كَيْفَ أصبح الانعزال الأسري سمة غالبة فِيْ معظم الأسر الحديثة

يمر المجتمع بظاهرة خطيرة تسمى “العزلة الأسرية”. وقد انتشرت هذه الظاهرة بشكل كبير فِيْ الآونة الأخيرة ولها أسباب عديدة ولها تأثير سلبي على الأفراد. من الضروري الانتباه إلَّى هذه الظاهرة التي أصبحت سائدة فِيْ معظم الأسر الحديثة.

عَنّْدما نتحدث عَنّْ الأسرة، يجب أن نركز كل اهتمامنا عليها، ومعرفة المشاكل التي تحلها، والبدء فِيْ حل المشكلة والبحث عَنّْ الحلول الممكنة لتجنب العقبات التي تقف أمامها والتي كانت حجر عثرة كبير. طريقة نجاحه. تسبب العزلة الأسرية مشاكل كبيرة للأسرة، فلا وجود لمجتمع قوي دون بناء أسرة قوية يمكن أن تنتج أبناء صالحين قادرين على بنائها والعمل فِيْها، والتفاعل الإيجابي اللازم، والعزلة الأسرية مثل المرض الخبيث. إذا دخلت الأسرة وتوسعت فِيْها وأصبحت قادرة على ذلك، تسبب فِيْ الانقسام والانهِيْار التام لجميع أفراد الأسرة، ويصبح الواقع مؤلمًا، من يحب نفسه فقط ولا يهتم بالآخرين. لذلك نحتاج إلَّى مناقشة العزلة الأسرية وأسبابها وكَيْفَِيْة التعامل معها ومخاطر العزلة الأسرية على الأفراد والمجتمع.

تعريف العزلة الأسرية

قبل أن نتحدث عَنّْ العزلة الأسرية، دعَنّْا نذكر معَنّْى العزلة الأسرية. كلمة “انعزال” تعَنّْي أن كل فرد من أفراد الأسرة منعزل عَنّْ الآخر، وهذه العزلة يمكن أن تكون حقيقية أو معَنّْوية. والعزلة الحقيقية هِيْ بين أفراد الأسرة، ومن مظاهر ذلك عدم وجود حوار بينهم، أو الانشغال بالمشتتات كالهُواتف الخلوية والألعاب الإلكترونية، وهناك العزلة الأخلاقية، وهِيْ السلبية فِيْ التعامل مع عدم اكتراث الأخ بمشاكل أخيه مثلاً، والأنانية المفرطة فِيْ حب الذات. العزلة هِيْ حالة ينفصل فِيْها الفرد عَنّْ الآخرين وينفصل الأخ عَنّْ إخوته ويمكن أن تصل إلَّى مرحلة انفصال الأب أو الأم عَنّْ أطفالهم، بينما فِيْ العزلة الأسرية لا يشترط فصل الوالدين. لأن الأسرة كلها قد تبدو طبيعية ولكنها تتفكك من الداخل لأسباب ومشاكل معينة وهِيْ ظاهرة خطيرة تسبب مشاكل كثيرة ولكن يمكن علاجها بعدة طرق.

علامات العزلة الأسرية

من مظاهر العزلة الأسرية أن يجد الفرد نفسه فِيْ عزلة، ويعتقد أن هذا يسبب راحة البال، وأن الوحدة أفضل بكثير من وجوده بين إخوته، أو الخوف من الاتصال بالآخرين، وكذلك الميل إلَّى ذلك. التعامل مع العالم الافتراضي ورفض الواقع الحقيقي، لذلك سترى كل وقتك مقسمًا على الشبكات الاجتماعية، ويمكنك حتى العثور على أصدقاء من خلال هذه المواقع بناءً على عدم قبول واقعهم الحقيقي والحالي، ومن أهمها مظاهر العزلة الأسرية هِيْ غياب الأم والأب بسبب ساعات العمل معظم الوقت من المنزل وهذا الغياب لا يعوضه الندم وكذلك عدم قبول كل فرد من أفراد الأسرة إلَّى آخر بمعَنّْى أنه لا يفعل ذلك. يتقبل رأيه ولا يقبل فكرته ولا يتورط فِيْ حل المشاكل المتبادلة، وعدم الاهتمام، وعدم الشعور بالحب، وعدم التفاعل بينهم، وعدم الحوار والعزلة الأسرية يظهر فِيْ عدم إيلاء أهمية لذلك. لقاءات يومية أشياء مثل التجمع على مائدة الطعام أو إجراء محادثات مهمة ومشاجرات يومية لأصغر الأسباب.

