كَيْفَ تغير سلوكيات الأطفال الخاطئة فِيْ فترة قصيرة بسهُولة

لإيجاد حلول لتغيير السلوك السيئ عَنّْد الأطفال، يجب علينا أولاً معرفة الفرق بين السلوك والقيم. القيم هِيْ ما يوجه السلوك ويسيطر عليه، ولكن يمكن أن ينشأ سلوك معين بسبب غيابه، والقيم العاطفِيْة، على عكس السلوك، يصعب تعديلها فِيْ وقت قصير. تتشكل القيم على مدى فترة طويلة من الزمن وتعتمد على ما يراه الطفل من والديه ومحيطه الأصلي. إذا رأى الطفل والده يأخذ أشياء من وراء أمه، فسوف يتعلم السرقة. يمكن أيضًا تدمير بعض القيم بسبب السلوك الخاطئ للوالدين تجاه أطفالهم وعدم قدرتهم على التمييز بين العَنّْاد الطفولي وقصر الأفق. إذن كَيْفَ يمكننا أولاً فهم السلوك من أجل إيجاد طرق لتغيير سوء سلوك الأطفال وكَيْفَ يتم ذلك فِيْ فترة وجيزة دون الحاجة إلَّى حمل الطفل أو منعه من الخروج والاحتكاك بالبيئة المحيطة

ما هِيْ هذه التصرفات

السلوك فعل مباشر للطفل ولا يرتبط بالضرورة بقيمه، ولكن قد يكون غريبًا عليه عَنّْ بيئته وأقرانه. سوف يفهم أن هذه الكلمة تجعلك غاضبًا وسيتعلم استخدامها متى أراد استفزازك. لكنهم لا يفهمون أبدًا أنه خطأ ثم يصبح سلوكًا سيئًا. لذلك من المهم التعامل مع سوء سلوك الأطفال بهدوء ومدروس حتى لا تمنحهم الأسلحة التي يمكنهم استخدامها ضدك.

تقييم سوء سلوك الأطفال

قبل محاولة علاج معظم سوء سلوك الأطفال، ستحتاج إلَّى تقييم السلوك جيدًا قبل التخلص منه، ثم اختيار الطريقة المناسبة للتعامل معه. الخطوات الأولى للقيام بذلك

  • ابدأ بتقييم نفسك أولاً. هل جاء هذا السلوك منك ثم انتقلت إليه أم تعلمته من الخارج إذا كان منك، فأنت بحاجة إلَّى تصحيح نفسك قبل معاقبة طفلك على تقليدك.
  • تقييم مدى السلوك السيئ هناك سلوكيات لا يمكن معالجتها بسهُولة وهِيْ عابرة، وهناك سلوكيات يمكنك بناء مقياس نجاح طفلك أو فشله فِيْ المستقبل، مثل الإهمال فِيْ التصرفات والكلام وهذا سيجعل كان يكرهه وغير قادر على إقامة روابط اجتماعية فِيْ سفن العلاقات المستقبلية. أما بالنسبة لسوء السلوك، فسيكون هناك تدخل.
  • تدخل سريعًا إذا كان السلوك ضارًا بشخص آخر، مثل ضرب أخ أو حيوان أليف أو كسر الأشياء من حوله. يمكن أن يؤدي التحلي بالصبر مع هذه السلوكيات إلَّى انتقالها إلَّى الأشخاص من حوله.
  • إذا تكرر الموقف، فلا تلوم الطفل مباشرة، بل قم بة العلاقات الأسرية داخل المنزل التي أدت إلَّى سلوك الطفل وكررها عدة مرات. قد يكون جو المنزل هُو ما يجعله عرضة للتوتر والغضب وممارسة بعض السلوكيات السيئة لجذب الانتباه. مثل الخلافات المستمرة بينك وبين زوجك أو العيش فِيْ قسم الأمراض الباطنة ومشاهدة الاختلافات بين أعمامك.

خطوات عملية لمعالجة سوء سلوك الأطفال

كن هادئ

يجب أن تتعاملي مع سوء سلوك الأطفال بهدوء حتى لا تغضب طفلك وتهِيْج أعصابه، ولا يعاديك أكثر.

تحدث معه بهدوء

إذا صرخ، فعليك أن تبين له أنك تتحدث بنبرة هادئة وتحتاج منه أن يتحدث معك بنفس النبرة، لكن من الطبيعي ألا يهدأ إذا اعتاد أن يصرخ فِيْ وجهك عَنّْدما تتحدث. أو ناقشته فِيْ الماضي!

