خاطرة طويلة معانيها رائعة فعلاً من أجمل ما قرأت

الرجل دائمًا ما يداعب عقله بأفكار تتضاءل وتتلاشى، لكن عقله لا يزال يعمل ويتعصف ويتضاءل ويتضاءل. ومنهم من يتفوق فِيْ التعبير عَنّْ الحياة بشكل عام وأشكال الحياة وصورها وبعضهم يتفوق فِيْ التعبير عَنّْ الإنسان واقع الإنسان وعواطفه الداخلية ومنهم من يتفوق فِيْ الحديث عَنّْ الدين بروح أدبية تنتشر فِيْ القلوب والأجساد. وتتناغم النفوس معها مع أسلوب أدبي منمق. يمكن للمرء أن يكتب ويتحدث عَنّْها، ويكون المجال واسعًا، بشرط أن يكون لدى المرء إحساس بالتعبير يمكّنه من وضع أفكاره فِيْ الكتابة.

هذه الأفكار تنشر فِيْ الإنسان روح الألفة والفرح، وترسل له معًا روحًا مطمئنة، فنستمر فِيْ موضوع اليوم الذي يجسد حَقيْقَة ما نتحدث عَنّْه

خواطر عَنّْ عواطف الحياة الطويلة وتقسيمها

أنا لست الرجل الثاني، لست غير مبال كَمْا ترى … أنا مهتم … نعم، أنا مهتم … كل شيء حولي … كل التفاصيل الصغيرة … ألوان المكان الذي يحيط بي … درجة حرارته / بالحرارة … أناس يمرون أمام عيني وربما يجلسون هنا، فِيْ نفس المكان … فِيْ الماضي يرفض تركني … فِيْ الوقت الحاضر لا يستطيع تحمل وجودي .. وفِيْ المستقبل لا أعرف ولا يعرفني .. بأسماء الحاضرين .. وكثير من الغائبين .. مع الألم الذي يختبئ وراء ابتسامتي. مع الفرح المؤجل إلَّى أجل غير مسمى …. مع الطفل الباكي فِيْ المنزل بجانبنا رجل عجوز يجلس طوال اليوم ويحيي المارة دون أن يسمع.

طائر تجول فِيْ حرارة السماء ليلقي بوعاء الماء وفتات الخبز التي تركتها أختي الصغيرة له على سطح منزلنا … مع نظارات والدي المفقودة دائمًا ومفاتيحه أيضًا. شكاوي من بطء الانترنت رغم سرعته .. بهدوء والدي وابتسامته المتغطرسة. للألم .. مع صوت رنين هاتفِيْ بنغمات مختلفة لأناس مختلفِيْن وأتجاهله .. بمنظر حينا فِيْ الصباح خلال أيام المدرسة ورائحة الياسمين تنعشني “أحياناً” .. .مع عامل النظافة الذي ينظفني، يحيي كل يوم جديد بابتسامته، وكأنه يعاملني بهذه الابتسامة، وفِيْ بعض الأحيان يناديني “الله يوفقك يا بني، وينقذك”. أنا أهتم بكل شيء … وبينما أتظاهر باللامبالاة فِيْ الأماكن العامة … أهتم سراً.

أنا لا أعبر … أنت تعرف أنني … إنسان … لدي اسم وعَنّْوان وسبب! هل تدرك أن الجنون يسحقني، ويدفن جزءًا مني، ويدفعَنّْي فِيْ سجن الصمت، ويمحو من ذاكرتي الصور المنسوجة من حلم يخشى النسيان

مثلك لدي منزل ولكن … ليس لدي منزل فِيْه … أو كوخ … لحمايتي من الخوف الذي كان يأكل فِيْ ذهني … من أن يأكلني الجوع .. .. من ترك لي القبر الذي يذكرني فِيْه القدر!

الأرض التي أخرجتني .. خبز أمامي .. القوة تطعمني .. أوهام! …… .. هل حاولت يومًا أن تلف نفسك فِيْ الريح فِيْ الشتاء البارد .. اشرب من كأس الحرمان…. .رسمي فراش فِيْ الرمل .. خصص حجر صلب .. عَنّْدما تنام .. رقبتك تؤلم .. حقا .. لا أعلم .. لا أعلم .. لا يوجد وطن مثل بلدي. الوطن .. الذي يلقي بي فِيْ فضاءات العالم .. يقودني إلَّى بؤس الأيام .. بلدي .. بلدي .. بلدي .. بلدي الذي يسرق أحلامنا!

