هل مرض ثنائي القطب خطير

هل الاضطراب ثنائي القطب خطير

مرض ثنائي القطب هُو أحد الأمراض العقلية التي يعاني منها الإنسان، وبسبب انتشار هذا المصطلح بين الناس فِيْ الآونة الأخيرة، بدأ كثير من الناس يتساءلون، هل المرض ثنائي القطب خطير

الجواب نعم، هذا المرض العقلي خطير لأنه يصيب جميع الفئات العمرية وهُو أكثر شيوعًا فِيْ مرحلة ما قبل البلوغ وما بعد المراهقة ونادرًا ما يصيب الأشخاص الناضجين.

وبما أن معدل انتشار هذا المرض هُو 1٪ أي ما يعادل شخص واحد من كل 100 شخص، فمن الجدير بالذكر أن العديد من الدراسات أظهرت أن الإصابة بهذا المرض تنخفض بعد سن الأربعين.

لذا فإن خطورة هذا المرض تكَمْن فِيْ انتشاره بين الفئات العمرية الصغيرة، وعلاوة على ذلك، يصبح المرض ثنائي القطب أكثر خطورة على الإنسان فِيْ حالة زيادة عدد النوبات التي يتعرض لها، مما قد يؤدي به إلَّى الانتحار.

ومع ذلك، فِيْ حالة التشخيص المبكر للمرض والقدرة على تقليل عدد النوبات التي يعاني منها المريض، فمن السهل السيطرة على الاضطراب وتقليل الآثار الجانبية وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالمرض.

مرض ثنائي القطب

قبل الإجابة على سؤال ما إذا كان المرض ثنائي القطب خطيرًا، لنتحدث عَنّْ تعريف المرض ثنائي القطب، لأنه من الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الفرد بسبب التقلبات المزاجية التي تصل إلَّى نقطة تسمى الهُوس الاكتئابي.

وذلك لأن المريض يعاني من حالة من الحزن الشديد تصل إلَّى حد الهُوس وأيضًا عَنّْدما يشعر بالبهجة والسعادة لأن المريض لا يستطيع التحكَمْ فِيْ عواطفه ويفقد السيطرة على مشاعره.

والجدير بالذكر أن بداية هذا المرض يصعب تشخيصها، لأن المريض يعتقد أن سبب هذه الاضطرابات هُو المواقف التي يتعرض لها، وهذا خطأ فِيْ حالة السعادة أو الحزن.

يختلف الاضطراب ثنائي القطب من شخص لآخر، حيث قد يعاني البعض فقط من الاكتئاب والحزن الشديد، والبعض الآخر يعاني من الفرح والسعادة المفرط، والبعض الآخر مزيج من الحزن أحيانًا والسعادة فِيْ أوقات أخرى.

أنواع الاضطراب ثنائي القطب

كَمْا أوضحنا أن الاضطراب ثنائي القطب يختلف من شخص لآخر لأن هناك أنواعًا مختلفة من الاضطراب ومن الضروري معرفة نوع الاضطراب ثنائي القطب من أجل تحديد خطة العلاج المناسبة لتقليل الآثار الجانبية.

هناك أنواع عديدة من الاضطراب ثنائي القطب

1_ عطل من النوع الاول

يعاني الأشخاص المصابون بهذا النوع من الاضطراب ثنائي القطب من نوبات الهُوس وفِيْ بعض الحالات تظهر على المريض أعراض الاكتئاب، وفِيْ حالات أخرى لا توجد أعراض للاكتئاب.

من المعروف أن نوبات هذا النوع من الاضطراب ثنائي القطب تستمر 7 أيام فقط، ولكن فِيْ بعض الأحيان يمكن أن يستمر الاضطراب لفترة أطول وتزداد النوبات سوءًا، مما يتطلب دخول المريض إلَّى المستشفى لتلقي الرعاية المطلوبة.

2_ اضطراب النوع الثاني (الهُوس الخفِيْف)

هذا النوع أقل حدة من النوع الأول الذي تسبب فِيْ تسميته بعض الأطباء بهُوس خفِيْف، وتكون النوبات أصغر لأن المريض يعاني من اكتئاب خفِيْف ونادرًا ما يتطلب دخول المستشفى فِيْ هذا النوع.

وتجدر الإشارة إلَّى أن نوبات النوع الثاني يمكن أن تكون خفِيْفة لتصبح بداية نوبة تصل إلَّى حد الجنون.

3_ اضطراب من النوع الثالث (دوروية المزاج)

تعتبر النوبات من هذا النوع دورية مما يقلل من شدتها مقارنة بالأنواع السابقة، وتصل مدة هذا الاضطراب غالبًا إلَّى أكثر من عامين، ويتطلب تشخيص هذا النوع وقتًا طويلاً، على سبيل المثال تشخيص الطفل المصاب هذا النوع يتطلب نوبات عابرة لمدة عام.

غالبًا ما يعيش المريض ثنائي القطب المصاب بدورة مزاجية حياة مختلطة بين نوبات الهُوس والاكتئاب والحياة الطبيعية، لكن نوبات المريض تكون أقل حدة من نوبات النوع الأول والثاني.

4_ اضطراب النوع الرابع

عَنّْدما يمر الشخص بنوبات من التقلبات المزاجية العَنّْيفة دون ظهُور أعراض الأنواع الثلاثة السابقة، يكون فِيْ اضطراب من النوع الرابع بسبب عوامل الحياة التي تحيط به أو استخدام المخدرات والكحول.

