دعاء يريح القلب من الهموم

دعاء يريح القلب من همومه

يحتاج كل مؤمن بالله إلَّى صلاة تحرر قلبه من همومه، ويتخلص من الضيقات والصعوبات التي يمر بها فِيْ حياته، فبدون هذه الصلوات لن يتمكن الإنسان من الاستمرار فِيْ حياته.

اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن امتك ابي فِيْ يدك حكَمْك نهائي وحكَمْك عدل اسألك بكل اسم يخصك انك لديك.” سميت نفسك، أو أنزلته فِيْ كتابك، أو علمته من أحد من خلقك، أو حفظته فِيْ وعي الغيب معك، أن تجعل القرآن حياة قلبي، نور صدري، و ظهُور حزني ورحيل همومي “.

وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء بذكره وأكد أنه دعاء يريح القلب من الهم والغم، وهُو من الدعاء المستجاب، ودائما ما دعا الله تعالى. فِيْ زمانه الخير والشر.

“اللهم إني أسألك أن ترفع سمعتي، وتريحني من الأعباء، وتصحح أمري، وتطهر قلبي، وتغفر لي ذنوبي، وتحفظ عفتى، وتنور قلبي، وتغفر ذنوبي”.

يسمع الله كل صلاة تريح القلب، لأنه يرانا ويسمعَنّْا ويدركنا جميعًا بطريقة لا ندركها، ولا يتردد أبدًا فِيْ الرد على طلب عبده إذا تأثر أو تأثر. تميل روحه إلَّى أمر لمصلحته.

يجب أن نصلي دائمًا إلَّى الله أن يريح قلوبنا ويزيل غضبهم ويريحهم من عبء الحزن، حتى لو لم تكن صياغة الطلب أنيقة، لأن الله يشعر بما فِيْ القلب ويفهمه ويقدره.

يجب على كل إنسان أن يتذكر حَقيْقَة مهمة وهِيْ أن الله لا يغلق باب رحمته وتوبته على عبده مهما فعل، وقد قال الله تعالى

(حقًا إن الله لا يغفر أن يرتبط به الشركاء، لكنه يغفر ما هُو أقل مما يريد. ومن يربط شيئًا بالله فقد ضل بعيدًا). [سورة النساء، الآية رقم 116].

أهمية الدعاء لراحة القلب والعقل

كل دعاء يريح القلب من الهموم يعتبر بلسم ودواء، أي مهما ارتكب الإنسان من أخطاء وآثام وآثام، فهُو فِيْ النهاية لا يؤمن بالله، ومهما ابتعد عَنّْه. إنه لن يضل فِيْ المقابل أبدًا ويمنح عبده الفرصة ويمنحه مساحة كافِيْة للتوبة إليه مرة أخرى.

أي أنه لا يصح أن يفكر العبد فِيْ ربه بسوء، ولا يتردد فِيْ القدوم إلَّى بابه ويدعوه لتهدئة قلبه، ولن يتأخر الله فِيْ الرد حتى يأتي. له قلب صادق.

اللهم انت الملك لا اله الا انت ربي وانا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي كل ذنوبي الحق لا احد يغفر الذنوب لكنك.” . “

غريزة الحياة تدعونا إلَّى الاقتراب من الله بكل طلب يحرر القلب من الهموم، مع الأخذ فِيْ الاعتبار الصعوبات والإغراءات التي تضعها علينا الحياة والتي تجعلنا نعصي الله، ثم نوبخ أنفسنا ونتوب ونطلب مغفرته ثم الخطيئة. وتخطئ مرة أخرى، وتوب وارجع إليه مرة أخرى، وهكذا حتى يموت العالم.

لذلك لا يليق بالمؤمن أن يمتنع عَنّْ طلب تعزية قلبه من ربه لأنه لا يستمع إليه، لأن الله أرحم بنا أكثر من أنفسنا وأهلنا حتى أكثر مما نتصور، والعصيان هُو. لا يمنعه الدعاء.

(فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِىٓ أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ٱلَّتِىٓ أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَىَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَٰلِحًا تَرْضَىٰهُ وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فِى عِبَادِكَ ٱلصَّٰلِحِينَ) [سورة النمل، الآية رقم 19]

هذه الآية الجميلة تحمل دعاء يخلص القلب من الهم، وهِيْ من أروع الأدعية، كَمْا أنها من أروع الأدعية وأكثرها تميزاً.

دعاء من القرآن لراحة القلب

لا يعلم أحد منا ممن يبحث عَنّْ دعاء يخلص القلب من الهم، أن كل رسل الله هم أشد ما يكونون من الشدائد والشدائد، فمن لا يعلم ما مر به النبي إسرائيل عليه السلام، الذي فقد ابنه النبي يوسف عليه السلام.

ماذا عانى سيدنا نوح عليه السلام عَنّْدما رأى ابنه يموت غير مؤمن بالله فِيْ الطوفان، وإبراهِيْم عليه السلام الذي أصابه الله بأمر شديد القسوة ألا وهُو قتل ابنه الوحيد النبي إسماعيل عليه السلام.

(يا رب أعطيتني من الملك وعلمني تفسير الحديث ⇒ إذن فالسماوات والأرض حراس العالم.

[سورة يوسف، الآية رقم 101]

جزء لا يتجزأ من الدعاء الذي يريح القلب من هموم رسول الله هُو الإقرار بنعمة الله التي توسلها إليه. ولعل هذا الدعاء أو تلك الآية السامية من سورة يوسف تحمل أشياء كثيرة.

ولأن النبي يوسف لم يتوان عَنّْ تكرار الدعاء الذي يخلص القلب من الهم، رفع الله مكانته وأنزل حزنه وحزن قلبه. وفِيْ نهاية قصته فقط دعا الله أن يوفق له نهاية طيبة فِيْ حياته، معترفًا وإقرارًا بنعمته ونعمته عليه طوال حياته.

(وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ) [سورة الأنبياء، الآيات رقم 87، 88]

تحتوي هذه الآيات على دعاء يخلص القلب من الهم، وهُو من أجمل ما يمكن للمسلم أن يدعو ربه فِيْ السراء والضراء ليكشف له ما به.

بل إن الذنب الحقيقي والمعصية يكَمْن فِيْ الغطرسة فِيْه وعدم الاعتراف به، ونبي الله يونس عليه السلام مع أنه كان نبيا، فقد عصى الله، لكنه عاد إليه مرة أخرى، فاستجاب له. وخففته من القلق وأهدأ قلبه.

(وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [سورة الأنبياء، الآية رقم 89]

عاش سيدنا زكريا صلى الله عليه وسلم معظم حياته فِيْ حالة حزن وحزن، فلم يكن له ولد يرثه ويحمل اسمه، وكانت زوجته عاقرا عاقرا، وأهل الأولاد. عاره إسرائيل على عدم إنجابه بنين، فصلى إلَّى ربه دعاء يريح القلب من الهم، فاستجاب له وسلم عليه النبي يحيى السلام.

صلاة من أجل راحة نفسية

كل دعاء يخلص القلب من الهم، يكَمْن قوته فِيْ فكرة الالتجاء إلَّى الله والتضرع إليه بالصلاة، لأنه يهدئ القلب والروح ويخلق إحساسًا بالراحة والأمان فِيْ النفس البشرية.

(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ) [سورة الأنبياء، الآية رقم 83]

ويعتبر دعاء سيدنا أيوب عليه السلام دعاء يخلص القلب من الهم ويهدئ الروح إلَّى أقصى حد ممكن، وقد أنزل الله بالصلاة ما كان يعاني منه.

(قُلِ اللَّـهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي

اترك تعليقاً

error: Content is protected !!