عدت من صلاة العشاء على عجل، خائفًا من أن أختي قد أكلت لوح الشوكولاتة الخاص بي، والذي لا أريد حتى التفكير فِيْه … لكنني وجدتها كَمْا قلت، مع فنجان من القهُوة قبل مجيئي بدقيقتين، وضعته على جهاز الكَمْبيوتر المحمول الخاص بي … خلعت عباءتي واستعدت فِيْ مقعدي، ثم فتحت حسابًا على Facebook و Twitter ومواقع أخرى، حيث قمت ببث بعض أفكاري مختلطة مع رشفات من القهُوة العربية تضيف أناقة شرقية إلَّى العصور القديمة.

فتحت الغلاف الذي يغلف لوح الشوكولاتة ويوجد هذا “المخلوق البني” اللذيذ الذي يحتوي على بعض السحر. بل إنه السحر نفسه (سمعت ذات مرة استخدام كلمة “كاكاو” فِيْ السحر فِيْ الماضي)

أخذت قطعة شوكولاتة وفكرت فِيْها .. غريب .. كَمْ أحب هذا اللون البسيط الجذاب .. سره وجاذبيته .. وتجانسه الخفِيْ هُو ذروة البساطة .. يعجبني كثيرا .. حتى أنا أحب الناس من هذا اللون Yippee !!

عَنّْدما رأوهم، شعرت أن الله اختارهم لهذا اللون “الفريد” … وأن الصلصال الذي صنعوا منه كان سحريًا … حلو المذاق … مثل أرواحهم … والشوكولاته … لم يكن فِيْ الحَقيْقَة لون العبودية بل كان عبدًا يعتقد ذلك .. من كان يظن أن اللون هُو معيارنا .. والله الذي يقيسنا “التقوى” .. هذا اللون أخذني إلَّى مكان آخر .. إلَّى مكان آخر. .. لدولة أخرى .. وسؤال يرقص أمام عيني .. “هل ذلك الصومالي الصغير الجائع يعرف طعم الشوكولا “هل جرب ابني الصغير ذلك السحر الذي أمارسه كل ليلة” هل هذا يأخذني الى الجنة تعرفونه، أضلاعه الصغيرة البارزة، وصدره العاري، وبطنه الأجوف

أصبح السؤال أقوى .. شعرت بالحرج .. شعرت بدفعات الحرارة فِيْ جسدي كله .. جفاف داخلي .. احتراق الماء المالح ينزل على خدي إلَّى رقبتي .. شد قلبي الجواب .. كدت أفقده. لكنني أدركت .. وكتبتها بإصبعي مغطى بتلك الشوكولاتة المذابة على يدي. لقد كتبته على ورقة بيضاء بهذا اللون البسيط الغامض .. اللون الذي أخذني هناك بلون الفتى الجائع. . بلون لوح شوكولاتة .. كتبتها .. “لا !! “..

بينما كنت أرتشف فنجان القهُوة الصباحي الخاص بي وأقرأ وجوه المارة أمام الواجهة الزجاجية للمقهى، فكرت فِيْك وكَمْ أحببت المصادفة التي جمعتنا معًا أكثر من أي شيء آخر. بدا اليوم صعبًا، فسألت مرة أخرى، “متى سينتهِيْ ! “لكن منذ أن التقيت بك، أستيقظ وأبتسم، وجهِيْ يبدو مشرقًا وأقول لنفسي،” أريد أن يكون يومًا طويلًا وطويلًا. “كل الأيام كنت أتمنى أن يكون يومًا قصيرًا، لم أكن أنا، لكن نصف مني سمحت لها بالتحدث نيابة عَنّْي .. الآن بعد أن استعادت نفسي مرة أخرى، تنفس بعمق وأطلق روحي لأعيش كَمْا لو أنني لم أمت من قبل!

هكذا الحياة. إذا نظرت إليها من بعيد، ستجعلك سعيدًا مرة واحدة وتبكي ألف مرة. فِيْ يوم من الأيام سيأخذك ويجعلك تسقط فِيْ بحر الظلام. يوم لك وألف يوم لك يوم يجعلك تبتسم. من الصعب التقاطها والتحكَمْ فِيْها.

كان هذا هُو محور موضوعَنّْا حول الأفكار التي تجذب القلب واللسان يحملها ويخبرها بطريقة تلقائية جميلة. يفكر الإنسان دائمًا ويفكر ويحب دائمًا التعبير عَنّْ أفكاره بأجمل وأبسط طريقة. إنه يضعف الكلمات ويهدر الكلام ويقلل، فتعطي الحياة وتأخذها وتسمح بها وتمنعها، ويتأمل المرء أحوالها فِيْ هدوء عاشق محب حساس يشعر بالطبيعة ويتأمل فِيْ معانيها ويعرف أسبابها ويغوص فِيْ أعماقها. الحياة مليئة جدا يا صديقي ولا يمكنك أن تحصي أشكالها. يحظى بإعجاب القارئ الجليل، ونتمنى أن تكون هذه الصفحة الرائعة قد أفادته كَمْا يشاء، والحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

error: Content is protected !!