إذا رفض أن يفهم

تنهِيْ المحادثة فورًا وتطلب منه أن يهدأ. إذا كان يبكي لطلب شيء ما، خاطبه بأنك لا تفهمه عَنّْدما يصرخ وأنك سوف تسمعه عَنّْدما يكون مستعدًا للسؤال بهدوء ودون أن يصيح ويسأل أن يذهب إلَّى غرفته ليفكر مليًا قبل أن يتكلم، وإذا كان عَنّْيدًا فحاول التعامل معه بحزم شديد. أنا أصر على تلبية طلبك بأن يذهب إلَّى غرفته.

حاولي مساعدته على التخلص من غضبه قبل التحدث إليك

هذا يساعده على التغلب على غضبه ويمكن أن يساعد فِيْ إنهاء الموقف. قل له أن يتوقف ويفكر أو يهرب ليعود بغضبه. يُنصح دائمًا باستخدام أساليب الإلهاء بدلاً من المواجهة، وهذا يعَنّْي أن هذه النقطة ستعمل مع طفلك أكثر من الخطوة السابقة ؛ التي قد يكون هناك تصادم ولن يمتثل لطلبك بالذهاب إلَّى غرفته.

لا تشكو من صراخه

لا تشتكي وتقول إنه يزعجك لأن ذلك سيزيد من صراخه لأنه متأكد تمامًا من أن صراخه يمثل ضعفًا بالنسبة لك، لذا لا تدعه يشعر بذلك وتتجاهله وتحدث معه غير مبال بما يفعله لجذب انتباهك. الانتباه حتى لو طلبت منه أن يسكت. الحل الوحيد هُو التكرار والمثابرة.

ابحث عَنّْ مكان للقاء

حاول إيجاد حل يتفق مع جميع الأطراف، أي نقطة تقارب بينكَمْا، لكن تجنب الخضوع له تمامًا فِيْما يطلبه، بل ابحث عَنّْ بديل وعقد اتفاقًا ملموسًا بينكَمْا. مثل إخباره أنك ستتوقف عَنّْ قول كلمة سيئة مقابل قيامنا بعمل معين وما إلَّى ذلك.

قواعد لتصحيح سوء سلوك الأطفال

من حيث المبدأ، هناك خطوات ملموسة لتصحيح سوء سلوك الأطفال، لكنها مجرد مبادئ ويجب ألا نرضى بها ثم اليأس إذا لم ينجحوا تمامًا، ولا توجد قاعدة صارمة وسريعة للتعامل مع جميع الأطفال بسبب اختلافهم. عَنّْ بعضهم البعض والاختلاف فِيْ البيئة التي تؤثر على كل منهم.

حدد السلوك المطلوب تغييره

ليس كل السلوك متماثلًا وليست كل أسبابه متشابهة، لذلك حدد السلوك نفسه بمعزل عَنّْ السلوكيات الأخرى ؛ الأمر لا يتعلق بالأسباب! ركز عليها وقرر ما ستفعله حيال ذلك.

اتفق مع طفلك

تحدث مع الطفل عَنّْ ما تريده بالضبط وما هُو متوقع منه، وهذا يعَنّْي عدم التبشير وتولي محاضرات الحلال والحرام والتركيز فقط على ما هُو مطلوب منه مباشرة. على سبيل المثال، أخبره أنني أريدك ألا تستخدم هذه الكلمة كلما كنت غاضبًا، وآمل أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار وتنفذها.

وضح له كَيْفَِيْة تلبية طلبك

لا يكفِيْ إخباره بإيقاف الإجراء أو الكلمة التالية، ولكن إضافة فكرة أنه سيحاول استخدام كلمات أخرى بدلاً من ما كان يستخدمه، سيبعده عَنّْ الأمر تمامًا.

الثناء و الثناء

الثناء والشكر على سلوكه الجيد والثناء عليه على هذا السلوك والثناء عليه حتى بعد أن تخلى عَنّْ السلوك السيئ لأنه يعلمه أن يميز القيم الحميدة ويبدأ فِيْ فهم معاييرها.

إن سوء سلوك بعض الأطفال يسبب التوتر ويصعب التخلص منه بسهُولة، لذا تجنب استخدام العَنّْف، وإلا فإنه سيزيد من عَنّْاده ويلتزم به ويتحمل طول المدة التي تنتظرها حتى يتحسن سلوكه. ..

لتكون معهم

هذا صحيح أكثر للآباء لأنه لا يكفِيْ أن تكون كتيبًا من الأوامر والتعليمات، يجب أن تكون معهم أثناء اتباعهم أوامرك والمتابعة لتحفِيْزهم على الاستمرار.

لا معايرة ولا تحذيرات وتذكيرات

يشعر الطفل بالامتنان الشديد لمن نسى أخطائه السابقة، لأنه يخجل منها ويحب نسيانها، فلا داعي لتذكيره بها ولا تحاول إغضابه بإحراجه والانقلاب عليه. . فِيْ شيء ممل من خلال معاقبته على ماضيه، سيجعله يكرره مرة أخرى، ولكن هذه المرة دون ذنب.

