حكَمْ سوء الظن بالناس

حكَمْ عدم الثقة فِيْ الناس

وحكَمْ الكفر فِيْ الناس نص عليه صراحة فِيْ الآية الكريمة (يا أيها الذين آمنوا اجتنابوا الشبهات الكبيرة، فإن كل شبهة إثم). [سورة الحجرات، الآية رقم 12]

إلا أنها تحتاج إلَّى بعض الإيضاح، لأن هذه الآية الكريمة تشير إلَّى حدس ما وليس كلها ؛ لأن الله لم يقل كل التخمينات، وهذا يدل بوضوح على جواز التخمين الخاطئ فِيْ حالة ظهُور أي من أعراضه أو ظهُور شواهده. على سبيل المثال، امرأة تكون بمفردها مع رجل وتنضم إليه عَنّْدما نتحدث عَنّْ الزنا، هنا من حقه أن يفكر فِيْها بشكل سيء.

وأما الظن غير المبرر فلا يجوز، فلا يجوز للمسلم أن يثق بأخيه أو أخته دون عذر. والدليل على ذلك ما قاله أبو هريرة رضي الله عَنّْه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياك الريب، فالشبه هُو أسوأ الكلام، ولا تشعر، لا تجسس، لا تنافس، لا تحسد، لا تكره بعضنا بعضا. . ولا تحيدوا عَنّْ بعضكَمْ بعضا وكونوا عبيدا لله كإخوة.

رواه أبو هريرة ورواه الإمام مسلم، المصدر صحيح مسلم، حكَمْ الحديث صحيح الإسناد.

هذا يعَنّْي أنه لا يوجد أي مبرر لاختراع العداء مع شخص ما نتيجة الاعتماد على بعض الافتراضات أو الأفكار الأساسية التي لا تعدو كونها وسوسة من الشيطان وليس لها أساس فِيْ الحَقيْقَة. فِيْ ذلك قال الله تعالى

(وهم لا يعرفون شيئًا عَنّْ ذلك. فهم لا يسترشدون بشيء سوى التخمين، والتخمين ضد الحَقيْقَة لا يساعد فِيْ ذلك). [سورة النجم، الآية رقم 28]

كَمْا كان من قبل، أكد الله تعالى أن التخمينات، سواء كانت جيدة أو سيئة، ليس لها فائدة أو فائدة وليست الحَقيْقَة المطلقة ولا تحل محل الحَقيْقَة مهما كانت. كَمْا أشار الله إلَّى ذلك فِيْ قوله

(ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا وهنا نقول إنك لو كنت فِيْ بيوتك لمن كتب عليهم قتل مكتوب وأن الله تبارك وما فِيْه من صلاح الله وما فِيْ الخير [سورة آل عمران، الآية رقم 154]

امتدادات الكفر

وفِيْ هذا الصدد، عَنّْدما نتحدث عَنّْ حكَمْ الكفر عَنّْد الناس فِيْ الإسلام، يجب أن نتحدث عَنّْ فئات الكفر عامة، لأن الكفر بالناس يتسبب فِيْ تطور هذه الذنب حتى يشمل الكفر فِيْ كل شيء وكل شيء. النبي على النحو التالي

1- الكفر محرم

الكفر المنهِيْ عَنّْه كفر المؤمنين والكفر بالله تعالى، والكفر بالله من أكبر الذنوب، ولذلك قال ابن القيم الجوزية رحمه الله

وقال المواردي رحمه الله “الريبة قلة الثقة فِيْ من يستحقها.

وأما سوء رأي المؤمنين فِيْشمل سوء رأي الأنبياء، وفِيْه الشراكة مع الله تعالى.

2- الكفر الجائز

وبهذا القدر المباح يقصد هنا من عرف بين الرجال اتصاله بأماكن الشبهات، ويتحدث صراحة عَنّْ الشر والعصيان. قال ابن عثيمين فِيْ هذا (يحرم على المسلم الظن بالسوء، ولا يحرم على الكافر أن يسيء إليه ؛ لأهله، وأما المشهُور بالفجور والفسق فلا بأس فِيْ عدم الثقة به ؛ لأنه لائق لها، ومع ذلك لا ينبغي متابعة أخطاء الرجال والبحث عَنّْها ؛ لأنه