أسباب الاضطراب ثنائي القطب

كَمْا ذكرنا فِيْ إجابة السؤال هل المرض ثنائي القطب خطير، وأن خطورته يكَمْن فِيْ إصابته بالفئات العمرية الصغيرة، كَمْا أنه من الصعب تحديد سبب هذا الاضطراب النفسي.

ومع ذلك، ونظراً لانتشار هذا المرض بين الناس فِيْ الآونة الأخيرة، فقد تمكن الأطباء من تضييق نطاق بعض الأسباب أو العوامل المسببة للاضطراب ثنائي القطب، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي

1_ تاريخ العائلة

ترتبط الغالبية العظمى من الاضطرابات النفسية التي تصيب الأشخاص بتاريخ عائلي للمرض، حيث إن وجود فرد من العائلة يعاني من الاضطراب ثنائي القطب يمكن أن يجعل أقاربهم من الدرجة الأولى عرضة للإصابة.

فِيْ هذا الصدد، اقترحت إحدى الدراسات أن الأطفال يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب ثنائي القطب عَنّْد بلوغهم سن البلوغ إذا كان أحد الوالدين مصابًا بهذا الاضطراب.

أكدت الدراسات أن تشخيص صدمة الأب فِيْ سن مبكرة يزيل الخطر على الأطفال من نسبة كبيرة وجدير بالذكر أن ظهُور أعراض الاضطراب ثنائي القطب يبدأ بين سن 3 و 25 سنة.

2_ العامل البيئي

من المعروف أن البيئة أو الظروف المعيشية التي ينشأ فِيْها الطفل تؤثر عليه بشكل كبير والعديد من جوانب شخصيته، لأن الطفل الذي يعاني من فقدان أب أو أم فِيْ سن مبكرة غالبًا ما يعاني من نوبات اكتئاب حاد.

كَمْا أن الشاب الذي يمر بمواقف صعبة، مثل فقدان وظيفته أو الوقوع فِيْ أزمات مالية عديدة أو فقدان أصدقاء، يكون معرضًا لخطر الإصابة باضطراب ثنائي القطب بسبب المشاعر السلبية التي يشعر بها لفترة طويلة.

3_ الجنس

هل المرض ثنائي القطب خطير بعبارات بسيطة يمكن القول أن شدة هذا المرض أكثر خطورة على النساء منها على الرجال، لأن الغالبية العظمى من المصابين هم من النساء، حيث أكدت الدراسات أن فرصة الإصابة عَنّْد النساء أكبر بثلاث مرات من فِيْ رجال.

وذلك لأن النساء غالبًا ما يعانين من تقلبات مزاجية فِيْ فترات كثيرة من حياتهن، سواء كان ذلك أثناء الحيض أو أثناء الحمل أو بعد الولادة وغير ذلك من الأمور التي يعانين فِيْها من اختلال التوازن الهرموني.

4_ إدمان المخدرات

يتعرض الشخص المدمن على المخدرات أو الكحول لخطر الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب، لأن المواد المخدرة تعرض الشخص لحالة من الذهان وفقدان الوعي.

ومع ذلك، غالبًا ما يتسبب الإدمان فِيْ ظهُور أعراض الاضطراب ثنائي القطب مبكرًا وتصبح نوبات الهُوس أو الاكتئاب أكثر حدة.

أعراض الاضطراب ثنائي القطب

كجزء من مناقشتنا حول ما إذا كان المرض ثنائي القطب خطيرًا، سنناقش الآثار الجانبية التي تحدث لدى المريض المصاب بالاضطراب ثنائي القطب، وبسبب كثرة هذه الأعراض، فهِيْ مقسمة على النحو التالي

1_ أعراض جسدية

من المعروف أن المرض العقلي يؤثر بشكل كبير على جسم المريض، مثل المصاب بالاضطراب ثنائي القطب الذي يعاني من الأعراض الجسدية التالية

  • الشعور بالإرهاق والتعب.
  • فقدان الرغبة فِيْ ممارسة الجنس.
  • الشعور بالتوتر الشديد.
  • الإصابة بعسر الهضم الذي يعاني من الإمساك وعسر الهضم.
  • فقدان الوزن.
  • أوقات النوم غير المنتظمة التي تسبب الأرق.

2_ اعراض عقلية

الاضطراب ثنائي القطب هُو اضطراب عقلي يصيب الإنسان ويؤدي إلَّى معاناته من أعراض عقلية وتغيرات سلوكية معينة مثل

  • يفقد ثقته بنفسه باستمرار ويشعر بالدونية.
  • رغبة ملحة فِيْ البكاء لفترة طويلة.
  • الشعور بالذنب تجاه المواقف البسيطة.
  • فقدان الشغف.
  • الميل إلَّى العزلة وعدم الاختلاط بالآخرين.
  • تجنب المناسبات العامة.
  • عدم القدرة على التحكَمْ فِيْ ردود الفعل.
  • الميل إلَّى الأفكار الانتحارية.
  • فقدان التركيز.

تشخيص الاضطراب ثنائي القطب

تشخيص الاضطراب ثنائي القطب صعب لأن بعض الناس يعتقدون أن التقلبات المزاجية التي يعانون منها ليست أمورًا طبيعية تحدث نتيجة مواقف الحياة، لذا فإن الإجابة على سؤال ما إذا كان الاضطراب ثنائي القطب خطيرًا هِيْ نعم.

ومع ذلك، هناك بعض الأساليب التي يلجأ إليها الأطباء النفسيون فِيْ محاولة لتشخيص الاضطراب ثنائي القطب، وهِيْ كالتالي

1_ الفحص البدني