أبو القاسم الشابي نبذة عَنّْ حياته واهم اعماله ومقتطفات من قصائده

أبو القاسم الشابي من أشهر الشعراء التونسيين فِيْ العصر الحديث وله العديد من القصائد الهامة. لنناقش معكَمْ الآن فِيْ هذا المقال عبر موقع أحلام معلومات موجزة وملفات شخصية عَنّْ حياة أبو القاسم الشابي وأهم أعماله وقصائده، بالإضافة إلَّى مقتطفات بارزة من أجمل القصائد التي كتبها. قدم هذا الموضوع لكَمْ من خلال قسم الشخصيات ووسائل الإعلام.

باختصار عَنّْ حياته

الشاعر ابو القاسم الشابي من مواليد احدى مدن تونس ووالده الشيخ محمد الشابي عمل فِيْ القضاء وانتقل باستمرار بين مختلف مدن تونس وعين قاضيا فِيْ العديد من المدن وهناك تصريحات كثيرة تدل على أن عائلة الشيخ الشاب انتقلت معه إلَّى مختلف المدن التي كان يعمل بها، ومنها أبو القاسم الشابي نجله البكري. بقي الشابي فِيْ تونس حتى مرض وقرر العودة إلَّى مدينة توزر، لكنه لم يعيش هناك طويلا بعد إصابته وتوفِيْ عام 1929 م.

كان أبو القاسم الشابي من أصغر شعراء العصر الحديث. وعلى الرغم من ذلك فقد كان شاعراً متميزاً بالرومانسية والحس العالي وقوة الأسلوب والرصانة. كَمْا كان لديه كلمات خفِيْفة قريبة من القلب تلامس المشاعر، ويمكنه أن يختار عبارات بلاغية قوية صاغها فِيْ شكل شعري جميل ومميز، حتى الآن ترك لنا أمثلة مؤثرة وناجحة من القصائد الشعرية البارزة التي لا تزال حية حتى يومنا هذا. وتعلم الكثير من المغنين من شعره اختاروا أبيات لغنائها وبذلك أصبحت من أشهر أبيات الشاعر أبو القاسم الشابي.

