حكَمْ الدعاء على النفس بالموت

يقرر أن يصلي من أجل نفسه حتى يموت

فِيْ كثير من الأحيان، عَنّْدما يمر الإنسان بفترة صعبة من الضغوط التي يتعرض لها فِيْ الحياة، يبدأ بالشعور بأنه يكره هذه الحياة التي يعيشها، مما يسبب له الكثير من المعاناة والألم، لذلك يلجأ إلَّى الصلاة. أن يموت بنفسه، ويتمنى أن تنتهِيْ هذه الحياة، ليشعر بالراحة. إلا أن هذا الأمر يعكس درجة صبر المؤمن عَنّْدما يجرح الله فِيْ طريقه.

لكن السؤال ما هُو حكَمْ طلب الموت وهل فِيْ الدين ما يمنع مثل هذا الشيء وفِيْ هذا قال الرسول – صلى الله عليه وسلم – “لا يشاء لك ولو واحد منكَمْ موت الأذى الذي نزله، وإن دعت الضرورة إليه فليكن”. يقول اللهم إني أؤذي إن كانت حياتي طيبة، وفِيْ الرواية عَنّْ النبي صلى الله عليه وسلم على هذا النحو، إلا أنه قال من يؤذيها. [رواه أنس بن مالك بإسنادٍ صحيح]

وفِيْ هذا الحديث نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عَنّْ المسلم الدعاء لقتله إذا تضرر فِيْ الدنيا مهما عظمت المعاناة. فإما أن يموت إذا كان الموت خيرًا قدر الله تعالى له، وهذا الأمر لا يعلمه إلا عَنّْده تعالى الغيب العليم.

أما من قال “إني أتمنى الموت”، أو يتمنى أن تنتهِيْ حياته بسبب هذه المصيبة، فهذا الأمر لا يجوز إطلاقا. والصبر على المشقات والفتن الذي يصيب المسلمين من أعظم ما يكفر لمن ابتلي به من ذنوبه، والصبر على العذاب نفسه له أجر عظيم على صاحبه.

هل تم الرد على الطلب بنفسه

وهل عَنّْدما يصلي الإنسان على نفسه للموت أو يريد الله أن يسلبه، فهل هذه من الدعوات التي يسمعها الله تعالى ويجيبها وهذا الأمر لا يعلم به إلا الله، فسواء أكان الجواب أم لا، فالأمر بيده فقط، ولكن ما يظهر هنا النهِيْ التام للرسول – صلى الله عليه وسلم – على. اسأل كل نفس ومال وأولاد وخدام، بناء على ما جاء فِيْ أحد الأحاديث النبيلة عَنّْه – صلى الله عليه وسلم –

قال لا تطلبوا أنفسكَمْ، ولا تسألوا عَنّْ أولادكَمْ، ولا تطلبوا عبيدكَمْ، ولا تطلبوا مالكَمْ ؛ اختلف مع الله تبارك وتعالى فِيْ الساعة التي تعطى فِيْها الهبة فِيْجيبك. [رواه أبو داود بإسنادٍ صحيح]