موضوع عَنّْ حب الوطن ومدى اهمية الاوطان للناس

الوطن كلمة جميلة ترضي الأذان والعقل لما لها من سماتها الخاصة. الوطن ليس كلمة صغيرة تتكون من حروف فقط. الوطن رَابِطْ الدم والمحبة. يا له من بلد جميل نعمة. يمكنك حتى أن ترى مدى حب الناس لبلدهم بمجرد ذكر اسمه، وهُو يدل على مدى رغبتهم فِيْ ذلك. الوطن عائلة وأحباب. إنها الروح، إنها الأذرع الدافئة التي احتوتك، إنها الشوارع الجميلة، ذكريات الطفولة، حبك الأول والأخير، الوطن هُو أسمى معاني الحب، تراب أرضك، تتوق قلوبنا للعودة إليها، فلا الله. اتركونا بدونها وجعلها أجمل وطن.

أحبك يا بلدي

الوطن وحب الفرد والمجتمع.

يجب أن نربي أبناءنا على حب الوطن منذ الصغر والتعليم، فحب الوطن أمر يحتاج إلَّى العزة والكرامة. وهُو رمز للفخر بكل المقاييس والمعايير، ويولد الإنسان بطبيعته محبًا لوطنه، إذا هِيْ علاقة بينهما ولا يستطيع أحد أن يفصل بينهما، وحب الوطن ليس محتكرًا، بل هُو للجميع ويجب أن يكون الإنسان فخورًا بحبه لبلده، بل يجب أن يتفاخر بها أمام الجميع وفِيْ كل المجالس، حتى ديننا الإسلامي يحثنا على حب وطننا وجعله جزءًا من أرواحنا.

لذلك، تعتبر الوطنية مسألة غريزية يولد عليها الفرد. حيث يشعر أن هناك علاقة بينه وبين هذه الأرض تنمو وتنمو فِيْ حضنه، ولنتذكر مثال نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عَنّْدما بدأت الدعوة تنتشر. بمكة وكل ما فِيْها بدأ يقاتل معه، وكان فِيْ الخارج، ويكره رحيله، فهِيْ بلده وبلد آبائه، فقال لما خرج يا لها من بلد طيب. هِيْ، وأنا أحبك إلي، ولولا أن يبتعدني عَنّْك شعبك، لما أسكن أي شخص آخر. اضطهاد عائلته وعشيرته، بقي محبًا لبلده وأرضه، لذلك يجب أن نكون قدوة فِيْ حب الوطن والاحترام، كَمْا كان رسولنا الكريم.

شعر بأنه فِيْ المنزل.

ويقول الشاعر أحمد حاتم عَنّْ حب الوطن

الناس يحسدون هذا المكان المرتفع. . . . لقد ألقوا به المؤامرات التجارية، وأنت، يا بلدي العظيم، منارة. . . . فِيْ راحتك، حضارة الأجيال لا ملك لك من يخون الولاء. . . . الولاء شهادة الأبطال، قبلة التاريخ، أرض القيادة. . . . اقسم انك مثل

لطالما كان الوطن الأم هُو المركز الذي يشعل المشاعر فِيْ نفوس الشعراء، ومنذ القدم كانت دائما ما يغني به الشعراء باسمها وترابها وحضارتها، كَمْا قال أمير الشعراء أحمد شوقي

وبدون وطني التقيت بك بعد اليأس. . . . كأنني قابلتك عَنّْدما كنت صغيرًا، ويعود كل مسافر مرة واحدة. . . . إذا تم ضمان الأمان والعودة، فسيتم طي جميع الكائنات الحية. . . . وإذا كان الوقت طويلاً وطيبًا، كأن القلب بعدهم غريب. . . . إذا كانت ذكرى الأسرة تذوب عادة ولا تجعلك مخلوق الليل. . . . كشخص فقد أحباء وأصدقاء

قال عَنّْه الشاعر الكبير خليل مطران

بلدي لا يزال يحبك. . . . لأن الشغف كان قبل الفطام، أتلقى منك حيث ألقى العدو. . . . رغوة نقية بدون غضب وسأخلص كل صخرة كسرتها. . . . وهِيْ قنابل الأشرار، مهما كانت لحية الله الجشعة، أينما كانوا. . . هذا هُو أسوأ بلاء للسلام

ايات قرآنية عَنّْ الوطن.