أجمل قصائد أبي القاسم الشابي

قصيدة عَنّْ إرادة الحياة

إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ .. فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي .. وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ .. تَبَخَّـرَ فِيْ جَوِّهَـا وَانْدَثَـر فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ .. مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ .. وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ .. وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ .. رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ .. وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ .. يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دماء الشباب … واختلطت بصدري وانسكبت، سمعت قسوة الاضطهاد … والريح تعزف والمطر يناديني. “أُبَارِكُ فِيْ النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ .. وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ .. وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ .. وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ .. وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي رحيم .. عَنّْدما احتوت تلك الحفر على الموتى، ويل لمن لم تفترق معهم الحياة .. من لعَنّْة العدم، المنتصر! وفِيْ ليلة خريف … كان أقل من الأساس، وكانت الجلطة سكر ذلك من نور النجوم … وغنيت للحزن حتى مناسك الله فَلَمْ تَتَكَلَّمْ شِفَـاهُ الظَّلامِ .. وَلَمْ تَتَرَنَّـمْ عَذَارَى السَّحَـر وَقَالَ لِيَ الْغَـابُ فِيْ رِقَّـةٍ .. مُحَبَّبـَةٍ مِثْلَ خَفْـقِ الْوَتَـر يَجِيءُ الشِّتَاءُ، شِتَاءُ الضَّبَابِ .. شِتَاءُ الثُّلُوجِ، شِتَاءُ الْمَطَـر فَيَنْطَفِىء السِّحْرُ، سِحْرُ الغُصُونِ .. وَسِحْرُ الزُّهُورِ وَسِحْرُ الثَّمَر وَسِحْرُ الْمَسَاءِ الشَّجِيِّ الوَدِيعِ .. وَسِحْرُ الْمُرُوجِ الشَّهِيّ العَطِر وَتَهْوِي الْغُصُونُ وَأَوْرَاقُـهَا .. وَأَزْهَـارُ عَهْدٍ حَبِيبٍ نَضِـر وَتَلْهُو بِهَا الرِّيحُ فِيْ كُلِّ وَادٍ .. وَيَدْفنُـهَا السَّيْـلُ أنَّى عَـبَر وَيَفْنَى الجَمِيعُ كَحُلْمٍ بَدِيـعٍ .. تَأَلَّـقَ فِيْ مُهْجَـةٍ وَانْدَثَـر وَتَبْقَى البُـذُورُ التي حُمِّلَـتْ .. ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر وَذِكْرَى فُصُول ٍ، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ .. وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَـر مُعَانِقَـةً وَهْيَ تَحْـتَ الضَّبَابِ .. وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ الْمَدَر لَطِيفَ الحَيَـاةِ الذي لا يُمَـلُّ .. وَقَلْبَ الرَّبِيعِ الشَّذِيِّ الخَضِر وَحَالِمَـةً بِأَغَـانِـي الطُّيُـورِ .. وَعِطْرِ الزّ ُهُورِ وَطَعْمِ الثَّمَـر وَمَا هُـوَ إِلاَّ كَخَفْـقِ الجَنَاحِ .. حَتَّـى نَمَا شَوْقُـهَا وَانْتَصَـر فصدّعت الأرض من فوقـها .. وأبصرت الكون عذب الصور وجـاءَ الربيـعُ بأنغامـه .. وأحلامـهِ وصِبـاهُ العطِـر وقبلّـها قبـلاً فِيْ الشفـاه .. تعيد الشباب الذي قد غبـر وقالَ لَهَا قد مُنحـتِ الحياةَ . وظلت فِيْ نسلك المقتصد، وباركك النور، فاستقبل شباب الحياة وخصب الحياة، ومن يعبد النور أحلامه .. وقد ظهر لك النور، والنور لك. . الحقول حلاوة الثمار، حقد الازهار، باقية النسيم، باقية الغيوم … والنجوم، باقية القمر وبقية الحياة ورغباتها … وإغراء هذا القوة المفرطة وشفاء الداجي من الجمال العميق .. يشبه الخيال بالفكر ومد يده للمجهُول وسحر الذبيحة .. الغسل .. ضاع البخور وبخور الزهرة وروح المجهُول. ولوح الجمال .. بأجنحة ذروة إشراقها. غنى بناء الحياة المقدسة ..

أراك، فتصبح حياتي حلوة، فِيْ الصباح، يملأ الأمل روحي، وتنبت فِيْ صدري ورود العذاب، وفِيْ قلبي المحترق أشفق، لذلك فِيْك أعبد جمال السماء، ورقة الربيع. الوردة الخضراء ونقاوة الثلج وسحر القوس مغطى بأشعة الطفل *********** **** أراك حتى تنبض أعصاب قلبي وتهتز مثل اهتزاز الأوتار والعاطفة يسري على طولهما، فِيْ حنان أطراف أصابعي، طريًا، مثل نضارة الزهرة، فتخطو أغاني قلبي، غردات السكر، تحت ظلال القمر وتملأني بالنشوة، بدون حدود، كَمْا لو أصبحت فوق الناس، أريد أن أعانق روحي بما فِيْ ذلك الأرواح، أو الأشجار

الرغبات المفقودة

لم أجد فِيْ الوجود سوى البؤس …… سرماديا وتلاشي اللذة والأمل .. الدموع تغرق أحلى ما لديهم …… والزمن يدمر صدىهم والأغاني تلتهمه لهِيْب الدم …… .. تبقى ملذاته وأحزانه و الورود تموت فِيْ قبضة الأشواك ….. أي حياة مملة هذه هل لي أن أظل كَمْا اعتدت أن أكون، الضوء … شائع فِيْ الهُواء، وليس محاصرًا