا مصر الحبيبة

فِيْ وقت لاحق نسي …

أنا لست أول عاشق ينساه هذا البلد

كَمْ ألف عاشق نسيت ..

***

صورة لسفِيْنة الموت

العم فرج …

كان الوقت قد حان للذهاب المنزل

الجميع يصرخ من خلال أضواء السفِيْنة

كلما اقتربت خيوط النور عدنا إلَّى الحزن

بحبك يا بلدي …

لا الحزن ولا الوقت جعلني أنسى شغفك

العم فرج …

سحب قميصه على يديه

صرخ أيها الحبيب، لا تتعجب

فوق المبخرة أستطيع أن أشم رائحة مياه النيل

تعال، ضع عينيك على راحة يدك

أستطيع أن أرى كل مئذنة تقريبًا الآن

تطفو على أفق القاهرة ..

تعال، احملني

رؤية وجه الوطن …

كان هناك صوت طقطقة فِيْ الأفق

أطاحت بقلب يرتاح

يفتح الماء ألف باب

ويحل الظلام حول السفِيْنة

وتشتت حشود العائدين

حزين يبكي فِيْ الليل

***

العم فرج …

وبصراخ نهض تحت قطع السفِيْنة

رجل عجوز

من بينكَمْ يسميه فِيْ خريف الحياة

الرجل العجوز … يا بلادي

أتواصل معك ثم يخترقها الظلام

وأنا أصرخ عليكَمْ أنقذونا .. ممنوع!

عرق الموت الجبان …

أصبح العالم أسود وحدث الموت

إنها تحكي قِصَّة مغفل

فِيْ زمن اللامبالاة واللامبالاة والإذلال …

وسحابة الموت القاتمة

نلف وندور فِيْ المكان

***

العم فرج …

رمش بين الضحايا

والموجة تحفر قبرها بين المنحدرات

وعلى اليدين مواجهة المسبحة وتوسل عتابا

الان يا وطني ارجع اليك

كل الأبواب مغلقة فِيْ عيني

يا بلادي لم تتعب منا

كان حلمي أن ينتزع مني همومي … على عتبة داركَمْ

كان حلمي أن أرى قبري على عتبة داركَمْ

غطاني الملح وكانت الأمواج أرحم من عذابك

وذات يوم عدت لأستريح فِيْ مركز إعادة التأهِيْل الخاص بك

وبخيل يا ترابي بقبر يحويني فِيْ ترابك

لذلك ذات يوم كنت بخيلًا فِيْ السكن

والآن بخيل للكفن

ماذا حدث لك يا وطن

وفِيْ ختام موضوع “شعر حزين على الوطن” نتمنى أن تستمتعوا بقراءة كلمات قصيدة “ما حدث لك يا وطن” والتي تحكي عَنّْ رجل عجوز سافر للعمل والحج إلَّى بلاد النفط و لم ينس وطنه الذي يعيش فِيْ قلبه، لكن بلده لم يذكره مثل غيره من محبي بلادهم، فبلده مشتاقًا لرؤية مآذنها، ولم يمنحه مسكنًا قبل سفره، والعودة على سفِيْنة الموت شم رائحة وطنه، وتمنى أن يدفن على أعتاب بلاده، ولكن عَنّْدما غرقت سفِيْنة الموت لم يكن مدفونًا فِيْ وطنه، بل دفنته الأمواج المالحة، هكذا الشاعر تنتهِيْ القصيدة بما حدث لك يا وطني فِيْ الحياة وبعد الموت لم يكن له بيت ولا مقبرة.