بحث عَنّْ بر الوالدين شامل وقصص عَنّْ بر الوالدين

من أعظم أعمال القرب التي يقترب بها المرء من الرب هُو أن يكون عادلاً مع والديه. جمع الله القدير عبادته ببر الوالدين. وجب على المسلم أن يحسن مع والديه، حتى لو كانا لا يتبعان الدين الإسلامي، وحتى لو دعاه إلَّى ترك دينه.

وقد ورد فِيْ السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر السيدة أسماء بنت أبي بكر أن تحسن أمها المشركة. – لذلك استشرت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقلت وأرادت أفصل أمي يا رسول الله قال نعم، صلِّ لأمك. وهذا يدل على سماح الدين الإسلامي ووداعته فِيْ اتباعه.

آية قرآنية تحث المسلم على بر والديه

صور بر الصحابة والتابعين والصالحين لوالديهم

أولاً نتحدث عَنّْ الصحابي الكبير أبو هريرة وولائه لوالدته قبل إسلامها وبعد إسلامها، فقد كان هُو أو هريرة رضي الله عَنّْه مغرمًا بوالدته، لكنها كانت كذلك. ما زالت مشركة وحتى هِيْ سبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو هريرة رضي الله عَنّْه حزينًا جدًا على حالتها، وروى عَنّْ أبي هريرة قال دعوت أمي إلَّى الإسلام عَنّْدما كانت مشركة، فدعوتها ذات يوم وسمعتني عَنّْ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهُو ما لم يعجبني، فأتيت إلَّى رسول الله – صلى الله عليه وسلم -. صلى الله عليه وسلم – صلى الله عليه وسلم – لما كنت أبكي. قلت يا رسول الله كنت أدعو أمي إلَّى الإسلام لكنها رفضتني. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اللهم اهد أم أبي هريرة” فقالت رشقة ماء اغتسلت ولبست درعها وأسرعت فِيْ خلع حجابها. فتحت الباب فقالت يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. قال فرجعت إلَّى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأتيت إليه وهُو يبكي فرحًا. قال قلت يا رسول الله بشرى. استجاب صلاتك وهدى والدة أبي هريرة. فحمد الله، وأثنى عليه، وقال قلت يا رسول الله، أدعو الله أن يحبني ويحب أمي إلَّى عباده المخلصين ويحبهم لنا. قال ثم قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – “اللهم اجعل عبادك أحباء، أي أبا هريرة وأمه، على عبادك المخلصين واجعلهم أحباء المؤمنين. ما هُو مخلوق المؤمن الذي يسمعَنّْي ولا يراني بل يحبني.

وكان هذا حاله -رضي الله عَنّْه- قبل إسلامه وبره به. أما بعد الإسلام فقد حدث ولا بأس بذلك. فلما دخل البيت قال لأمه رحمك الله كَمْا ربيتني وأنا طفلة. “كَمْ أنت لطيف جدا معي مبرر.” وحمل والدته إلَّى المرحاض وأخذها منه، وكانت عمياء.
  • وروي فِيْ إحدى الروايات أن أمية الكناني كان رجلاً من أمراء قومه، وله ولد اسمه كلابة. وهاجر كلابة إلَّى المدينة المنورة فِيْ خلافة عمر -رضي الله عَنّْه- فأقام فِيْها فترة، ثم التقى ذات يوم ببعض الصحابة وسألهم أي الأعمال أحسن فِيْ الإسلام، فقالوا الجهاد فالجهاد. فذهبت الكلاب إلَّى عمر رضي الله عَنّْه وطلبت منه أن يرسله للجهاد، فأرسله عمر رضي الله عَنّْه إلَّى جيش بلاد فارس الفاتح. قال “سأترككَمْا لأن ذلك سيكون أفضل بالنسبة لي.” بعد إرضاء والده، دخل فِيْ غزو، فكان بطيئًا وتأخر فِيْ الُغُزو.

وجلس والداه لهم ذات يوم فِيْ ظل النخيل، وعَنّْدما نادت الحمامة كتكوتها الصغير، ولعبت معه، ومضت وجاءت، رأى الرجل العجوز ذلك وبكى، ورآه الشيخ. ابكي. فبكت، ثم ضعيف فِيْ عين الشيخ، فلما تأخر ابنه ذهب إلَّى عمر رضي الله عَنّْه، ودخل المسجد وقال والله ابن الخطاب. فإن لم ترد ابني فسأدعو لك بعرفات ». فأمر عمر رضي الله عَنّْه بإعادة ابنه إليه. قال كلاب فضلته ورضيته بشؤونه، وإن أردت أن أحلبه أتيت إلَّى أكثر الإبل غزارة فِيْ أحمقها، وتركته حتى استقر، ثم غسلت مؤخرته. رجليه – أي ضرعه – حتى يبرد، ثم يحلبها له ويضعها فِيْ الماء. “فأرسل عمر إلَّى أبيه، فجاء الرجل ودخل عمر رضي الله عَنّْه وانهار وانهار. كان بصره ضعيفًا وانحنى ظهره فقال له عمر -رضي الله عَنّْه- كَيْفَ حالك يا أبا كلاب قال كَمْا ترى أمير المؤمنين. لا أحبك اليوم. قال “اليوم يعجبني أنه لا يحب شيئًا. لدي كلابي حتى أشعر بها. “وأحتضنها قبل أن أموت.” فصرخ رضي الله عَنّْه، وقال “تحقق ما تحب إن شاء الله”.

ثم أمر كلابا أن يخرج ويحلب الإبل لأبيه كَمْا كان يفعل، ويرسل له لبنها، فقام، ولما أمر أمير المؤمنين، جاء وسلم الإناء. الى عمر. فأخذه رضي الله عَنّْه، وقال اشرب يا أبا كلاب. أستطيع أن أشم رائحة الكلاب على يدي، فنادى عمر رضي الله عَنّْه وقال هذا كلبك وقد أحضرناه إليك، اعتني بنفسك من بعدهم.

  • يقول الإمام الذهبي أردت أن أذهب وأطلب العلم ولكن أمي منعتني فأجبتها.
  • وفِيْ قِصَّة الثلاثة الذين سقط عليهم حجر وحاصرهم فِيْ أحد الكهُوف، وكل واحد منهم اقترب من ربه بحسنه، قال أحدهم اللهم إن لي شيخان عجوزان، اعتدت أن أخرج وأرعى، ثم أتيت إلَّى اللبن، لذلك أحضرت الحليب، لذلك أتيت إلَّى والديّ وشربوا، ثم أعطيت الماء. “أيها الرجال وعائلتي وزوجتي، لذلك تم حبسي ليلاً فجئت ووجدت أنهم نائمون، فقال ظننت أن أوقظهم وهم يقاتلون عَنّْد قدمي، فلم يوقف ثابتي ومثابرتهم حتى طلوع الفجر، قال ثم دعَنّْا يذهبون.

ومن هذه القصص وما يماثلها نرى أن إكرام الوالدين يقرب الإنسان إلَّى ربه ويفضله، وأن أصحاب هذه الأمة وأتباعها وأهلها الصالحين لم يتخلوا عَنّْ احترام الوالدين وعرفوا قيمتها. اللهم اجعلنا مكرمين مع والدينا، ارحم من مات منهم، وبارك فِيْ حياة من بقي فِيْ الدنيا من رزق.