المطر الحمضي تعرف علي مخاطره واسباب تكونه

معلومات علمية مفِيْدة عَنّْ المطر الحمضي وتكوينه ومخاطره.

تعريف المطر الحمضي

المطر الحمضي ظاهرة حديثة جذبت الانتباه هذه الأيام بعد أن تسببت فِيْ الكثير من الأضرار بمختلف مكونات البيئة من حولنا. يمكن تعريف المطر الحمضي بأنه مياه الأمطار التي تحتوي على تركيزات عالية من حامض الكبريتيك وحمض النيتريك، تتكثف ذراتها إلَّى حد كبير مع السحب، وعَنّْدما تمطر، يذوب هذان الحمضان ويشكلان ما يسمى بالمطر الحمضي. بدأت ظاهرة المطر الحمضي مع ظهُور الثورة الصناعية فِيْ منتصف القرن التاسع عشر وكانت تعتمد بالكامل على الفحم والنفط. كان الكيميائي الإنجليزي روبرت سميث أول من لاحظ هذه الظاهرة وسجلها عام 1872 م. وأشار فِيْ تقريره إلَّى وجود علاقة وثيقة بين الدخان والرماد. يرتفع فِيْ الهُواء من مداخن المصانع – فِيْ مدينة مانشستر الإنجليزية، وبين الحموضة التي لوحظت فِيْ مياه الأمطار المتساقطة على المناطق المحيطة بهذه المدينة.

على الرغم من ذلك، لم يلاحظ المجتمع الغربي شدة هذا المطر إلا قبل حوالي ثلاثين عامًا، عَنّْدما لاحظ عالم سويدي يُدعى ويسفانت أودين فِيْ عام 1967 م أن الأمطار التي تهطل على بعض مناطق السويد تزيد من حموضتها بمرور الوقت، كَمْا هُو الحال فِيْ هذا العالم. مبين. أن هذا المطر هُو نتيجة ذوبان الغازات الحمضية التي تصعد من مداخن المصانع فِيْ بخار الماء الموجود فِيْ الغلاف الجوي، وتلفت الانتباه إلَّى مخاطر هذا المطر الحمضي وآثاره المدمرة على مختلف عَنّْاصر البيئة الطبيعية التي تحيط بنا. . فِيْ البداية، كان هناك من يعتقد أن المطر الحمضي ناتج عَنّْ بعض العوامل الطبيعية التي لا علاقة لها بالإنسان، مثل الغازات الحمضية التي يمكن أن تتدفق أحيانًا من البراكين، أو تحدث فِيْ حرائق الغابات، أو تكون نتيجة التحلل. بقايا نباتية وحيوانية، لكن ثبت خطأ هذا الاعتقاد لأن هذه العوامل الطبيعية كانت موجودة منذ العصور القديمة. قد تندلع البراكين فِيْ بعض الأحيان، وقد تحدث حرائق الغابات من وقت لآخر، وتتحلل جثث الكائنات الحية الميتة كل يوم. لم يظهر المطر الحمضي بشكله الحالي الشديد حتى القرن الماضي ويجب أن يرتبط بشيء جديد حدث فِيْ هذا القرن.

أسباب المطر الحمضي

لقد ثبت بالفعل بما لا يدع مجالاً للشك أن السبب الرئيسي للأمطار الحمضية هُو محطات الطاقة الضخمة والمراكز الصناعية الموجودة فِيْ العديد من البلدان والتي تحرق كَمْيات هائلة من الوقود وتدفع كَمْيات هائلة من الأحماض. غازات مثل ثاني أكسيد الكربون فِيْ الغلاف الجوي. الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين. يتكون المطر الحمضي على النحو التالي. يرتفع ثاني أكسيد الكبريت (S02) وغازات ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) من مداخن المصانع وعوادم السيارات والوقود المنزلي وما إلَّى ذلك، حيث تتفاعل مع بخار الماء فِيْ الغلاف الجوي والأكسجين. التحلل الناتج لطبقة الأوزون (O3) بفعل أشعة الشمس، ربما حامض الكبريتيك (H2So4) وحمض النيتريك (HNO3)، مع وجوده على سطح الأرض على شكل مطر حمضي.

الأضرار الناجمة عَنّْ الأمطار الحمضية

لقد وجد أن حمض النيتريك لا يساهم فقط فِيْ تكوين المطر الحمضي، بل يؤدي أيضًا إلَّى استنفاد طبقة الأوزون، والدليل على ذلك تأكيد العلماء على وجود قطرات من هذا الحمض فِيْ الغلاف الجوي فِيْ القطبين الشمالي والجنوبي بالقرب من ثقب الأوزون، والعديد من الآثار الخطيرة والسيئة التي تسببها الأمطار الحمضية لأنها تسبب أضرارا جسيمة لجميع جوانب البيئة المائية والزراعية والصناعية والصيدية. بدلاً من ذلك، يمتد ضررها إلَّى السياحة فِيْ السويد، تم نشر إحصائية مؤخرًا تنص على أن 18000 بحيرة فِيْ السويد قد تأثرت بالمطر الحمضي، وأن حوالي 4000 بحيرة منها أصبحت محمضة. تماما بدون أسماك وتعاني ألمانيا من هذه الظاهرة. وتشير التقديرات إلَّى أن الأشجار الحرجية تضيع سنوياً بنحو 800 مليون دولار من جراء هذه الأمطار الحمضية، بالإضافة إلَّى ما يتلف من محاصيل زراعية أخرى، والتي تقدر قيمتها بنحو 600 مليون دولار على مستوى العالم. كَمْا امتد إلَّى بعض المرافق السياحية كالمباني والتماثيل والآثار سواء كانت حجرية أو برونزية، ناهِيْك عَنّْ الأضرار الزراعية والصحية الجسيمة التي أضيق من ذكرها.