كَيْفَ يحقق الإنسان تقوى الله

كَيْفَ ينال المرء التقوى

التقوى هِيْ حماية النفس من الذنوب والظلم لأنها تنبع من الإيمان الداخلي فِيْ النفس بضرورة اتباع طريق الصواب لتحقيق الازدهار فِيْ الدنيا والآخرة. الله فِيْ القول والفعل.

قال الله تعالى فِيْ سورة البقرة “لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الشدّة والشدّة وفِيْ أوقات الشدّة هناك من هُو صادق وهؤلاء هم الصالحين (177).

وقد حثنا الرسول الكريم على ذلك فِيْ أكثر من مكان، ووجدناه أيضًا فِيْ آيات القرآن الكريم مما يدل على التأثير الكبير للتقوى فِيْ حياة الإنسان.

ولكي نعطي إجابة وافِيْة عَنّْ السؤال عَنّْ كَيْفَِيْة بلوغ المرء تقوى الله تعالى، يمكننا عرض هذا الأمر بالتفصيل فِيْ الفقرات التالية

1- التخلي عَنّْ المحرمات

كان العالم مليئًا بالذنوب والشبهات من جميع جوانبها، فكثرت الذنوب وتكاثرت المعاصي، وكانت عظمة الأمر فِيْ جوازها، وإن كانت من كبائر الذنوب، حتى لا يكون من السهل على المؤمن أن يفعلها. التخلي عَنّْ كل الملذات. الشهُوات فِيْ ضوء جوازها قبله. معظمهم يملأونهم وقليل منهم يتجنبونهم.

ومن خلال الموقع الرسميك تتحقق تقوى الله بالابتعاد عَنّْ كل ما حرمه الله تعالى، وهذا ممكن فِيْ عزلة الفرد أو إقامته مع الآخرين، حتى لا يقوده صديق سيء إلَّى طريق الهلاك، ولا أحد يحرضه على الفجور، بل الأمر برمته يتعلق بإيمانه بضرورة طاعة الله فِيْ الخفاء والخفاء.

كَمْا أنه يتعلق بتجنب الريبة، كَمْا قال الله تعالى “وَقِفْ لِلَّهِ، وَلاَ تَفْتَكُوا وَفَعَلُوا الْخَيْرَ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” (195).

لا ينبغي أن يكون الإنسان مشبوهًا، حتى لا ينجرف وراءه، إذا كان إيمانه ضعيفًا، فلا يشعر بالأمان، لذلك يجب عليه أن ينأى بنفسه قدر المستطاع عَنّْ الشبهات التي تجعله غير طائع، لانتهاكه أمر الله. يمكن أن تكون البداية حدودًا للدخول فِيْ عبء الشك. فالمؤمن فعل ذلك، وكان عبدًا تقيًا.

قال الله تعالى “وهذه هِيْ طريقي وأنت تسلكون فِيْها.

2- وفاء الفرائض والسنة

فِيْ مناقشتنا للإجابة على كَيْفَِيْة بلوغ المرء مخافة الله، نشير إلَّى أن الواجبات قد تحققت بلا شك، فهِيْ الأساس المطلق.

يجب على المؤمن أن يجتهد فِيْ طاعة الله ونيل رضاه وأن يفكر فِيْ قدرة الله وأن يكون دائمًا على علاقة قوية بربه، ومستعدًا لمقابلته من منطلق محبة لعظمته سبحانه.

3- التوازن بين الدين والعالم

لا نقصد بالشخص التقوى أنه زاهد، بل أنه لا يهتم باحتياجاته، فكل الرجال سواسية. إنهم بحاجة إلَّى الشؤون الدنيوية لتحقيق التوازن. وذلك دون التدخل أو المساس بما حرم الله.

لا يأمر الله الإنسان أن ينسى نفسه، بل يأمره أن يكون متوازنًا، حتى لا ينغمس فِيْ الطاعة وينسى دوره فِيْ العالم، بل يجب عليه أن يفعل الخير لنفسه ويلبي احتياجاته الدنيوية بجميع أنواعها. حتى يكون خادمًا مطيعًا لله يوازن بين عالمه والآخرة، فهُو بالتالي تقوى.

الدين الإسلامي دين اعتدال ورحمة بلا مبالغة ولا تقطير. لا يجوز التضحية بحقوق الجسد وحقوق الخالق. ونشير هنا إلَّى قول الله تعالى “إنَّ الليل والنهار بالتناوب وما خلقه الله فِيْ السماوات والأرض آيات للبشر” (6) يونس.

4- الصدق فِيْ العمل

هذا لأن التفاني فِيْ الصدق فِيْ العمل جزء من مخافة الله، لذلك لا ينبغي للمرء أن يبحث عَنّْ سمعة من وراء عمل المرء، وإلا فإن المرء فِيْ طور الرياء والعياذ بالله. سرا وعلانية وكذلك التفكير بالكلمات قبل التحدث بها.

5- حافظ على الصيام

فِيْما يتعلق بمناقشتنا للإجابة عَنّْ كَيْفَِيْة بلوغ المرء مخافة الله، فإننا نشير إلَّى قول الله تعالى “يا أيها الذين آمنوا، فالصوم شرع لكَمْ كَمْا شرع لكَمْ من قبلكَمْ حتى تصيروا. الصالحين (183) سورة البقرة.

وهذا يعَنّْي أن الصوم سبيل تقوى، فالصوم يقتضي الإمتناع عَنّْ كل ما حرم الله، فهُو لا يتعلق فقط بالصوم من الأكل والشرب، بل بالصوم من كل النواهِيْ والمعصيات التي تعتبر مخالفة للحرمة. حد الله تعالى، وهذا جوهر التقوى.

6- كثرة ذكر الله

فالخادم الذي يذكِّر الله لسانه باستمرار يظهر التقوى فِيْ قلبه وفِيْ نواياه، مما يعَنّْي أن العبد يكرس نفسه لقراءة آيات الله ويطلب الكثير من الغفران وذكريات كثيرة.

إذا سألت كَيْفَ يبلغ الإنسان تقوى الله عليك بمحاولة طاعة الله، فسيسهل عليك الله الأمر ويصرف عَنّْك كل شر، ويبعد كل شر من قلبك وأطرافك.

أسأل الله دائما