قصص للاطفال قبل النوم قِصَّة حكاية ريشة بقلم أحمد طوسون

الآن نحكي لكَمْ قصص ما قبل النوم للأطفال، جميلة ومضحكة للأطفال كتبها أحمد طوسون، نتمنى أن تنال إعجابكَمْ.

ريشة خرافِيْة

اسمي ريشة، أما بالنسبة لأمي وأبي، فأنا لا أعرفهم لأنني صغيرة جدًا وهناك أشياء كثيرة لا أعرفها، لكنني أتعلم شيئًا جديدًا كل يوم. أبيض، ولم يلاحظه أحد، وربما أنت لم يكن على دراية بحضوري أو رغباتي.

وفِيْ يوم من الأيام، طار طائرتي الصغيرة عالياً ونشرت جناحيها إلَّى أقصى حد، وكان على الريشة الكبيرة أن تسترخي فِيْ الشمس وتستمتع بالنسيم المنعش، حتى استطعت لأول مرة رؤية ضوء الشمس الساطع وأشعةها الذهبية والسماء الزرقاء الصافِيْة، لكن الريح العاتية أرادت أن تلعب مع طائر صغير لم ينتبه إلَّى مزاحته الغبية، فاصطدم بسحابة بيضاء باردة وجميلة غطته بقيئه.

أراد طائرتي أن يطوي جناحيه ويستعيد توازنه حتى لا يسقط. لقد انشغل بتوجيه اللوم إلَّى الريح المشاغبة لمفاجآتها المؤذية. لم تلاحظني الأقلام الكبيرة انزلقت من منزلهم إلَّى المساحة الواسعة والواسعة. أمسكت بي ريح شقية قبل أن أسقط وأمسكت بي حتى بدت معلقة فِيْ الفضاء للحظة. كانت سعيدة معي. حملتني فِيْ راحة يديها واستمرت فِيْ اللعب معي، ورمتني عالياً ثم تركتني أنزل بهدوء لأنها كانت مندهشة من فشلي السريع فِيْ السقوط على الأرض.

أنا عديم الوزن تقريبًا وطرت بلا أجنحة، وكان الفضاء واسعًا حولي والشمس المشرقة لونت الأرض بلون ذهبي جميل، نظرت إلَّى الأرض والمنازل والسيارات والأشخاص الذين يمشون عليها، ورأيتهم صغيرة جدًا من فوق لكنها بالطبع ليست صغيرة مثل حجمي، فِيْبدو أن الريح كانت فِيْ مزاج سيئ، فأثارت زوبعة من الغبار، ثم عواء وعواء ولفت كفه ونفخت فِيْ وجهِيْ نفخة طويلة. طرت بعيدًا عَنّْه، وسقطت بشكل أسرع وأسرع حيث كان يقترب من الأرض حتى تمسك بزجاج النافذة فِيْ أحد المباني العالية، فِيْ تلك اللحظة فتح صبي صغير النافذة ودفعتني الرياح مرة أخرى فكان يرتجف من الخوف، ظن أن حشرة صغيرة تهاجمه. حاول أن ينفضها عَنّْ وجهِيْ بإصبعه الصغير وقال يا أخي!

رفعت أنفاسه الدافئة حيث تبعَنّْي بنظرته ورأيت ابتسامة جميلة فِيْ عينيه بدلاً من التحديق فِيْ الغصن وهُو يتعرف علي ويعرف أنني كنت ريشة ناعمة لن تؤذي أحداً وبدلاً من الهروب مني. لقد تأكد من أنه يلاحقني ويمسك بي ويبدو أن الريح الشقية تحب اللعبة لذا ساعدني كثيرًا فِيْ إبعاد يديه عَنّْي .. لكنها انسحبت فجأة وبدا أنها مشغولة بألعاب أخرى وهِيْ جيدة. مثل ضرب القبعات على رؤوس فتيات صغيرات وتركني أسقط بين يديه.

ظل الصبي الصغير ينفخ فِيْ وجهِيْ ويطير عاليا ويلاحقني مرة أخرى، لكنه كان يشعر بالملل ولم يلعب طويلا، وكانت هذه هِيْ اللعبة الوحيدة التي يمكنني لعبها منذ أن تركت مسكني فِيْ جناح طائرتي الصغير المسكين. ولم أكن أعرف أي شيء آخر يمكنني فعله .. ما الذي يمكن أن تفعله ريشة صغيرة .. أكثر من الطيران والطيران عالياً ! لكن الصبي أخذ ورقة كبيرة وعلبة من الدهانات الزيتية من المائدة وغمسني فِيْها. أعطتني زوجتها وبروتها قشعريرة لطيفة. رسم الصبي صورة جميلة للأنهار والحيوانات والطيور تحلق فِيْ السماء، وللمرة الأولى اكتشفت أنني أستطيع أن أفعل شيئًا جميلًا غير الطيران عالياً والسقوط على الأرض.

لكن بعد ذلك شعرت بأنني ثقيل للغاية وتشبثت بلعبة الدهانات الزيتية ولم تستطع الرياح أن تحركني من مكاني. شعرت بالحزن والأسى على الرغم من ألوان قوس قزح التي غطت لوني الأبيض بعد أن فقدت حريتي وقدرتي على الطيران ثم عرفت أن أجمل شيء فِيْ الحياة هُو أن تكون حراً وأنت تستطيع الطيران. طوال الوقت … ربما رأى الصبي الصغير دموعي وهِيْ تتدفق، لذلك حملني وفتح صنبور الماء فوق جسدي، وبعد ذلك جفت الريح جسدي، حتى شعرت أنني كنت خفِيْفًا مرة أخرى و استعادت القدرة على الطيران، فقد كنت مدينًا للصبي الصغير الذي أنقذني من الألوان التي التصقت به، تمامًا كَمْا أنني مدينة للرياح التي جفتني وساعدتني على الطيران مرة أخرى. شكرتها، لكن الريح حملتني وحلقت بعيدًا قائلة لست بحاجة إلَّى شكرك، فأنت ما زلت صغيرة ونحتاج دائمًا إلَّى مساعدة الكبار عَنّْدما يواجهُون مشكلة.

لم أكن أعرف من أين حصلت الرياح على كل هذه الحكَمْة، على الرغم من الألعاب السخيفة التي يلعبها أحيانًا مع أصدقائه. منذ ذلك الحين، أصبحت الريح وأنا صديقين وخاضنا العديد من المغامرات الرائعة معًا، وعلى الرغم من نقاط ضعفِيْ، يمكنني القيام بأشياء لم أكن أعتقد أنني أستطيع القيام بها. ذات مرة استخدمني صبي لأعزف على العود واستخدمني كاتب كقلم ليروي للأطفال قصته بعد أن غمسني بالحبر. عرضت علي إحدى الأمهات أن أصنع وسادة من الريش لابنتها الصغيرة أو أن أزين قبعتها، لكنني رفضت، وفِيْ رحلتي علمت أن تجربة الحياة تمنحني الخبرة والمزايا، ويجب ألا تنتهِيْ حياتي وأنا محاصر فِيْ وسادة.

قررت البحث عَنّْ وظيفة تفِيْدني وتفِيْد الآخرين ولا تسلب حريتي، وهُو أثمن شيء لدي، لذلك ساعدت عصفورًا جميلًا فِيْ بناء عش يضع فِيْه بيضه وزوجته حتى يتم ذلك. يفقس بناء الأعشاش التي تحتضن الحب والأشبال.