حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج

حتى لو فتحت يأجوج ومأجوج

الآية (على الرغم من فتح يأجوج ومأجوج) هِيْ الآية رقم ستة وتسعين من سورة الأنبياء وهِيْ من آيات الساعة العظيمة، وتفسير الآية يشير إلَّى انهِيْار السد الذي بناه ذو القرنين. منع يأجوج ومأجوج من الناس لأن هؤلاء كانوا أناس فاسدين، عاثوا الخراب فِيْ الأرض والمعاناة. لقد عانى الناس من أذىهم لفترة طويلة.

مع اقتراب الساعة سينهار السد، حتى مع فتح يأجوج ومأجوج، وسيتجمعون من جميع الجهات، مما يعَنّْي أنهم سيتكاثرون بسرعة البرق لتسريع انتشار الفساد حيث يبتعد المسلمون عَنّْهم وينخرطون. ملجأ فِيْ بيوتهم ومدنهم وحصونهم ليأمنوا من فتنةهم وفسادهم.

ورد فساد يأجوج ومأجوج فِيْ الآية الرابعة من سورة الكهف حيث قال الله تعالى

(قالوا يا ذولي قرنين، يأجوج ومأجوج يفسدون الأرض، فهل نخصص لك دخلاً بشرط أن تجعله بيننا وبينهم [سورة الكهف الآية رقم 94]

تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عَنّْ يأجوج ومأجوج وذكر أنهما من آيات الساعة العشر. عَنّْ حذيفة بن أسيد رضي الله عَنّْه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

“أشرَف علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ونحنُ نتذاكَرُ فقال (ماذا كُنْتُم تتذاكَرونَ) قُلْنا كنَّا نتذاكَرُ السَّاعةَ فقال (إنَّها لا تقومُ حتَّى ترَوْا قبْلَها عَشْرَ آياتٍ الدَّجَّالَ والدُّخَانَ وعيسى ابنَ مَريمَ ويأجوجَ ومأجوجَ والدَّابَّةَ وطُلوعَ الشَّمسِ مِن مَغرِبِها وثلاثَ خُسوفٍ أظلمت فِيْ الشرق، وأظلمت فِيْ المغرب، وأظلمت فِيْ شبه الجزيرة العربية، وآخرها نار ستخرج من أعماق عدن أو عدن أو اليمن، وتدفع بالناس إلَّى التجمع.

رواه حذيفة بن أسد ورواه ابن حبان. المصدر صحيح ابن حبان. حكَمْ الحديث صحيح الاتجاه.

من هم يأجوج وماجوج

لا يمكننا الحديث عَنّْ الآية، حتى لو فتح يأجوج ومأجوج، دون أن يتطرق إلَّى سرد قِصَّة يأجوج ومأجوج من الألف إلَّى الياء، حتى يتمكن الجميع من معرفة كل ما يتعلق بقِصَّة يأجوج ومأجوج، وبالفعل يأجوج ومأجوج. . لقد ورد ذكرهم فِيْ كتاب التوراة وأيضاً فِيْ آيات القرآن كأفراد أو دول أو قبائل.

ورد فِيْ سفر حزقيال رقم ثمانية وثلاثين أن مأجوج هُو شخص بينما يأجوج هُو أرض الشخص ومنزله بينما ورد فِيْ سفر التكوين رقم عشرة أن ماجوج رجل ولكن لم يرد ذكر يأجوج إلا على بعد القرون التالية، غيّر التقليد اليهُودي عَنّْ عمد عبارة يأجوج ومأجوج، التي ظهرت سابقًا فِيْ كتاب حزقيال وكتاب الرؤيا، ليقول إن يأجوج ومأجوج كانا مجموعتين، وليس شخصين.

يعود أصل تسمية يأجوج ومأجوج إلَّى عدة آراء، معظمها فِيْ التوراة. ويعتقد أن يأجوج إنسان ومأجوج أرضه. لم يتم تأكيد اسم جوج فِيْ كتاب حزقيال، ومن الواضح أن مؤلف هذا الكتاب من كتب التوراة لم يلتفت إلَّى هذا الأمر، وبُذلت جهُود كثيرة لإثبات هُوية اسمي يأجوج ومأجوج دون جدوى. .

