قصص جديده هدية السماء قِصَّة مميزة فِيْها عبرة وحكَمْة بقلم كَمْال سالم عوض

يخبرنا أن هناك رجلاً عجوزًا كان كبيرًا فِيْ السن ولديه ثلاثة أبناء. أراد الرجل العجوز أن ينصح أبنائه ويعلمهم حكَمْة السنوات التي جمعها بعد الكد والنضال. القِصَّة الطويلة هِيْ أن العمل الجاد والجدية من أسمى صفات الإنسان، فلا تكن كسولاً ولو ليوم واحد وافعل كل ما تبذلونه من مجهُوداتك بإخلاص ولا تضيع الوقت لأن الوقت هُو ثروة الإنسان.

نظر الأطفال إلَّى والدهم فِيْ صمت وخشوع، غير مدركين لما قصده والدهم بهذه الكلمات. واصل الأب نصيحته وقال لقد جمعتك لأخبرك أنني أشعر أن السماء على وشك السقوط كهدية ثمينة، لذلك أطلب منك أن تحصل على هذه الهدية لأنفسكَمْ ولا تدعها تفلت من أيديكَمْ. تفاجأ والده وقال “يا أبي، السماء لا ترمي الهدايا. لم نر ذلك من قبل. نظر الأب إلَّى ابنه بلطف وقال يا بني، السماء تعطينا آلاف الهدايا كل يوم، ولكن فقط أولئك الذين يستحقونها ينالونها.

قال الابن الأصغر كَيْفَ نعلم أننا نستحق هذه العطايا قال الأب الجنة تقدم الهدايا للجميع، ولكن هناك من يقبلها وهناك من يرفضها. قال الابن الأوسط بدهشة هل هناك من يرفض الهدية فقال الأب كثيرون يفعلون. فقال الأبناء ماذا نفعل يا أبي قال الأب اذهبوا يا أولادي واطلبوا عطايا السماء.

قال الابن الأوسط عشت هنا كثيرًا ولم أر مواهب الجنة التي تحدث عَنّْها والدي. سوف أتجول فِيْ كل مكان، لذلك قد تقع التبرعات فِيْ مكان آخر. أشعة الشمس القوية ومياه الأمطار .. تحمل الابن الأكبر الخروج فِيْ الصباح الباكر والبقاء خارج المنزل حتى المساء، ولم يفعل شيئًا سوى النظر إلَّى السماء والبحث عَنّْ هدية. سافر الابن الأوسط إلَّى بلدان كثيرة، مشى ونظر إلَّى الأعلى، لم ير حفر الطريق أو الحجارة، سقط وتحطم كثيرًا، لكنه استمر فِيْ المشي.

ظل الابن الأصغر يفكر فِيْ كلام والده حتى رأى يومًا ما غيومًا تغطي السماء وتتقارب فِيْ اشتباك عَنّْيف وسيول غزيرة. ازدهرت النباتات الصغيرة وغطت وجه الأرض برداء أخضر مغر. أشهر، سئم الابن الأكبر من البقاء أمام المنزل دون فائدة أو سقوط هدية، فقد دخل والده بشجاعة من شخص اكتشف اكتشافًا خطيرًا.

قال “أيها الآب، السماء لا تقدم عطايا، هذه حَقيْقَة مؤكدة”. نظر إليه الأب بتعاطف وابتسم وقال له اجلس يا بني. جلس الابن بجانب والده فِيْ صمت تام. عاد الابن الأوسط مصاباً بجروح كثيرة فِيْ رجليه وذراعيه. انطلق الغضب فِيْ صدره. حاول أن يغضب والده، لكن الألم الذي أصاب عظامه جعله يصرخ. لم أجد شيئًا يا أبي. مشيت ونظرت إلَّى السماء كل يوم وفِيْ كل مكان حتى تنكسر عظامي .. نظر الأب إليه وقال اجلس بجانبي يا بني حتى تلتئم جراحك. فجأة سمع الجميع ضوضاء خارج المنزل. فتح الباب قاد الابن الأصغر أمامه قطيعاً من الأغنام والماعز والحمير محملاً بوفرة من الفاكهة والمحاصيل.

وقف الابن بمرح أمام يد أبيه وقال “شكرًا لك يا أبي. قال الابن الأصغر أعطتني عطايا كثيرة. ابتسم الأب وقال، يا ابن الحكَمْة، أدركت أنه لا يوجد شيء أفضل من يد عاملة وعقل مفكر.