العقوبة ليست دائما ضرورية

لا ينبغي دائمًا معاقبة الطفل ومن المناسب ترك العقوبة جانبًا عَنّْدما يكون لدى الطفل رغبة حقيقية فِيْ التحسن.

نصائح عامة لتصحيح سوء سلوك الأطفال

حارب السلوك وليس الطفل

لا تحاول إلقاء اللوم على الطفل أو لومه أو وصمه بسلوكه السيئ. لا تخبره أنك كاذب أو أنك أناني. بدلاً من ذلك، قل أنك لا تتصرف بأنانية ولا تقل كلمات غير واقعية، مثل تعزيز الصفات السيئة فِيْ عقله التي يؤمن بها ويتعلق بها.

عزز القيم الإيجابية

حفزه وشجعه كلما ابتعد خطوة عَنّْ السلوك السيئ واستمر فِيْ مدح كل السلوك الجيد الذي يفعله حتى يصبح عادة بالنسبة له وهنا قلنا نفس السلوك لذلك لا تخبره أنك الحزمة الكاملة فِيْ كل شيء إنه يفعل ذلك، لكن أخبره أن سلوكك اليوم كان جيدًا أو سلوكك كذا، ولذا فأنا أحبه وأشكرك على هذا الإجراء.

لا مكافآت ملموسة

من خلال تصحيح سلوك الأطفال السيئ، لا بد من عدم تعوّده على مقايضته بتركهم، فلا تعطيه مكافآت مالية، خاصة حتى لا يصبح طفلاً انتهازيًا يقوم بعمل صالح لمجرد الحصول على المكافآت و الهدايا. يُنصح بإلغاء المكافآت المباشرة تمامًا مثل الحلوى والمال والألعاب.

تجنب العبارات السلبية

تمامًا مثل اتهامه بأنه كسول وضعيف وبطيء فِيْ فعل شيء طلبت منه فعله، لا تتوقع منه إكَمْال مهمة ترتيب غرقه وقد وصفته مسبقًا بأنه كسول ولا يفعل شيئًا أو تتهمه بذلك. كونه متسخًا وفِيْ كل مكان يرمي أغراضه.

اجعله مشغولاً بالمهمات والأنشطة الجيدة

قم بإنشاء مساحة من المهام والأنشطة لطفلك، ومن الأفضل أن تشاركها أنت أو أحد أفراد أسرتك وتجعل الأنشطة دائمة لأنها تحسن التواصل بينك وبين طفلك وتجعل من السهل معالجة سوء السلوك بشكل أسرع.

اخلق صداقة بينك وبين طفلك

نظرًا لأن طفلك سيحب بشكل طبيعي تقليد أصدقائه أكثر منك، فكن صديقه الأول لتجنب التأثر بسوء سلوك الأطفال وسوء سلوك أقرانه.

ليكون فِيْ حياته

غالبًا ما يكون من المنطقي أن سوء سلوك الأطفال ينشأ بشكل أساسي من غياب الوالدين عَنّْ أطفالهم، لذلك كن دائمًا حاضرًا فِيْ حياتهم ولاحظ سلوكهم الجيد والسيئ ولا تتجاهله حتى يتفاقم السلوك.

أنت نموذج يحتذى به لأطفالك

أخيرًا، تذكر أنك نموذج يحتذى به فِيْ جميع أفعالهم، لذلك لا تطلب منهم عدم الإساءة وأنك أنت أو أحد الكبار تفعل ذلك أمامهم، ولا تقف أمامهم وتلعب أمامهم ثم تسألهم. الجدية والالتزام.

فِيْ النهاية، علينا فقط أن ندرك أن السلوك السيئ عَنّْد الأطفال هُو سمة مؤقتة وتدخلية، فالطفل لا يولد سيئًا، وكل ما هُو مطلوب منك هُو تشجيعه على تحسين شخصيته باستمرار، وليس التركيز فقط على تصحيح السلوك السيئ بعد اكتشافه، ولكن الأهم هُو الوقاية منه وتعليمه القدرة على حماية نفسه من السلوك الضار فِيْ بيئته بسبب استحالة عزله عَنّْ عالمه من خلال معرفة معيار الخير والصواب، من خلال المراقبة المستمرة، سواء لأفعاله أو لأفعالك، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال قربك المستمر من طفلك ومعاملته كشخص مستقل ومحترم وله آرائه وكيانه الخاص، وليس كَمْتابع مؤمر ليتم تنفِيْذها. لذلك يجب عليه أن يدرك ويتأكد من أنه لن يعاقب أو يمنعه، إلا عَنّْدما يرتكب خطأ يستوجب العقاب، وبالتالي يتعامل معه بحزم.

تأليف فاطمة الزهراء