ورد فِيْ تكوين # 10 أن ماجوج رجل وهُو ابن يافث بن نوح عليه السلام، إلا أنه لم يرد ذكر يأجوج واسم ماجوج فِيْه غموض كثير، إلا أنه قد يكون. مشتق من الكلمة الآشورية mat-Gugu، وهِيْ أرض Jij، والتي تعَنّْي ليديا، لأنه يقال إن جوج مشتق من ماجوج وليس العكس، وقد يكون اسم ماجوج رمزيًا لمدينة بابل .

يأجوج ومأجوج فِيْ المسيحية

ورد اسم جوج وماجوج فِيْ الكتاب المقدس فِيْ سفر الرؤيا يوحنا اللاهُوتي، وتحديداً فِيْ الفصل العشرين، الآية رقم ثمانية.

“ويخرج ليخدع الأمم التي فِيْ زوايا الأرض الأربع يأجوج ومأجوج، ليجمعهم للحرب، وعددهم كالرمل.”

تشير كلمة يأجوج ومأجوج فِيْ هذه الآية إلَّى الشيطان ومساعديه، لكنهم فِيْ الأساس ملوك الممالك الشمالية اللذان يحاربان إسرائيل منذ الأزل، وقد تنبأ بهم حزقيال وتحدث عَنّْ هلاكهم ودمارهم. سيخضعون لها، وجاءت هذه الآية فِيْ حالة اسم حكَمْ الشيطان فِيْ الكتاب المقدس المطبوع حديثًا.

يأجوج ومأجوج فِيْ القرآن الكريم

تتناول سورة الكهف أربع قصص مختلفة هِيْ قِصَّة أصحاب الكهف، وقِصَّة أصحاب الجديتين، وقِصَّة موسى والخضر، وقِصَّة ذو القرنين مع يأجوج وماجوج و. قال الله تعالى

(حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا)

[سورة الكهف الآيات 9399]

تؤكد لنا هذه الآيات النبيلة أن يأجوج ومأجوج كانا من الأشرار الذين عاشوا على الأرض منذ القدم، وكانوا أناسًا من الشر والفساد والاستبداد ولا شيء يمكن أن يمنعهم من اضطهاد الناس بسبب طغيانهم وقوتهم. وكان ذلك حتى مجيء الملك ذو القرنين وهُو رجل صالح حتى اشتكى له أهل الأرض من ظلم وفساد يأجوج ومأجوج.

طلب أهل الأرض من الملك ذو القرنين بناء سد محصن بينهم وبين هؤلاء الطواغيت للاحتماء منهم. وأكد الناس وأرضهم والآيات أن يأجوج ومأجوج مازالا مغلقين تحت السد ولكن حتى فترة معينة.

وأما شكل يأجوج ويأجوج فقد ورد عَنّْ خالد بن عبد الله بن حرمل عَنّْ خالته قال ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة وهُو كان يشد رأسه من لدغة عقرب وقال “أنت تقول لا يوجد عدو، ولن تتوقف عَنّْ القتال حتى يأتي يأجوج ومأجوج يظهر الوجوه، العيون الصغيرة، القرون الحمراء، ومن كل نتوء ينزلقون. وكأن وجوههم قد حُطمت بمطرقة.

ومعَنّْى كلمة “صاحب إندوكرد” هُو لون الشعر الأسود المصبوغ باللون الأحمر. وأما معَنّْى الوجوه فهِيْ دروع مطروقة فهِيْ متشظية بمعَنّْى الدرع درع. قارن وجوههم بالتروس لأنها مسطحة، ووصف دورانهم بالمطرقة بسبب سمكها وكَمْية لحمها. أما معَنّْى كل نتوء ينزلقون فِيْه، فمعَنّْى أي أنهم يأتون من كل مكان مرتفع وبسرعة كبيرة لينتشروا على الأرض وينتشروا فِيْها الفساد.

عدد يأجوج ومأجوج

فِيْ ضوء الحديث فِيْ الآية، حتى لو هُزم يأجوج ومأجوج واحتشدوا من جميع الجهات، تجدر الإشارة إلَّى أن هذه الآية تشير إلَّى عدد كبير من الناس.