معركة حطين وأحداثها وانتصار المسلمين بقيادة السلطان صلاح الدي الأيوبي وناسترداد بيت المقدس

معركة حطين هِيْ معركة دارت بين جيوش المسلمين بقيادة القائد الفاتح صلاح الدين الأيوبي والجيوش الصليبية بقيادة غي دي لوزينيان أمير أنطاكية ريمون الثالث. طرابلس ورينو دي شاتيلون أمير قلعة الكرك، حيث دارت أحداث هذه المعركة فِيْ منطقة حتبين قرب قرية المجودة بين الناصرة وطبرية، يوم السبت الموافق 25 ربيع الثاني. عام 583 هـ الموافق 4 يوليو 1187 م، وانتصر جيش المسلمين فِيْ هذه المعركة، والتي أدت بعد ذلك إلَّى تحرير القدس من الصليبيين على يد القائد صلاح الدين الأيوبي.

أسبابه

فِيْ عام 1099 م احتل الصليبيون العديد من المناطق الإسلامية ومن بينها مدينة القدس. هاجمت قلعة الكرك، المعروفة أيضًا باسم عرنات، إحدى القوافل العائدة من بلاد الشام إلَّى مصر، وسرقت القافلة من أموالها كافة. وأسر عَنّْاصر القافلة مخالفة لاتفاقية الهدنة الموقعة عام 1180 م. ولسوء حظه كانت القافلة تابعة لشقيقة القائد صلاح الدين الأيوبي.

ليس ذلك فحسب، فقد يطالب القائد صلاح الدين الأيوبي بتعويض من ملك القدس آنذاك، غي دي لوزينيان، عَنّْ الأضرار التي لحقت بالقافلة. ليس ذلك فحسب، بل طلب صلاح الدين من غي دي لوزينيان محاسبة المسؤولين عَنّْ نهب قافلة شقيقته وخرق اتفاقية الهدنة، لكن الملك غي دي لوزينيان لم يوافق على أن يكون أمير قلعة الكرك وأتباعه المخلصين رينو دي. شاتيلون. وكانت هذه الحادثة هِيْ سبب قيام صلاح الدين الأيوبي بقيادة جيش إسلامي للسيطرة على القدس وتحريرها ومحيطها من أراضي الإسلام التي احتلها الصليبيون.

أحداث المعركة

فِيْ البداية بدأ صلاح الدين بتجهِيْز جيش قوي من المجاهدين المسلمين، ففتح الباب أمام المتطوعين فِيْ مصر للانضمام إلَّى الجيش، وأرسل طلب إمدادات من العراق والجزيرة العربية والشام، حتى تجمع. جيش قوامه 12 ألف فارس و 13 ألف مشاة وعيّن نجله الملك الأفضل قائد الجيش وهُو بنفسه قاد قلب الجيش، عين ابن أخيه تقي الدين عمر مسؤولاً عَنّْ الجيش. . الجناح الأيمن ومظفر الدين كوكبري لقيادة اليسار. من جهة أخرى، حشد الصليبيون نحو 22 ألف جندي من سلاح الفرسان والمشاة، وتطوع العديد من الشبان معهم، حتى ذكرت إحدى الروايات أن عدد الجيش الصليبي بلغ 60 ألف جندي.

فِيْ البداية استولى السلطان صلاح الدين على حصن الكرك والكرك دي مونريالي، فِيْ ربيع 1187 م، تلتها عدة معارك أخرى، مما سمح لصلاح الدين بالاستيلاء على بحيرة طبريا، وقطع المياه عَنّْ الجيوش الصليبية. وأرهقهم العطش، وكان ذلك فِيْ الثاني من شهر تموز من ذلك العام، وكان المسلمون يحرقون الأشجار والأعشاب فِيْ ساحة المعركة لإجبار الجيوش الصليبية على الاشتباك معهم. لوبيا وحطين، شن صلاح الدين هجوماً فهربوا إلَّى تلال حطين وحاصرتهم الجيوش الإسلامية فِيْ التلال. عَنّْد حلول الظلام، توقف القتال، وفِيْ اليوم التالي، الموافق الرابع من يوليو عام 1187، مر حجر الرحى بمعركة حطين بين جيوش المسلمين وجيوش الصليبيين، ونقص المياه وحصارهم فِيْ هلكت تلال حتبين جيش الصليبيين بين العطش والسهام والسهام التي تمطر عليهم من كل جانب من المسلمين وبعد فترة هاجم المسلمون بكل معداتهم وأوقعوا مذبحة كبيرة فِيْ الجيوش الصليبية وقتلوا وجرحوا الكثيرين. وأسر عدد كبير منهم واستسلم آلاف الجنود الصليبيين.

فتحت قوات الجيش الصليبي بقيادة قائد سلاح الفرسان ريموند الثالث أمير طرابلس بأمر من غي دي لوزينيان ملك القدس ثغرة فِيْ القوات الإسلامية التي كانت تحت قيادة تقي الدين. واندفع عمر والصليبيون للخروج من هذه الفجوة معتقدين أنهم هزموا المسلمين، لكن السلطان صلاح الدين الأيوبي حاصر الجيش. نصفِيْن الصليبي والشاطرة، استمرت المعركة حوالي 7 ساعات، قُتل خلالها العديد من جنود الجيش الصليبي وأسرهم، وأسر الملك غي دي لوزينيان ملك القدس آنذاك على يد صلاح الدين، بالإضافة إلَّى العديد من القادة. .

نتيجة معركة حطين

هزم الجيش الصليبي مدينة شناعة وقتل العديد من قواتها وأسر العديد من قياداتها وفرسانها ومن بينهم أسير ملك القدس ومعه مائة وخمسون فارساً ومعهم رينو دي شاتيلون (أرنات). صاحب قلعة الكرك، وغيره من كبار قادة الصليبيين. عامل صلاح الدين الأسرى بلطف وأمرهم أن يأكلوا ويشربوا إلا عرنات حيث ذكّره السلطان صلاح الدين بأفعاله المخزية ثم عرض عليه الإسلام، لكنه رفض، فواجهه صلاح الدين وقطع رقبته. سيف للوفاء بوعده، فقد نذر بقتل أرناتوس مرتين، مرة عَنّْدما أراد السير إلَّى مكة والمدينة، والمرة الثانية عَنّْدما نهبوا القافلة واستولوا عليها غدراً.

بعد معركة حطين، استولت الجيوش الإسلامية على جميع المدن الساحلية، بما فِيْ ذلك عكا وبيروت وصيدا ويافا وقيصرية وعسقلان. فِيْ النصف الثاني من سبتمبر 1187، حاصرت قوات السلطان صلاح الدين القدس ولم تستطع حاميته الصغيرة حمايتها من ضغط 60.000 رجل. بعد ستة أيام استسلمت، وفِيْ 2 أكتوبر 1187، رفعت رايات التوحيد فوق القدس لإعادة القدس إلَّى أيدي المسلمين.

لقد عامل صلاح الدين الصليبيين معاملة حسنة، على عكس ما فعله الصليبيون عَنّْدما دخلوا القدس، وقتلوا الأبرياء وسفكوا الدماء والمسلمين.