فِيْ أي سنة فرض الصيام

فِيْ أي سنة كان الصيام

الصوم عبادة عظيمة ووسيلة لتقريبنا من الله تعالى. بالإضافة إلَّى واجبه. الصوم هُو الإمساك عَنّْ الأكل والشرب من طلوع الفجر إلَّى غروب الشمس. أمرنا الله بصيام شهر كامل من السنة وهُو شهر رمضان المبارك.

وأما صوم التطوع، وصوم اليمين، وصوم الكفارة فليس بواجب، وبعضها واجب، والبعض الآخر مستحب. وكذلك فِيْ صيام أيام البياض ويوم الاثنين والخميس من سنن النبي صلى الله عليه وسلم.

أما صيام رمضان فهُو واجب فردي على كل مسلم موحد بالله تعالى، ومن أفطر فِيْ شهر رمضان فعليه أن يقضيه بعد انتهاء الشهر.

الدليل على ذلك قول الله -تعالى- فِيْ سورة البقرة فِيْ الآية رقم 185 (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ لا ينوى عليك مشقة، وأن تكَمْل هذه المدة، وأنك تحمد الله على ما هداك، ولعلك شاكرة).

وفِيْما يتعلق بالحديث عَنّْ الجواب فِيْ سنة فرض الصيام نشير إلَّى ما ورد فِيْ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أن الصوم فرض فِيْ السنة الثانية من هجرة الأمم. المختار – صلى الله عليه وسلم – ويقال أنه فرض فِيْ شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة، أي أنه فرض فِيْ المدينة المنورة، وعَنّْد بعض العلماء يتوافق مع عام 624 م والله سبحانه أعلم.

وافق جميع علماء الدين الإسلامي وأئمته على فرضية صيام شهر رمضان المبارك على ما جاء فِيْ الآيات القرآنية والسنة النبوية الشريفة للنبي ورسول الله – صلى الله عليه وسلم -. قال (بني الإسلام على خمس الشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقامة الصلاة إخراج الزكاة والحج وصيام رمضان) صحيح الحديث رواه عبد الله بن عمر مصدره. هُو صحيح البخاري.

مرحلة الصوم

إن ما يميز الشريعة الإسلامية هُو التدرج فِيْ الأحكام، فإن الله تعالى لم يفرض فِيْ فرضيته إلا التدرج، مع مراعاة أحوال الأمم قبل ذلك، ورذائلها وسلوكها المنكر. جاء الكحول تدريجياً لأن معظم الناس كانوا مدمنين على الكحول.

وبنفس الطريقة، أمر الله عز وجل بالصوم على ثلاث مراحل، مع مراعاة المسلمين وطبيعة أرواحهم وعاداتهم ومبادئهم، وسنوضح لكَمْ المراحل التالية من الأمر. يصوم بمجرد أن يجيب فِيْ أي سنة يأمر بالصوم.

1- المرحلة الأولى من ملحمة الصيام

كانت المرحلة الأولى فرض الصيام، وهُو صيام يوم عاشوراء، حيث ذهب الرسول إلَّى المدينة المنورة ورأى أن اليهُود كانوا صائمين، على مثال موسى – صلى الله عليه وسلم – أمر الصحابة والمسلمين. أن يصوم ويفرض الصوم على عاشوراء فِيْ السنة الأولى لهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

ثم ألغى فرض صيام عاشوراء بدخول صيام شهر رمضان المبارك، فلما فرضه الله على المسلمين، أعطى النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين خير صوم عاشوراء فلم يعد واجباً عليهم (فِيْ أمر عائشة رضي الله عَنّْها أن يوم عاشوراء كان صاماً فِيْ عصر الجاهلية، فلما جاء من يريد ذلك). الصوم فِيْ الإسلام ومن يريد أن يترك) حديث صحيح مصدره صحيح مسلم.

2- المرحلة الثانية من ملحمة الصيام

ألغى الله صيام يوم عاشوراء بجعل صيام رمضان خياراً بين الصوم ودفع الفدية، وهذا كَمْا قال الله تعالى

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ*أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (سورة البقرة 183، 184).

3- المرحلة الثالثة من ملحمة الصيام

نسخ الله تعالى آية الاختيار فِيْ صيام شهر رمضان لفرضها على الأمة الإسلامية بأسرها دون خيار، وهِيْ ترك الأكل والشرب وما يخالف الصيام الذي أبلغنا الله به منذ الفجر. إلَّى غروب الشمس حتى نهاية شهر رمضان.

جاء الدليل فِيْ قوله -جل وعلا- (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ ما هداك فتكون شاكرا ”(البقرة 185).

هل الصوم مفروض على الأمم السابقة

بعد أن نعلم فِيْ أي سنة صوم الصيام علينا أن نعرف هل كان الصيام واجباً قبل ذلك أم لا.

(يا أيها الذين آمنوا الصوم مكتوب لكَمْ كَمْا كتب لمن قبلكَمْ لكي تخافوا)