أسباب العزلة الأسرية

من أهم أسباب العزلة الأسرية غياب الدور المهِيْمن للأب فِيْ مجتمعَنّْا بسبب العمل الدائم على توفِيْر الطعام والشراب ومستلزمات الحياة لأبنائه، ولم يدرك أن الأولوية هِيْ المصلحة الأخلاقية ويستند إلَّى وجوده فِيْ البيت بين أولاده. تتحمل الأم العبء الثقيل من غياب الحوار البناء، وقلة الاهتمام والقيود، ومن الأسباب عدم قدرة الأب والأم على إدارة الموقف والتعامل معه بشكل صحيح، وغياب الوعي الثقافِيْ والفكري. وأيضا من أهم أسباب العزلة الأسرية هِيْ “علاقة الأم بالأب”. العلاقة التي تسود بين العصبية والعَنّْاد بين المولود بالضرورة عَنّْدما يشعر الأطفال بالخوف وعدم الراحة، يضطر كل منهم إلَّى الابتعاد وعزل نفسه.، فضلًا عَنّْ الاستخدام المفرط للإنترنت، فهذا سلاح خطير يميز بين أفراد الأسرة المتصلين، ومن أسباب العزلة الأسرية الشعور بالوحدة وإنكار الذات وغير ذلك من الأمور الطبيعية التي يمر بها الأطفال، وهُو الشعور بالاستقلال وحب السيطرة والرغبة فِيْ حل مشاكلهم.

مخاطر العزلة العائلية

يهدد خطر العزلة الأسرية بشكل خاص أفراد الأسرة والمجتمع بشكل عام وله تأثير سلبي للغاية على الفرد، بالإضافة إلَّى ما يسبب التفكك الداخلي للأسرة والمجتمع لابد أن ينتج أشخاصًا غير مرغوب فِيْهم ويكون تفاعلهم أقل نتيجة. من العزلة الكاملة عَنّْها وعدم المشاركة الفعالة، وبالتالي يقل تواصلهم مع أفراد المجتمع، كَمْا أن العزلة الأسرية تمنع المشاعر الطيبة بين أفراد الأسرة وتقف حجر عثرة أمام رغباتهم المشتركة. إذا واجهُوا الخطر وواجههم الجميع بيد واحدة. على الرغم من خطورة العزلة الأسرية، فهناك بالضرورة حلول لها.

كَيْفَِيْة حل مشكلة العزلة الأسرية

بمبادرة أولياء الأمور أولاً وحاجة الأطفال إلَّى الاستجابة ثانيًا، يبدأ الآباء فِيْ جذب أطفالهم لبعضهم البعض من خلال حوارات شيقة ومحاولة الترويج بينهم للأفكار المشتركة التي توحد أفراد الأسرة، فضلاً عَنّْ الوعي بالتعليم المناسب، ومحاولة لتنشئة عقل تربوي ثقافة تساعد على فهم المراحل الطبيعية التي يمر بها أبناؤهم ولا ينسى الآباء تكليف أبنائهم بالمهام. وهذا ينبع من علاقة جيدة بين الوالدين تقوم على المودة والرحمة والاحترام. بدأ الآباء فِيْ الاهتمام بالوعي الثقافِيْ ومواكبة العصر الحديث بحيث يصبح التواصل بينهم وخاصة أطفالهم أقرب.

تعد العزلة الأسرية سمة سائدة فِيْ المجتمع، ويمكن استبدال الصفة السيئة بأخرى جيدة إذا أصبح كل فرد قادرًا على الوقوف فِيْ وجه نفسه والآخرين، وإذا كان الآباء قادرين على استيعاب أطفالهم بطريقة تتطلب منهم ذلك. دائما حذرا. إعطاء النصيحة بطريقة مقبولة ويعمل الوالدان على تقديم كل الحلول الممكنة للتغلب على سمة العزلة الأسرية، لأن الأسرة تبني المجتمع ويجب أن يكون كل فرد فِيْه اجتماعيًا ويشارك فِيْ التفاعلات اللازمة. تعرف كَيْفَ تبني أسرة تدفع أفرادها إلَّى الأمام وبالتالي المجتمع بأسره.

تأليف علاء لؤي