قصص عَنّْ الصدق فِيْ عهد الرسول

قصص الصدق فِيْ زمن النبي

فالنبي – صلى الله عليه وسلم – خير معلّم خير للناس، وكان يُدعى صادقًا وموثوقًا حتى قبل أن يسلمه الوحي. لم يكذب قريش قط فِيْ أقواله، وكان الناس يتبعون رأيه فِيْ أمور حياتهم وفِيْ حل مشاكلهم.

كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مهتمًا جدًا بالصدق فِيْ الكلام والعمل، ونصح قومه وأمرهم بالصدق، لأن ذلك خير الهروب من عذاب يوم القيامة، وروى عبد الله بن عمر وعبدالله بن عمرو بن العاص وابن عباس عَنّْ النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال (الأربعة إن كانوا فِيْك فلا تفعل. يجب أن تقلق بشأن ما أفلت منك من الدنيا، وصدق الحديث، وحفظ الأمانة، والأخلاق الحميدة، وعفة المطاعم) حديث صحيح، مصدره صحيح الجامع.

كَمْا أن الصدق هُو طريق الجنة والكذب يقود بالعبد إلَّى النار، وهذا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم (يجب أن تصدقوا لأن الصدق فِيْ البر، والبر يؤدي إلَّى الجنة والواحد. يستمر فِيْ قول الحق والسعي إلَّى قول الحق حتى يصح الله ويحذر من الكذب لأن الكذب يؤدي إلَّى الفسق والفجور يؤدي إلَّى نار جهنم ويستمر المرء فِيْ الكذب ويحاول الكذب مادام يكتب على أمر عبد الله بن عوض الله. مصدره أصيل إنه كاذب.

فِيْ السطور التالية، سنعرض لك قصصًا عَنّْ الصدق فِيْ العقد حتى نتمكن من أخذ الدروس والمواعظ منها فِيْ حياتنا.

1- قِصَّة صحابي كعب بن مالك

ومن أشهر القصص التي نتعلم منها درس الصدق قِصَّة الصحابة الثلاثة الذين بقوا بعد معركة تبوك ومن هؤلاء الصحابة المشهُورين كعب بن مالك.

رواه كعب بن مالك رضي الله عَنّْه، الذي يروي أنه لما بدأ الجيش يستعد لاقتحام تبوك مع رسول الله، تأخر كعب بن مالك عَنّْهما، فظن أنه سيأتي به غدًا. المعدات واللحاق، وفِيْ اليوم التالي لم يحضر كعب معداته للذهاب فِيْ الُغُزو، وبقي على هذا الحال لمدة ثلاثة أيام، ثم خاف أن يغادر المنزل ويتأخر عَنّْهم فِيْ المعركة، أو أن الناس ينظرون إليه على أنه ضعيف.

وعرف المنافقون بنفاقهم، فلم يخرجوا لمحاربة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولم يرد كعب أن يترك بيته لئلا يروه. النفاق والضعفاء الذين عُذروا من التعايش، ولا يزال يذكر أنه كذب على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فِيْ تخلفه حتى تخلص من غضبه.

ظل كعب يفكر فِيْ الكذب على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى سمع بقدوم الرسول من المعركة، وفِيْ ذلك الوقت أزيل عَنّْه الباطل، وعلم أن لا شيء يخلصه. . من ذلك إلا الإخلاص لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -.

ولما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلَّى المدينة، جاءه الناس واعتذروا له عَنّْ تأخير الحملة، وظلوا يعطون الأسباب والأعذار، وكان عددهم ثمانين أو نحو ذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا رسول الله، والله لو جلست مع غيرك من أهل الدنيا لأخرج من غضبه بعذر، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا كان على حق فسمح له بالقيام ينتظرون أمر الله القدير.

بعد أن ترك كعب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ظل أهله يلومونه على ما فعله، فكان عليه أن يعطيه سببًا ويكذب عليه. ووجد مثله رجلين، هما مرارة بن الربيع وهلال بن أبي أمية، وكانا قدوة له.

ثم أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بألا يخاطب أحد هؤلاء الثلاثة، وهم كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أبي أمية. تقاعدت زوجته منه وكذلك شركاؤه.

وظلوا هكذا حتى جاء راحة من عَنّْد الله تعالى – عز وجل – وقبل توبتهم على صدقهم وبعث عليهم بكلمته (وعلى الثلاثة الذين بقوا حتى ضاقت الأرض على ما نالوه وعلى نفوسهم. ضاقوا عليهم وظنوا أنه لا ملجأ من الله إلا هُو ثم التفت إليهم ليتوبوا. إن الله غفور رحيم. * يا من آمن واتق الله وكن مع الصادقين) ( سورة التوبة 118، 119).

2- قِصَّة الصدق فِيْ حياة رسول الله

النبي – صلى الله عليه وسلم – خير مثال لنا فِيْ صدقه وشخصيته، قبل أن يظهر الله له وبعد ظهُوره، حتى يلجأ إليه الناس فِيْ جميع حوائجهم ويطلقون عليه شرفًا أمينًا. ولما أرسل الله له الوحي والرسالة، أظهرت له قبيلته العداء والبغضاء، وظلوا يوجهُون إليه الإهانات باستمرار قائلين إنه ساحر رغم علمهم بصدقه وأمانة.

ولما أرسله الله لتحذير العالم صعد إلَّى جبل الصفا ليخاطب الناس ويقول لهم