معظم الآيات القرآنية تحدثت عَنّْ مواضع معينة وأتينا بكَمْ مصر وطننا وقد ذكرناها فِيْ القرآن كَمْا ذكرت أكثر من مكة.

  • وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ويقتل الله الأنبياء ظلما لأنهم عصوا واعتدوا على التعدي (البقرة 61).
  • وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (يوسف 21).
  • وعَنّْدما وصلوا إلَّى يوسف، استقبله والداه وقالا له “ادخل إلَّى مصر إن شاء الله بأمان”. (يوسف 99)
  • ونزلنا لموسى وأخيه “ابنوا بيوتًا لأهلكَمْ فِيْ مصر واجعلوا بيوتكَمْ القبلة، وأقاموا الصلاة، وبشروا بالبشارة” (8).
  • دعا فرعون شعبه وقال يا شعبي، ليس لي مملكة مصر عَنّْدما تجري هذه الأنهار تحتي، فماذا أنتم لا ترون (زخرف 51)
  • قال ضعَنّْي على كنوز الأرض، فأنا الولي العليم. (يوسف 55)
  • ونقوم بتوطينهم فِيْ الأرض وإظهار فرعون وهامان وجنودهم من بينهم ما خافوا (القصص 6).
  • فركض رجل من أقصى المدينة وقال يا موسى، تآمر القادة عليك ليقتلكوا، فاخرج.

وكل هذه الآيات التي تتحدث فقط عَنّْ مصر ومصر، ولهذا علينا أن نحتفظ بها ونضعها فِيْ قلوبنا وأعيننا لأنها مهمة لنا ولجميع المسلمين. حفظ الله مصر دائما والى الأبد.

الوطن وأهله.

يجب أن نتحدث عَنّْ حَقيْقَة أن أهل البلد الذي تعيش فِيْه يجب أن يتعاونوا مع بعضهم البعض ويبني على القيم الأخلاقية التي هِيْ ركائز قيام الأمة، لذلك يجب أن نخلق فِيْهم حب العمل و الاجتهاد حيث أنها من أهم العوامل التي تساعد على رفع مستوى الوطن الأم ومجده فِيْ العلم والعمل حتى تزدهر الأمم، وتولد الحضارات وكل هذا يأتي من عامل التربية الصحيحة للفرد فِيْ المجتمع، حيث يتزايد يهتم المجتمع بالتعليم ويزدهر المجتمع أكثر فأكثر ويصبح مجتمعًا ناجحًا فِيْ العالم وفِيْ كل شيء أعلى بفضل حب الوطن والاعتزاز به

الوطن والدولة.

دعونا نفرق بين هذه المعاني المختلطة، فالوطن ليس دولة، والوطن هُو الأرض التي يعيش عليها الأفراد، وتقوم عليها الدولة. ومع ذلك، فإن نظام الدولة أو الحكومة يختلف عَنّْ الوطن. ولا يعَنّْى ان هذه التنظيمات هى تعبير عَنّْ بلد سيئ فهناك دول كثيرة سيئة ولكن الناس مازالوا يحبون وطنهم وهذا ليس الحال فالبلد عزيز عليهم فى نفوسهم وقلوبهم. على الدولة أن تحمي البلاد وحدودها، وتحمي أهلها من الخطر، وتعمل من أجل تقدمه، لأن تقدم وطنهم هُو نفس رفعة أماكنهم الشخصية، والدولة، وليس رفع أحوالهم الشخصية عَنّْ علو الوطن وهذه كلمة مهمة لكل العاملين فِيْ البلاد والله قوة مصر دائما والى الابد.

اترك تعليقاً

error: Content is protected !!