العدل والإنصاف قِصَّة الوزير العادل والمزارع المسكين بقلم عبد المنعم عبد الراضي

قِصَّة رائعة عَنّْ العدل والإنصاف بعَنّْوان الوزير الصالح والمزارع الفقير نقدمها لك فِيْ هذا المقال من موقع الحلم. نحن نتمنى أن ترغب فِيْ ذلك. يمكنك العثور على المزيد فِيْ قسم القصص والدروس.

الوزير الصالح والفلاح الفقير

كان رجل جالسًا فِيْ خزانة الوزير محمد بن عبد الملك، ودخلته مجموعة من الناس كانت لديهم شكاوى ومشاكل كثيرة جدًا. تكلم، وعَنّْدما وجده الوزير وحيداً، يظن أنه بحاجة إلَّى نقود وليس لديه شكوى، نظر إليه وسأله هل تحتاج إلَّى نقود أم طعام قال الرجل لا، ولكن الظلام لي.

تعجب الوزير وقال ولكني أرى جانبًا واحدًا فِيْ الظلام، فأين الذي ظلمك قال الرجل إنه خائف، يرتجف لأنه هنا، فِيْ هذه الغرفة التي تجلس فِيْها يا سيادة الوزير، قال أين هُو الذي أساء إليك يا رجل لا أجد أحدًا فِيْ القاعة إلا أنا وأنت. قال الرجل ومن يعطيني الأمن عَنّْدما أذكر من أساء إلي .. قال الوزير أحجية لكَمْ، أفلا تجدون معَنّْا حماية حتى تسألوا عَنّْها غيركَمْ

قال الرجل حاشا لي، ولكن هِيْبتك تعيقني، وبلاغتك تبطل لساني. ضحك الوزير نحمد الله على ما قلته، ولكن دعَنّْا نقول، ولا نخاف هِيْبتي، ولا نخاف إلا الله تعالى، فأنت وأنا رجال متساوون فِيْ خدمتنا لله، قال الرجل لـ نفسه. أنا فِيْ معضلة صعبة فكَيْفَ أقول له إنك من آذيتني يا وزير وهُو رجل صالح رغم أن الظلم الذي أصابني لم يحدث منه مباشرة، لكن الذي ظلمني هُو عامله وصاحب ماله، وطبعا هُو أعز إليّ مني، فلا يمكنني أن أؤيده ضده فهُو خادمه وصاحب أمواله، وبينما كان الرجل يهتم بشؤونه سمع صوت الوزير يقول له تعال، أظهر شكواك، أيها الرجل، و لا تتأخر.

قال الوزير بدهشة لماذا لم تشتكي على الفور من شكواك قال الرجل كنت خائفة من ظلم وقوة صديقك .. قال الوزير ومن يدفع الجزية على هذه الأرض للخزينة قال الرجل أنا يا معالي الوزير، قد يسجل اسمي صاحب هذا البستان. قال الوزير من يحصد حصادك قال الرجل صديقك ورجاله والوزير بدت عليهما علامات القلق، نظر بعيدًا ثم قال مهددًا أنت تدفع الضريبة وسنأخذ البستان وإيراداته.

ثم قال الوزير هل أنت متأكد من الرجل فجمع قوته وقال نعم يا سيدي … أؤكد لك ذلك. قال الوزير ما يشهد على صدق ما تقول … قال الرجل أجد بين يديك الدليل والشاهد حاضر وقد لا تراها بوضوح أمامك يا سيادة الوزير الدليل أمامي، فأين هُو الرجل الضريبة، يا سيدي، والحديقة، سيدي، وصديقك، ألا تسألونه … هل ينفِيْ الضريبة التي أدفعها بهدوء بدا مقتنعًا بما قاله الرجل، لكنه كان يبحث عَنّْ حل مثالي يرضي الله تعالى، ثم قال الوزير أشعر بصدق الحديث وقوة شهادتك وشهُودك، كان علي أن أكتفِيْ بما قتله من دفعك ضرائب على هذه البستان، قال الرجل أشك والله أعلم أنك تريد أن تضع عقبات أمامي، لأن البستان لم يعد مالك.

نظر الوزير إلَّى حراسه وقال بحدة أحضروا عاملي هذا بسرعة، فجاء الرجل، وعَنّْدما سأله الوزير، لماذا فعلت هذا قال بستانه فِيْ وسط أرض الوزير الواسعة والواسعة، فلا حكَمْة أن تتركها للآخرين وهِيْ فِيْ ملكك.

ابتهج الرجل ووقف وشكر الوزير على عداله. قال الوزير بلطف وحزم لم أتكلم بعد أيها الرجل الصالح. أخذنا غلة الخاص بك.

قال الرجل كفى يا وزير، لقد أخذت حقي. قال الوزير لا .. هل بقي شيء قال الرجل وما هُو قال الوزير يجب أن نتفق على استصلاح وإصلاح أرضكَمْ، لأننا ربما أهملناها عَنّْدما زرعَنّْاها، ولذلك قررت أن أخصص لكَمْ ما يصلحها ويطورها.